العنوان نحو العمل في الإسلام
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 06-أكتوبر-1970
مشاهدات 7
نشر في العدد 30
نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 06-أكتوبر-1970
مَع العمال
نحو العمل في الإسلام
سبق أن قلنا إن العمل هو السلاح الأول لمحاربة الفقر، وإن على الإنسان أن يعمل ليغني نفسه بنفسه، ولكن هل يحقق العمل فائدته المرجوة إذا كان المرء يعمل في غير ما يحسنه؟، أو يعمل فيما يحسنه، ولكنه لا يعطى أجره العادل؟، أو يُعطى أجره، ولكن لا تتاح له فرصة للترقي بإظهار مواهبه وإبداعه، وقد يجتهد ويبدع ويحسن، ولكنه لا يلقى جزاء إحسانه من الأجر والتشجيع، بل يُؤخَر عن مكانه انتقامًا أو حسدًا، ويقدم من لا يستحق محاباةً أو اتباعًا للهوى وإرضاءً لبعض الرؤوس الكبيرة والنفوس الصغيرة، وقد يأخذ الأجر المناسب لجهده، ولكن طريقة الحياة التي يعرضها عليه المجتمع من حوله تجعله ينفق الكثير من دخله فيما لا خير فيه ولا نفع فيه؛ له ولا للمجتمع، أعنى في الكماليات والمتع الرخيصة أو الشهوات العفنة، في الأزياء والموضات والسجائر والسينمات والملاهي والمراقص وغيرها من المكروهات أو المحرمات؛ التي لا تُبقي للحاجات الحقيقية للفرد وأسرته إلا القليل.
وقد لا يكون من هذا الصنف المنحرف، ولكنه يعيش في مجتمع سيطر فيه الاحتكار والربا والاستغلال، أو تحكم فيه الاستبداد وسرى فيه الفساد فلا يشتري شيئًا إلا من السوق السوداء بضعف ثمنه، ولا يقضي عملًا إلا بدفع رشوة، ولا يُعطى قرضًا يحتاج إليه إلا بالفوائد الربوية، وإذا حلَّت به كارثة في نفسه أو جائحة في ماله؛ فعجز عن العمل بعد القدرة، أو ذهب رأس ماله الذي كان يكسب من ورائه دخلًا حلالًا فاضطر إلى الاستدانة، وأصبح من الغارمين، فماذا يكون موقفه وموقف المجتمع منه؟؟.
كل هذا يؤكد لنا أن العمل والسعي في مجتمع غير إسلامي وفي دولة غير إسلامية لا يكفي لضمان المعيشة الطيبة لصاحبه، أما حين يكون هناك مجتمع إسلامي تنظمه وتشرف عليه دولة إسلامية، فإن وضع العمل والعامل يكون على نحو آخر:
أ- إن الدولة الإسلامية ستقوم بالإعداد الوظيفي والتدريب المهني اللازم لكل عامل؛ حتى ينتج أكبر قدر مستطاع.
ب- تضع كل عامل في مجال اختصاصه وفيما يحسنه ويتفوق فيه من الأعمال؛ سعياً إلى أفضل النتائج.
ج- توفر له من الآلات ما يساعده على زيادة الإنتاج واقتصاد الجهد والزمن.
د- تكفل له من الأجر ما يعادل جهده وكفايته؛ مهما يبلغ هذا الأجر، كما تتيح له أن يملك ثمراته ويورثها لذريته من بعده.
هـ- إذا كان أجر العامل أو ربحه أو ناتجه من العمل لا يقوم بتمام كفايته له ولأسرته، فإن له في خزانة الدولة حقًّا حتى يكتفى.
و- إذا حلت به كارثة أو جائحة ألجأته إلى الاستدانة، فإن له حقًا في مال الزكاة من سهم «الغارمين» وغيرها من موارد الدولة.
ن- هذا إلى أن طريقة الحياة الإسلامية الصحيحة ليس فيها خمر ولا نساء ولا سهرات حمراء، ولا تقر عبث الأزياء، وانتشار الفساد، والتحلل الذي يهلك الحرث والنسل، والذي يكلف الناس ضعف ما تحتاج إليه الحياة المستقيمة الصالحة.
«عن كتاب مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام»
ليوسف القرضاوي
حماية الصناعات المحلية:
قال المهندس عيسى المزيدي «مراقب المواصفات القياسية بوزارة التجارة والصناعة» إنّه تم وضع المواصفات الخاصة لتسع صناعات محلية؛ كانت الوزارة قد طلبت حمايتها ضمن ۱۷ صناعة محلية أخرى، وأضاف أن المواصفات القياسية تعني تحديد معايير الجودة والدقة اللازمة لمنتج ما؛ لكي يحقق ويفي برغبات واحتياجات المستهلك، وأوضح بأن هذه المواصفات ستكون إلزامية بالنسبة للمصانع التي تنتج سلعاً تتعلق بصحة المواطنين وسلامتهم، وقال: «إن الوزارة تهتم اهتمامًا كبيرًا بتنظيم جهاز المواصفات القياسية بالتعاون مع منظمة التنمية الصناعية الدولية».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلمدير إدارة الثقافة العمالية يقول: نستمد اتجاهاتنا من عقيدتنا الإسلامية
نشر في العدد 11
7
الثلاثاء 26-مايو-1970


