; وثائق مذكرات رضا نور: وزير خارجية أتاتورك يؤسس دار بغاء | مجلة المجتمع

العنوان وثائق مذكرات رضا نور: وزير خارجية أتاتورك يؤسس دار بغاء

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 10-أغسطس-1982

مشاهدات 23

نشر في العدد 582

نشر في الصفحة 36

الثلاثاء 10-أغسطس-1982

استأجر صالح ورجب زهدي منزلًا في إسطنبول خلف طوقاتليان. وحولا المنزل إلى دار بغاء خاصة، يقضيان فيها سهرات حمراء ويختاران من النساء البغايا أجملهن ليرسلوا بهن إلى مصطفى كمال. هذا العمل تأسس قبل قليل من طلاق لطيفة من الغازي. في ذلك الوقت كانت النسوة البغايا يذهبن إلى دار توفيق رشدي في أنقرة.

‏وكان الغازي يأتي إلى هناك ليقضي سهراته حتى الصباح. وقد أصبح وزير الخارجية مديرًا لدار البغاء هذه، وبفضل هذا أصبح وزيرًا للخارجية. وقد تبدل الحال الآن، فالنساء من هذا النوع يذهبن مباشرًة إلى دار الرياسة.

‏سافر مصطفى كمال إلى قونية وزار مدرستها. أعجب بإحدى المعلمات، فأخذها. وبعد أن تسلى بها مدة أرسلها في بعثة دراسية إلى أوروبا، يعني: عطاء للبغايا من مال الأمة! سافر الغازي إلى أزمير فأعجب بفتاة تسمى آنت وهي طالبة والبنت الصغرى لموظف الغابة هناك، فأخذها وذهب. وقضى منها ما قضى من فواحش، ثم أرسلها في بعثة دراسية أيضًا إلى أوروبا. ومن قبل هاتين أرسل عشيقته فكرية إلى الخارج أيضًا، وهذه هي ‏طريقته. عادت آنت وأصبحت عشيقته ومعلمة ومشتغلة بالتاريخ.

لم تكن المسألة مقتصرة على ذلك، فقد كان هناك من كل مكان من يقدم إلى الغازي

النساء. كان هناك محام اسمه لطفي، زوجته بلغارية، جميلة جدًا ونال زوجها بسببها

الكثير من الامتيازات. وأخذت النساء تنهال على الغازي كالمطر. تنهال على قصر الرياسة في جان قايا.

‏التاريخ يبدأ بمصطفى كمال!!

‏تم افتتاح مصرف أيسن بنكاسي، وهو ملك ‏مصطفى كمال، وضع فيه وكيلًا من ماله، لكن كل مال الحكومة رأسمال له فالأموال التي تجمعها الحكومة من الشعب تذهب إلى هذا البنك بدلًا من ذهابها إلى المالية، وحتى أعضاء مجلس الأمة يحصلون على رواتبهم من هذا المصرف، فرأسمال البنك إذن من الحكومة والأرباح لمصطفى كمال. أثرى الغازي من هذا كثيرًا وعين مصطفى كمال في مجلس إدارة هذا البنك مجرمين مثل قيليج علِي وصالح. وهذه أول مرة نعلم فيها أن اللصوص والمجرمين يصبحون صيارفة وأعضاء في مجالس إدارات المصارف.

‏بتعليمات منه امتلأت الكتب الدراسية كلها بالآتي: «إننا‏ نحب الغازي، إنه منقذ الأمة، إنه أنقذنا من الحروف العربية، إنه بطل الأمة التركية.. وهكذا كل الكتب وعلى كل المستويات مملوءة بهذا؛ التاريخ يبدؤونه بمصطفى كمال، لم ير أحد من قبل رذائل وقلة حياء بهذا القدر. ألغي مصطفى كمال تدريس الدين من المدارس. فأصبح الأطفال بلا جذور، ‏وسوف نرى كيف يصبحون بعد ذلك. أقول من الآن وبشكل قاطع إن نهاية هذا الأمر كارثة اجتماعية وسياسية.

‏اتبع سياسة سيطرة الحكومة واحتكارها لكل شيء وملأ مجالس الإدارة من أحبابه، وخصص لكل واحد منهم سيارة خاصة. لقد كان لهذا الاحتكار مساوئ عديدة، ولقد كشفت هذه المساوئ واتخذت القرارات لإصلاحها ولم يتمكنوا من التنفيذ ولقد فات الأوان.

‏عصمت باشا يتنكر لي

‏ويزداد الموظفون بلا داع ولا ضرورة، مع أن عدد الموظفين في عهد عبد الحميد لم يكن إلا ثمانون ألفًا والدولة وقتها كانت تمتد من إشقودرة في البلقان إلى البصرة في العراق ومن طرابزون حتى اليمن. إن هؤلاء «الكماليين» يريدون أن يجعلوا الجيش ضعف عدده خلال سنتين أو ثلاثة، لكن الدولة اليوم ليست كالدولة بالأمس، إنها اليوم صغيرة، تبدأ من إدرنة ولا تصل حتى الموصل. وكل ما يفعله ‏الكماليون إسراف في إسراف.

‏ذات مرة كنت في أنقرة وقابلت عصمت، وقلت له أريد أن أقابل الغازي. وكان مقصدي من هذا أن أؤمن نفسي من مؤامرات مصطفى كمال إلى حين خروجي من تركيا لم أستطع مقابلة الغازي كما أنني ذهبت إلى بيت عصمت مرتين فأنكر نفسه عني. ثم ما قابلني في الشارع تجهم وجهه ولم يسلم علي.

‏لن أستطيع العيش في تركيا وعليَّ التوجه فورًا إلى بلدي سينوب، ومن ثم أنهي أعمالي لأسافر إلى أوروبا.

‏مؤامرة أخرى لاغتيال مصطفى كمال

‏ذات يوم قرأت في الصحف الخبر الآتي: مؤامرة ضد مصطفى كمال. القبض على الجناة وهم ضيا خورشيد نائب مجلس الأمة سابقًا، ومعه واحد لازي وآخر كرجي، وكان من ضمن المتآمرين شكري وصاري آفه... إلخ. وصاري آفه ضابط اسمه الأساسي أديب وهو ملازم بالجيش. والذي أفشل المؤامرة، أن المتآمرين وثقوا في كاظم رئيس مجلس الأمة الذي تظاهر بالاشتراك معهم. وأغلب الظن أنه أبلغ مصطفى كمال بذلك. استغل مصطفى الحادث ليثير الرعب في البلاد ويوطد سلطانه، واتخذها وسيلة أيضًا للقضاء على كل أعدائه القدامى.

‏إشارة إلى أستاذ جامعي غير أمين

‏كنت عملت تصنيفًا للتاريخ التركي ونشرته، وإذا بي أقرأ في الصحف، أن فؤاد كوبريلو يلقي محاضرة في الجامعة ويقول إني أصنف التاريخ هكذا. إن هذا الرجل لا يخجل من أن ينسب لنفسه عمل الآخرين. وفي عام ‎١٩٢٨‏ جاء البروفيسور فؤاد كوبريلو إلى باريس وزارني في بيتي ومعه زكي وليدي. كنا نتكلم، وفي هذه الأثناء قلت له إن بابور شاه ألف كتابًا في العروض، وهذا الكتاب مفقود، لكني عثرت عليه في المكتبة الأهلية بباريس، تحت اسم عروض تركي، ولا يعرف أحد هناك أن هذا الكتاب هو الكتاب المفقود لبابور شاه. إلا إني تداركت الموقف وقطعت حديثي خوفًا من أن يسرق فؤاد كوبريلو هذه المعلومات. لكني بعد سنة وعندما وصلتنا من باريس مجلة التركيات وجدت أن هذا الرجل يتحدث في مقالة في المجلة عن أنه هو الذي عثر على الكتاب. وحكى لي زكي وليدي عن مسألة حدثت له مع فؤاد كوبريلو. سلم زكي وليدي كتابًا ألفه إلى فؤاد كوبريلو ليتوسط له لدى وزارة المعارف لطبعه. لم يسلم فؤاد كوبريلو الكتاب إلى وزارة المعارف، وذات يوم صدر لفؤاد كوبريلو كتاب جديد. نظر زكي وليدي في الكتاب الجديد فوجده كتابه الذي سلمه لفؤاد ليوصله إلى وزارة المعارف وكل ما فعله فؤاد أنه شطب اسم زكي وليدي من على الكتاب ووضع عليه اسمه ودفع به إلى المطبعة. يعني أن فؤاد كوبريلو في ميدان العلم يتساوى مع مصطفى كمال في ميادين السياسة.

لا بد من خروجي من تركيا لأن أعوان مصطفى كمال يريدون قتلي. لم يبق لي إلا سنة في عضوية مجلس الأمة، لكن لا بد من تركي تركيا. كتبت وكالة بكل أعمالي لأخي شكري.

أخرج من تركيا لأستنشق هواء الحرية

أخرج الآن من البلاد بسفينة، أنظر إلى أرض بلادي بشوق عبرنا من مضيق الدردنيل، ها أنذا أستنشق هواء الحرية، ووصلنا إلى فرنسا.

وإلى هنا تنتهي فترة الأحداث التي رأيتها وسمعتها بصفتي عضوًا في مجلس الأمة. وفي هذه المرحلة، يعني منذ قيام الجمهورية وحتى الآن ليس لي مسؤولية لا عن حسنات تركيا ولا مساوئها، ليس لي دخل بهذا.

إني الآن في الغربة. ونحن الآن في باريس، ألتقي بفتحي سفير تركيا بباريس. منذ اللحظة الأول قلت له بأنني لن أعود إلى تركيا فاستصوب رأيي. قدم فتحي الصحف الفرنسية في ثلاثة مقالات، لمحرر زار تركيا ومكث هناك ما يقرب من عشرة أيام، عاد بعدها ليكتب ويقول: «إن هذه ليست حكومة. إن الحاكمين هناك عصابة مجرمين، لا يمكن أن تكون هذه جمهورية إنهم لا يخجلون هناك من السرقة والتزييف، إنهم في تركيا يشنقون الأبرياء والمظلومين ينهبون الشعب، إرهاب مدهش، إن أنقرة ملجأ اللصوص تلجأ إليها العصابات برؤسائها وأعوانها.. إلخ» إن هذه المقالات الثلاث وصمة عار بالنسبة لتركيا دولًة وشعبًا.. ولكن ماذا نقول إن كل ما فيها صحيح.

أصبحت زوجتي مصدر إزعاج لي في هذه الغربة. كانت مريضة ودخلت مستشفى ليون لكنها أدمنت على المورفين وعندما لم تجده طلبت العودة إلى إسطنبول أرادت أن أعود معها قلت لها: لا أستطيع الحياة معك بالمورفين، ولا أستطيع العودة معك إلى تركيا رضيت بالطلاق والانفصال عني، إلا أنها لم تنفذ هذا.

سافرت إلى إسطنبول وجاءت بالمورفين.

من أخبار أخي

جاءت الأخبار بأن أخي شكري يهمل في المزرعة يظهر لي مصاريف وهمية لو كان لديه ضمير لفكر وقال لنفسه: إن أخي الكبير في الغربة، وهو أخي الكبير ووالدي وولي نعمتي في نفس الوقت ولا بد أن أظهر همة كبيرة وأرسل له نقودًا في غربته. كان موظفًا وفصلوه لكني توسطت له حتى أصبح المدير العام للغابات في سينوب.

مصطفى كمال مقتنع بأن كل شيء يمكن أن يحدث بضربة قانون نعم يا مصطفى كمال، نستطيع بقانون تصدره أن تقذف بالطربوش من على رؤوس الشعب. لكنك لا تستطيع فرض الحروف الجديدة. أنا مشتغل باللغة الفرنسية منذ صغري، لكني مع ذلك لا أستطيع حتى الآن قراءة اللغة التركية بالحروف اللاتينية قراءة صحيحة وسريعة لأن الخط مسألة رسم.

مصطفى كمال يعين يهوديًا في المجمع اللغوي التركي

وفي المجمع اللغوي التركي أداة مصطفى كمال في فرضه الشكل الجديد للغة التركية أصدر مصطفى كمال أوامره بتعيين إبراهيم نجمي عضوًا في هذا المجمع، وإبراهيم نجمي هذا يهودي من الدونمة وينطق اللغة التركية نطقًا سيئًا. وإن مصطفى كمال نفسه ينطق اللغة التركية بلهجة يهودية مثله في ذلك مثل إبراهيم نجمي، اتخذ مصطفى كمال في إسطنبول قصر طولمة باغجة مكانًا له. وفي هذا القصر فعل ما لم يفعله السلاطين العثمانيون، وأصبح القصر مركزًا للفسق والفجور.

يقل الحجاب في تركيا، بدأ نزع الحجاب في زمن الاتحاديين ويقولون إن نزع الحجاب إنما هو أحد الانقلابات التي أحدثها الغازي في تركيا لكن الحجاب واسطة هامة لبعد المرأة عن الفواحش. وبهذه الصورة يكون الحجاب خادمًا لسلامة العائلة.

الرابط المختصر :