; مع القراء (62) | مجلة المجتمع

العنوان مع القراء (62)

الكاتب بأقلام القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 01-يونيو-1971

مشاهدات 18

نشر في العدد 62

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 01-يونيو-1971

مع القراء

يا نصيب!

غادرت عاصمة بلادنا «الخرطوم» هربًا من صخبها وضوضائها إلى إقليم «شندي» حيث الهدوء الشامل والهواء الطلق. ومن جميل الصدف كان في نفس اليوم الذي حططت فيه رحالي بهذه المدينة التاريخية العظيمة، كان هناك معرض، أُقيم في مدرسة البنات الثانوية العليا لإبراز نشاطها الثقافي والاجتماعي. فذهبت برفقة أستاذ صديق إلى زيارة المعرض وطوفت بأرجائه المختلفة والحق أعجبت بما رأيت فقد كان كل شيء يبدو جميلًا ورائعًا غير أن هناك ظاهرة خبيثة سيئة لفتت نظري وبعثت الأسف والحسرة والألم في أعماق نفسي.

 تلك كانت ظاهرة «اليانصيب» ففي جميع المعارض التي طوفت، عليها -ما عدا المعرض الإسلامي- كانت توجد هذه الظاهرة الرديئة القبيحة وبحقٍ شوّهت جمال المعارض وأساءت إلى جلال العلم وقداسته. فاليانصيب ضرب من ضروب الميسر الذي حرّمه الله ومع ذلك عمل جد خطير يتنافى وأبسط قواعد الأخلاق والتربية فنحن ملزمون دينيًا وأدبيًا بغرس تقاليد الخير والفضيلة في نفوس أولادنا وبناتنا فهم عدة بلادهم ومواطنيهم ليوم باكر أو ما تعارف الناس عليه بالمستقبل فواجبنا يُحتم علينا أن ننأى بهم عن لغو الخرافة والضلال والرذيلة ونسمو بهم إلى ذرى القيم الفاضلة وآفاق الخير والحق والجمال ومشارق النور.

أما أن نزين لهم الهوى والضلال حتى في منارات العلم والنور فلا ريب عندي هذا عمل خطير للغاية يعقبه فورًا انهيار مدمر في سلوكهم وأخلاقهم، حتى إذا جاءت الطامة الكبرى كنا المسئولين عن عاقبة جريمتنا الأولى. فما من أمة هلكت لم يكن هلاكها إلا ثمرة لمخازي أفعالها وسوء أخلاقها ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(النور: 63).

حقًا التاريخ مُفعم بالأمثال يضربها للناس ولكن أكثرهم لا يعقلون.

وفي الختام يطيب لي حقًا أن أشيد في إعجاب بالغ بالمعرض الإسلامي فقد ظهر في ثوب جميل، جمال الإسلام نفسه. والزائر لهذا المعرض الرائع يتمثّل على الفور الإسلام الخالد بتعاليمه النورانية التي شعّت شرقًا وغربًا، وأخذت بيد الإنسانية في مدارج الحياة الشريفة.

تحية الإسلام الخالد الذي وحّد بين آمالنا وآلامنا ومشاعرنا وشدّ بينهم برباط خالد على الدهر فسلام من الله عليك ورحمة منه وبركاته وبعد.

في غيبة الإسلام الواعي المكافح أصبحنا ننجب في مجتمعات تصبح بؤرة وتربة خصبة للآثام والموبقات وذبح القيم والمعنويات الإنسانية المشرقة. ومن عجائب المخزيات أن نروّج للقمار الذي حرّمه الشرع في معاهد العلم والنور فنغرس في نفوس الأولاد والبنات حب الجريمة والانحراف، ومهما يكن من شيء فالأمل كبير في رحمة الله وعونه وهذا الليل الحالك السواد لا بد أن يعقبه فجر طالع قريب.

والسلام عليكم ورحمة الله.

محمد أحمد علي

السودان

«إن أعطيناك الكوثر»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛

لقد اطلعنا على العدد 47 حيث وقع خطأ في تفسير سورة الكوثر حيث فسّرت في المجلة غير التفسير الصحيح لأن الكوثر في الجنة أُعِد للرسول ولأمته فالرجاء لفت النظر لذلك والحرص على تفسير القرآن على ما أنزل وعدم التخرص فيه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قال في القرآن ما ليس يعلم فليتبوأ مقعده من النار». وفقكم الله وسدد خطاكم.

عبد الله بن سعد القاسم

يُرجى من القارئ الكريم ألا يُسرع في الحكم قبل أن يتأكد بالاطلاع على أكثر من تفسير حتى تتضح أمامه الرؤيا وقد أخذنا التفسير السابق من تفسير المراغي للسورة وإليه وإلى القراء ما ذكر الشهيد سيد قطب في هذه الآية: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(الكوثر:1) والكوثر صيغة من الكثرة. وهو مطلق غير محدود يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء «كان سفهاء قريش يقولون عن النبي إنه أبتر سيموت بلا عقب وينتهي أمره» إنا أعطيناك ما هو كثير فائض غزير غير ممنوع ولا مبتور.

وقال أيضًا: «وقد وردت روايات من طرق كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن ابن عباس أجاب بأن هذا النهر من بين الخير الكثير الذي أوتيه الرسول. فهو كوثر من الكوثر: وهذا هو الأنسب في هذا السياق وفي هذه الملابسات».

 

غربة وغريب مع شعاع قمري

· من السيد أبي بكر الدمشقي

كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية.

وصلت كلمة صغيرة بعنوان «غربة وغريب مع شعاع قمري» تحدّث فيها الأخ أبو بكر عن دمشق وطبيعتها الساحرة وطوف في تاريخها لينبئنا عن ماضيها الجميل وعزها الأثيل وعاد بنا إلى حاضرها فصوّر ما تعج به من بعد الإسلام في كل ناحية من نواحيها فتضاءلت في خياله دمشق اليوم أمام دمشق التاريخ، وكان مما قاله في ختام كلمته:

«جمرة في يدي وفي يد كل مسلم تغذيها جاهلية قومه ولا بد من التخلص منها، وعلينا لهذا أن نبحث عن الحقيقة التي تنقذنا والتي نحيا لها وفيها حيث تنبع وليس حيث تنعكس لأن انعكاسها يولد خطوطًا متقاربة ومتباعدة، متفرقة ومتجمعة تنبعث من مرايا صنعتها نزواتنا وشهواتنا ونفوسنا التي لم تسلم بعد من وساوس الشيطان».


حتى لا نتوه في الضلال

إن الإنسان المسلم ليشعر بالسرور وراحة النفس حينما يجد المجلات الإسلامية عامة وجريدة «المجتمع» خاصة تُعالج قضايا المسلمين، والحق أن مثل هذه المجلات تملأ فراغًا للمسلم لولاها لعاش تائهًا في وسط تيارات من الضلال والفساد خطيرة جدًا.

والذي ندعو إليه هو أن تكون هذه «الجريدة الأسبوعية» واسعة الاطلاع وبمعنى آخر أن تكون شاملة عامة تستقصي أخبار المسلمين في جميع ديار الإسلام، وأن لا تستحي من الحق، وأن تدافع عن المسلمين أينما وجدوا وتظهر مشاكلهم ومدى اضطهادهم وما يلاقونه من قسوة في حياتهم. فأنتم تعلمون بأن هناك من الدعاة لبث السموم والتفرقة وتشويه سمعة الإسلام، والاستسلام للمبادئ الهدامة التي أخذت تغزو العالم، والتي ستكون سببًا في دمار البشرية أجمع.

وبما أن الإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لعباده، فعلينا وعليكم أن ندافع بكل قوة، وكل حجة ودليل عن مبادئنا وإسلامنا، فلا يخلو يوم من تهجم على اللغة العربية الفصحى، وعلى القرآن الكريم، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى التاريخ الإسلامي، والحضارة الإسلامية، والتراث والمبادئ الإسلامية، وعلى الدين كله.

حفظكم الله وجعلكم ممن يخلصون القول والعمل في سبيل أسمى شريعة سماوية.

سليمان الدحدوح

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

أبو أسامة يكتب عن: مشاكلنا

نشر في العدد 6

41

الثلاثاء 21-أبريل-1970

أين أرضي يا بلدية الكويت؟!

نشر في العدد 5

31

الثلاثاء 14-أبريل-1970

لعبة التمبولا مقامـرة علنـية

نشر في العدد 14

54

الثلاثاء 16-يونيو-1970