العنوان نبضات قلب مسافر(3)
الكاتب محمد شلال الحناحنة
تاريخ النشر الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
مشاهدات 27
نشر في العدد 1317
نشر في الصفحة 58
الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
زوجتي الغالية:
كلماتك الطيبة العذبة التي تتدفق مع هذا الصباح الشفيق تنعش أزهار الروح تسلمني عبر إيقاعه الرقيق الأشواق الصدق صدق المحبة والتضحية، تلك الكلمات الموجزة الفاعلة كسرت رتابة أيامي، فقد شممت شذاها مع حنين الفجر، ذلك الفجر الذي ينشر أنداءه مع رحيق التلاوة، فيغمرني بذكراك، فأي حنين تسطرين إلي أنا الحاضر الغائب أنا الذاكرة التي تبزغ كلما مر طيف الغياب في وجدانك، أنا الذاكرة الحية رغم أن الرؤى تضيق فلا نافذة بعد إيماني إلا طهر قلبك القادم إلي مع وجع المسافات وتقولين بعد ذلك: أتعيش دفئًا خاصًا موغلاً في غربتك؟!
فأي دفء ترى يأسرني غير دفء عائلتي؟! دفء بلابلي الستة تلك البراعم المزهرة التي تفتحت بيننا ، فأضحى بيتنا الريفي واحة خصب وجمال، أضحت تلك الياسمينة التي تسقينها بماء الروح جزءًا حميمًا من قلبي، وشوقًا متجددًا لذكرياتنا فهل أظل أكتوي بشجى الغياب عنكم، فتفضي أيام غربتي إلى أيام شبيهة؟ وهل أرتضي ما لم أكن أرتضي؟! فطوبى للغرباء، طوبى لك أيتها الشامخة بطهر الإسلام، وبالإخلاص إلى زوج طالما أشجاك بكثرة أسفاره، وطول اغترابه، فحملك ما لا تطيقين من أعباء عائلة ومواجع أزهاره الندية!
طوبي لنبضات قلبي
طوبي لك حين
(يعاتبني الياسمين يعاتبني الأهل والدار والابن والزنبقة)
طوبي لهذا الحنين :
(فلا الشعر حاز الشذى ولا الطير جاب المدى فعفو حمائم أسئلتي وعفو جمال الضحي)
طوبي لك مع تلك الرياض التي
تعاتبني زهرة زهرة)
طوبي لك، لأستودعك الله الذي لا
تضيع ودائعه!!..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل