العنوان مساحة حرة (عدد 1807)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 21-يونيو-2008
مشاهدات 12
نشر في العدد 1807
نشر في الصفحة 62
السبت 21-يونيو-2008
نداء للتاريخ
لأي أمة من الأمم التي سادت الأرض دهراً من الزمان تاريخ يعرف بحالها ويكشف الغطاء عن أوضاعها ويرخي الستار عن أحداثها ومن أهم الأمم التي غيرت مجرى التاريخ قروناً طويلة، الأمة الإسلامية على امتدادها وتعاقب قادتها فلها تاريخ عريق مليء بالبطولات وحافل بالانتصارات تعددت فيه المؤلفات وتنوعت فيه المصنفات منذ أن بزغ فجر الإسلام إلى عهد قريب تباينت فيه الأحداث القوية والمواقف الضعيفة، كلها سجلها التاريخ في أمهات الكتب، ولم ينس منها شيئاً.
القادة المؤمنون وما قاموا به من أعمال جليلة ومعارك فاصلة لخدمة وإعلاء هذا الدين والعلماء وما حققوا من إنجازات كبيرة في تبليغ العلم ونشره في الآفاق وأحاد الناس وتعاملاتهم اليومية المبنية على الصدق والأمانة.
ولا نتغافل عن أنه قد مر تاريخ المسلمين بمراحل ضعف وتخاذل سقطت على إثره أقوى الإمبراطوريات الإسلامية، غير أنهليس كهذا الضعف والذل والهوان الذي حل في هذا القرن ولذا فإني أنادي التاريخ وبأعلى صوتي:
سجل يا تاريخ ما حصل في أرض فلسطين وقطاع غزة خصوصاً من حصار وظلم وعدوان ومجازر ضد أبناء هذا الشعب الأبي، ولا تنس تواطؤ الدول الكبرى مع العدو الصهيوني وسكوت العرب والصمت المطبق الذي جنا عليهم والركود والسكون السلبي الذي حل بهم بالرغم من وجود حركة مقاومة إسلامية «حماس» وفي نفس الوقت حكومة شرعية منتخبة من قبل شعبها الباسل تقف وبكل شموخ وعزة وتحد أمام هذا السرطان الخبيث لتدافع عنأرضها وعن الأمة جمعاء.
سجل يا تاريخ ما دار في أرض الرافدين من احتلال للأرض واعتداء على العرض ونهب للخيرات وسلب للمقدرات ولا تنس المؤامرات التي ما زالت تحاك لإشعال نار الفتنة وتأجيج الصراع وإشاعة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وما تفعله الحكومات المتتالية بعد الاحتلال وتعاونها مع الأمريكان في سبيل تقسيم العراق وهدم ماضيه العريق، وسطر يا تاريخ أسماء الشرفاء والنبلاء المخلصين الذين ما فتئوا يدافعون عن بلدهم ويذودون بأرواحهم لأجل رفعته واستعادة مجده.
سجل يا تاريخ المحاكمة العسكرية في مصر لأربعين من خيرة رجالاتها المدنيين الأبرياء وما هم إلا دعاة مخلصون أو مفكرون إسلاميون، أو رجال أعمال أمناء حوكموا عسكرياً لأنهم رفعوا شعار الإسلام هو الحل، ولا تنس الأحكام الظالمة الجائرة في حقهم من رميهم في السجون، ومصادرة أملاكهم الخاصة، وإغلاق شركاتهم ومؤسساتهم التجارية التي تصب في مصلحة وطنهم وشعبهم الكريم!!
سجل يا تاريخ، ما يجري في إفريقيا من استيلاء على ثروات تلك البلاد وإلهاب نار الخلافات بين أبناء تلك القبائل من قبل الغرب ليتفرد باستحواذ المعادن الطبيعية هناك ولا تنس التدخل السافر من الدول الكبرى وخلق المشكلات وزرع الفوضى، وفي الوقت نفسه تخلي بعض الدول الإسلامية عن رأب الصدع ونزع الشقاق وإخماد الفتنة وعدم الوقوف بشكل واضح مع مؤسسي وأنصار المحاكم الإسلامية بالصومال، وعدم تشجيع السودان على موقفه الشجاع تجاه قضاياه.
ومع هذا الأسى والألم، يسجل التاريخ صفحات مشرقة من عودة الكثيرين إلى دين ربهم بقلوب مفعمة بالإيمان وحب للقرآن وصحوة راشدة تحمل على أعبائها وكاهلها الدعوة إلى الله وتصنع رجالاً مخلصين لشعوبهم وأوطانهم يرفعون أيديهم إلى خالقهم جل وعلا: ﴿مَتَىٰ نَصرُ ٱللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصرَ ٱللَّهِ قَرِيب﴾ (البقرة: 214).
على حكمي- شرورة- السعودية
نعم العالم.. ونعم الحاكم
لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى الحسن البصري أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل، فكتب إليه الحسن يرحمه الله. قائلا:
«اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائلوقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله، الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المرعى ويذودها عنمراتع الهلكة، ويحميها من السباع ويكتنفها من أذى الحر والقر والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على ولده يسعى لهم صغاراً، ويعلمهم كباراً يكتسب لهم في حياته ويدخر لهم بعد مماتهوالإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرة الرفيقة بولدها، حملته كرهاً ووضعته كرهاً، وربته طفلاً، تسهر بسهره، وتسكن بسكونه ترضعه تارة، وتفطمه أخرى وتفرح بعافيته وتغم بشكايته فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، فبدد المال، وشرد العيال، فأفقر أهله، وفرق ماله. واعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث والفواحش، فكيف إذا أتاه من يليها»..
فأين ولاة الأمور من هذه الوصية؟!! لقد أهمل الكثيرون منهم دين الله فأهملتهم العزة، وضعف التجاؤهم إلى الله فتهاوت فيهم القوة، وأخذوا على غرة في كثير من نظم حياتهم فغدوا غثاء كغثاءالسيل لا يؤبه له، ولا يهتم به، ولا قدر له بين العالمين.
فالكثيرون لا يلجأون إلى الإسلام إلا عندما يريدون تبريراً لبعض مواقفهم وتصرفاتهم، وفي غير ذلك تضيق نفوسهم بالإسلام ودعاته ومحبيه، فإذا أردنا إصلاحاً فلابد أن يطبق كل فرد منا تعاليم الإسلام على نفسه وبيته، وأن يطالب بها الآخرين، وإن حل مشكلات الأمة وإقالة عثراتها لا يحتاج إلى معجزات، وكل ما في الأمر أن نعود إلى الله وأن نسمع الدنيا صوت الحق وأن نخلع ثوب الذل والعار، وأن نستشعر الموقف بين يدي الله سبحانه وتعالى عندما ينادي مناد من فوق العرش ﴿وقفوهم إنهم مسئولون﴾، (الصافات: 24) رحم الله الحسن البصري، ورحم الله الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، فنعم العالم ونعم الحاكم.
مجدي الشربيني - الكويت
ذلة القلم هل تذلل القدم؟!
تكاد تجده مهمشاً في أذهان الكثيرين الذين طغى عليهم ضيق الأفق وجهلوا بفقه الخطأ وأصروا على أن الخطأ الذي ارتكبه شخص ما في لحظة ضعف، أو لحظة هزل أو في لحظة غضب أو سهوا يبقى معه حتى يلحد في قبره بل وربما بعد القبر ونغفل عن أن الإنسان بطبيعته البشرية تعتريه الظروف وتغيره الحوادث والصروف وجل من لا يخطئولم يخطئ الشاعر إذ يقول:
إن رأيتم عيباً فسدوا الخللا *** جل من لا عيب فيه وعلا
ولكن ما موقفنا من المخطئ في بداية المسار في فن الكتابة والذي زل قلمه في أمر ليس من أساسيات الدين ولا من فروعه؟ هل الحل الأمثل أن نشنع عليه حتى يخرج من هذا المضمار صفر اليدين لا تستفيد منه الأمة ولا يفيدها في عصر أصبح القلم الذيهو نتاج الفكر السلاح الأقوى؟!
حري بالطفل في خطاه الأولى أن يعثر حتى تثبت قدماه، وتستقيم ساقاه قائمة فحينها يحسن المشي بعد أن تعثر مرات عديدة فمحال أن نرى طفلاً مشى من أول محاولة مشي الكبار، كذلك الإنسان في مجال الكتابة والدعوة محال أن يعرف الصواب دون أن يتعرض للزلل، ولكن الحل الأمثل في هذه الحالة أن نشيد بالصواب الذي عنده ثم ننبهه إلى الخطأ علها أن تكون زلة قلم بدلاً من أن نهدم كيان المخطئ، ولكي نستملك قلب أي شخص يتعامل معنا فعلينا أن ننظر بعينين: العين الأولى لمميزاته، والعين الأخرى لمثالبنا، ونقول لكل من وقع منه هذه الزلة ما قاله الدكتور عائض القرني لماذا يخاف الإنسان من النقد أيا كان نوعه؟ إن كل إنسان عليه بعد قراءة النقد أو سماعه أمام خيارين إما أن ينظر له بعين الاعتبار ويصلح منه خطأه، وإما أن يضعه في سلة المهملات. وإن هم تركوهم هلكوا جميعاً فلنأخذ على أيدي من زلت أقلامهم ولا نزلل أقدامهم، ونهد كيانهم فإن ذلك هو الهدي النبوي الذي ننشد..
علي صالح المكتري- المشعلية- السعودية
خواطر من الطفلة «زينب» حول مآسي الألبان في بلاد البلقان
جلست يوماً على مكتبي الذي تعلوه مكتبة بها أحلى الكتب.. نظرت إلى المكتب وكنت محتارة، ماذا أفع؟! فاليوم عطلة... ذهبت العائلة بنزهة قصيرة لكني رفضت الانضمام إليها، ولم يكن بحوزتي بطاقة إنترنت وأنا لا أحب التلفاز أي أنه لا مفر من القراءة في كتاب!.
تنقلت نظراتي من كتاب لآخر حتى ارتكزت على كتاب من أحب الكتب إلى قلبي وقد تمسكت به منذ كان عمري عشر سنوات دون أن أدري عما يحتويه أصلاً: لكن لفت انتباهي صورة الغلاف: إذ كانت عبارة عن طفل أشقر الشعر أزرق العينين أبيض البشرة تلمع في عينيه دموع الحزن والحسرة.. كانملقى على جثمان والديه قلت يا الله، إذن المجازر لم تقتصر على فلسطين بل كانت البلقان أيضاً أرضاً للمجازر والجرائم الشنيعة.. نعم هو كتاب مآسي الألبان في بلاد البلقان... قرأت فيه مطولاً ثم أغلقته... خرجت من غرفتي لأشرب كأساً من الماء فقد جف حلقي لما قرأت، وعرفت من مجازر وجرائم أخرى ترتكب بحق أبناء ديني لا لذنب سوى انتمائهم للإسلام!!
ودمعت عيناي: لم أقرأ لقد فكرت لو لم يتبع المسلمون أهواءهم، ويتركوا أراضيهم، ويتخلوا عن بعض أجزاء الإسلام هل كانت فلسطين لتدنس أو البلقان لتدمر؟!!!.. نعم أهواؤنا رمت بنا بين رماد ودمار لا ينتهي أهواء بني الإسلام جعلت نهايتهم وخيمة!.
هل كان الإسلام ينتهي بقيادة غير المسلمين؟ هل كانت لتطبق شرائع غير إسلامية؟
حدث ما حدث.. لكن لا تعيدوا الزمان بأحداثه، فلتنهض حضارتنا وليعم إسلامنا من جديد، وليغرق اليهود بالرماد لينته عصرهم وليبدأ عصرنا.. عصر الحياة بقيادة الإسلام.. عصر النعيم في ظل الإسلام.. عصر الأمان والسلام.. إنها أمنيتي.. ليتها تتحقق!
فجر الدين- الكويت
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل