; المجتمع الثقافي (1125) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الثقافي (1125)

الكاتب مبارك عبد الله

تاريخ النشر الثلاثاء 15-نوفمبر-1994

مشاهدات 10

نشر في العدد 1125

نشر في الصفحة 54

الثلاثاء 15-نوفمبر-1994

ومضة

«مالك بن نبي أحد أعلام الفكر الإسلامي الحديث، ناقش حالة اللامبالاة أو القبول الضمني -الذي يستشفه المراقب لدى بعض الناس في مواجهة التحدي الحضاري متجسدًا في صورة استعمار عسكري أو غزو ثقافي- وأطلق على مثل هذه الحالة اسم القابلية للاستعمار، واعتبر أن «القابلية للاستعمار» أخطر من الاستعمار ذاته، لأنها تعنى فقدان المناعة، واستبعاد روح المقاومة ونسيان الهوية الحضارية التي تميز الأمة وتحدد لها خصوصيتها الثقافية، وبالتالي الذوبان في الآخر، بعد ذبح الذات الأصلية. والإجهاز على ميزاتها، وكل ما يمت إليها بصلة.وهذا هو ما تستهدفه عملية التطبيع، سواء ما يخص الثقافة الوافدة، أو الوجود اليهودي، الذي لا يخفي أطماعه في التوسع والهيمنة على الأرض والمقدرات، فالتطبيع هو الاسم الآخر لحالة القابلية للاستعمار، والاستعداد النفسي للموافقة على شروطه، والمساهمة في تحقيق مصالحه وطموحاته، اتقاء لخطر قائم ورغبة في الخلاص من كابوس مزعج، فنكون كالمستجير من الرمضاء بالنار، بعد أن وقر في خلدنا أن النار هي التي تنقذنا من بين أنياب الفك المفترس. وهنا نتساءل: كيف تتكون القابلية للاستعمار؟ وما هي الوسائل والأدوات التي يستخدمها لزرع مثل هذه القابلية في نفوسنا؟ لندقق النظر في حاضرنا الذي نعيش، وأزمتنا التي نعاني آثارها ومضاعفاتها فنرى أن السبب الحقيقي الذي هيأ بعض النفوس لمثل هذه القابلية هو العدوان العراقي. وهنا نعيد التساؤل بصيغة أخرى هل يكون هذا العدوان أحد أهم الوسائل والأدوات المستخدمة لتحقيق التطبيع وإيجاد القابلية للاستعمار؟كل الدلائل تشير إلى هذه الحقيقة التي نتجاهلها، أو تغيب عن بعضنا في خضم التفكير المضطرب الخاضع لتأثيرات الأمر الواقع، أو أمام الإخراج المتقن والمظاهر الخادعة التي تزين لنا عملية التطبيع، وتحبب إلينا الوقوع في أحضان القابلية للاستعمار.

علم البيان (۲):

 المجاز والكناية

بقلم: عبد الوارث سعيد (*)

تناولت الوقفة الأولى مع علم «البيان اثنتين من صور البيان ووسائله: «التشبيه» و«الاستعارة» بنوعيها التصريحية» و«المكنية، ولكل من الثلاثة طاقته الجمالية، تنطلق من التشبيه ثم تتسامي في نوعي الاستعارة على الترتيب السابق، ولكل نوع منها مذاقه الجمالي ودرجاته التي تكون في القمة إذا جاءت مطابقة لمقتضى الحال. ثمة لون آخر من صور البلاغة والبيان مختلف في الطعم والملامح، يلتقي مع الاستعارة في جوانب ويفترق عنها في أخرى، ذلك هو «المجاز»، ويسمى عادة «المجاز المرسل»، فما هو؟

  1. «المجاز» مصدر جاز يجوز بمعنى انتقل من شيء أو موقع إلى آخر. ولكل كلمة في اللغة معنى أصلي، يتبادر إلى الذهن حين نسمع الكلمة مفردة: إصبع- عين - دماغ- قرية- طين. إلخ» لكن يمكن أن تستخدم الكلمة -في جملة- ونقصد بها معنى آخر، لوجود علاقة «ما» بين المعنيين. فإذا كانت العلاقة هي «المشابهة» في صفة أو أكثر، فنحن أمام استعارة» كما سبق. أما: «لفلان يد عندي»«يد» تعنى أصلًا «العضو المعروف»، و«عندي» قرينة تمنع أن يكون هذا المعنى مقبولًا، فلابد من معنى آخر هو المقصود: «الإحسان، المعروف، النعمة، مثلًا». لكن ما العلاقة بين للمعنيين؟ إنها -بالتأكيد- ليست المشابهة، فما هي؟ اليد «سبب» في إيصال النعمة، فالمذكور في الجملة هو السبب والمقصود هو «النتيجة» أو «الأثر»، فالعلاقة هي السببية. أما في قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا﴾ (غافر: 14) فالمذكور هو «المسبب»- أو النتيجة «الرزق»، والمقصود السبب، بدليل قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ﴾ (البقرة: 22) فالعلاقة هي «المسببة»، وهي غير «المشابهة» أيضًا. الاستعارة مقيدة بعلاقة واحدة: «المشابهة»، أما المجاز فعلاقاته متنوعة ومفتوحة «قابلة للزيادة» ولذلك يسمى «مهملًا» أي حرًا من القيود. 

تأمل الأمثلة التالية وتأمل في العلاقة بين المعنيين في كل منها:

م

المثال

المعنى المقصود

العلاقة

  1.  

احذر: فالعيون في كل مكان

«الجواسيس»

الجزئية

  1.  

﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ﴾( البقرة: 19) قرآن

«أناملهم»

كلية

  1.  

نسى الطين ساعة أنه طين

 

 

  1.  

حقير فصال تيهًا وعريد «إيليا أبو ماضي»

«الإنسان»

باعتبار ما كان

  1.  

﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ (يوسف: 36) قرآن

«عنبًا»

 

باعتبار ما سيكون

  1.  

«وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه»

«لغة»

الآلية

أما «الكناية» فهي اللون الأخير من ألوان البيان، ويتميز جمالها بالرقة واللطف!

فما هي؟ وما الفرق بينها وبين أخواتها السابقات؟ تلتقي الكناية مع الاستعارة والمجاز المرسل في أن فيها انتقالًا من المعنى الأصلي إلى معنى آخر مقصود ومع وجود «قرينة»، لكن القرينة في الاستعارة والمجاز «تمنع إرادة المعنى الأصلي»، أما في الكناية فالمعنى الأصلي يجوز أن يراد. كيف؟ يقول الله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾ (الفرقان: 28) حين نرى شخصًا يفعل هذا نفهم أنه في حالة نفسية معينة: الندم والحسرة. العض على «يديه» معنى أصلي «ظاهر» يلزم منه معنى آخر هو المقصود، لكن لا مانع من وجود المعنى الأصلي أو إرادته أيضًا، فالمعنى الظاهر ستار يشف عن فالمعنى المقصود المغيب وراءه، واكتشاف ذلك المعنى المستور هو سر جمال الكناية، خاصة حين تتعدد الأستار التي يختفى المعنى وراءها:اعتاد العرب أن يكنوا عن «الكرم» بقولهم: فلان كثير الرماد مهزول الفصيل: فالكريم ضيوفه كثيرون يحتاجون إلى طعام كثير وطبخ يتطلب نيرانًا ووقودًا كثيرًا يتخلف عنه رماد كثير، كما أنه يستهلك لضيوفه بشكل دائم حليب نياقه بحيث لا تجد فصلاتها «صغارها» حليبًا كافيًا فيصيبها الهزال. المعنى المقصود في الكناية قد يكون صفة «كالندم والكرم في الأمثلة السابقة»، وقد يكون موصوفًا. مثل: ذات ألواح ودسر، كناية عن السفينة: وهام الأولاد، كناية عن الزوجة: ومجمع الأسرار، كناية عن «القلب»، ولنتأمل ما في الأمثلة التالية من كنايات ولنتحسس ما في كل منها من جمال:﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِقوم ترى أرماحهم يوم الوفى مشنوقة بمواطن الكتمان

﴿فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا.

(*) مدرس بجامعة الكويت.

إصدارات

علامة الكويت. الشيخ عبد الله الخلف الدحيان

الكتاب: علامة الكويت الشيخ عبد الله الخلف الدحيان.

المؤلف: ناصر بن محمد العجمي

 الناشر: مركز الدراسات الكويتية -دار البشائر الإسلامية- بيروت.

العلماء هم سراج العباد ومنار البلاد وقوام الأمة وحصنها الحصين يقول الإمام ابن القيم. رحمه الله تعالى -عن العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59).وإن من أولئك العلماء الذين فقدتهم البلاد والعباد ذلك العالم الجليل والفقيه النبيل الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان المتوفى في سنة ١٣٤٩هـ الذي كان له أثر ظاهر في إحياء العلم في الكويت وربط الطلبة بالعلوم الشرعية وإحياء دراسة كتب السلف التي فيها العلم النافع، فقد قضى عمره المبارك -رحمه الله تعالى- بالعلم والتعلم، فهو لا ينتهي من درس حتى يبدأ بآخر مع خدمته للناس يستقبلهم في منزله ما بين مستفت وصاحب حاجة كل ذلك بهمة وجرأة لا تأخذه في الحق لومة لائم، كما كان -رحمه الله- زاهدًا معرضًا عن الدنيا يعلم أن السعادة الحقيقية ليست في جمع الدنيا وحطامها الفاني ولكن السعادة في التقوى. ويقع الكتاب في أربعمائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من ثمانية فصول مرتبة كالآتي:ا

لفصل الأول: اسمه ونسبه - نشأته وطلبه للعلم- رحلته لطلب العلم ومشايخه- رحلته إلى الحج -أخلاقه وصفاته -إمامته وتوليه القضاء -ثناء العلماء عليه.

الفصل الثاني: مجالسه العلمية وتلاميذه- مكتبته القيمة ونوادرها -نماذج من نفائس مكتبته -المخطوطات التي طبعت أو حققت من مكتبته -مآل المكتبة.

الفصل الثالث: من فوائده العلمية على طرر المخطوطات -تملكاته للكتب ووقفيته لها.

الفصل الرابع: المراسلات العلمية التي بينه وبين العلماء - مراسلات العلماء له.

الفصل الخامس: لمراسلاته للعلماء -الرسائل الودية التي بينه وبين أصحابه. 

الفصل السادس: رسائله إلى ابن أخته الشيخ أحمد الخميس.

 الفصل السابع: خطه وشعره –مؤلفاته –ذريته –وفاته -الرؤى.

الفصل الثامن: المراثي التي قيلت فيه -إجازة الشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح له -إجازة الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل له -ترجمته لشيخه محمد الفارس -تقريظه لرسالة تحذير المسلمين للشيخ عبد العزيز الرشيد -بعض خطبه التي لم تطبع.لم يحزن شعب بأكمله لوفاة فرد منه إلا أهل الكويت يوم وفاة الشيخ عبد الله بن خلف حتى أن الناس كانوا يعزون بعضهم بعضًا لأن المصيبة بفقده كانت عامة. لم يفقده أهله وذووه فحسب بل فقده الكل وبكاه حتى النساء في بيوتهن. رحم الله عبد الله بن خلف رحمة واسعة مع الصديقين والشهداء والصالحين. وحسن أولئك رفيقًا.

أمل حط رحاله

الكتاب: أمل حط رحاله.

المؤلفة: طيبة اليحيى.

الناشر: دار الطفل المسلم للنشر والتوزيع ت: ٥٣٣٥٣١٨ فاكس: ٥٣٢٥٨٦٣ ص. ب: ٣٣٩٣٦ الروضة-الكويت.. 

الصفحات ۱۳۱ صفحة من القطع الصغير.

«أمل حط رحاله» هو الإصدار الثاني من سلسلة الأمل التي بدأتها الكاتبة الفاضلة بكتابها وهم أم حقيقة؟، تتناول في كتابها الجديد موضوع المراهقة بصورة أكثر تحديدًا أو أكثر دقة حيث تكلمت عن حاجة المراهقين ومواقف المربين إزاءها وعن كيفية إشباعها والخلل الناجم من عدم إشباعها أو إذا شبعت إشباعًا غير سوى، وهي إذ تطرح هذه الدراسة الممتازة تحاول رسم إطار لفن التعامل مع المراهقين. أن كل فتى يمر بالمراهقة لكن ليس كل مراهق سفيهًا، وحتى نجنب المراهقين السفه والطيش وغير ذلك من التصرفات التي تنسب لهم تكلفًا ومبالغة وتهويلًا لابد لنا نحن المربين أن نعرف ماذا يريد المراهق ونعرف حاجته التي طرأت مع مرحلته العمرية الجديدة ونفهمه في هذا الطور حتى نستطيع أن نحقق له مراده حسب الطاقة والإمكانات المتاحة في إطار من الحب والحرص والرعاية والتفاهم.     فالمراهقة طاقة متفجرة تستغرق من حياة الإنسان ثلاث سنوات تحدث فيها تغيرات كبيرة وتبدلات عظيمة وتحولات جوهرية في شخصية المراهق وفكره وعقله وتطلعاته وكذلك جسمه.وإذا كانت هذه التغيرات تستجد على أرض الواقع فلا بد لنا نحن المربين من أن نرقى مع تلك التغيرات والتحولات ولابد من أن نتعامل معها بموضوعية ونعترف أن الابن في هذه المرحلة يعبر جسرًا يتخطى الطفولة إلى الشباب.ومن أسف أن فينا من يخطئ التعامل ويجرح الطفولة المتجهة نحو الشباب عندما يصرخ في صغيره قد غدوت طويلًا وعريضًا وتفعل مثل هذه الأفعال. وهنا نتساءل هل تعاني نفس المربي من رفض داخلي ورغبة في إيقاف عجلة النمو؟وهكذا تمضي الكاتبة في دراستها عن الطفولة بأسلوب ينم عن أدب في الصياغة وبيان في العبارة وذوق تربوي في التعامل مع الموضوع الذي لا تستغنى عن قراءته والاستفادة من خبراته ولفتاته أسرة تريد لأبنائها نشأة صالحة، أو معلم يريد أن يغرس في تلاميذه بذور الخير وعوامل الصلاح، أو مرب يحلم في بناء جيل المستقبل على أسس من العلم والوعي والتجارب المفيدة والخبرات التي تفتح العينين على مادة العلاج وأسباب الوقاية.

واحة الشعر

شعر الدكتور جابر قميحة (*)

الهابطون إلى المستنقع

أيها الهابطون من قمة المج 

ــــد عليهم من الهوان غبار

قد عراهم من اللهاث شموخ

وإباء وحكمة ووقار

 تسرعون الخطأ كمثل قطيع

 ملهب الظهر ساقه الجزار 

 نحو مستنقع ذليل حقير

ملؤه الطين والهوى والخسار

 بَيْد أنّي أراكم في ابتــــــهـــاج

 وعلى الوجه منكم استبشار

«ليس مستنقعًا ولكن رياضًا

 ملؤها الخير والغنى والثمار

 حيث نرعى أبناء عم أرادوا

 أن يُراعى سلامنا والجوار»

 قلت: «بؤساكُم السلام التزام

 لا كلام، وخدعة وضرار

 كيف للأرنب البرىء سلام 

 حين يُمليــــــــــــه ثعلب مكار 

من ضحاياه كرمها والروابي

وثمار الزيتون والأطيـــــــار؟»

لا تقولوا مقابل السلم أرض»

فعجيب يكون للص دار!!

 بينما المالكون في التيه صرعى

 لا منام لا عودة لا خـــيــــار

 أين؟ لا أين، فالمسار سواد

 ليس إلا الأنياب والأظفار

 لا تقولوا مقابل السلم أرض»

 إنما الأرض عرضنا والذمار

 هی فینا دماؤنا وهوانا 

 وَهيَ نَبضُ القلوب والأبصار 

هي «وقف الإسلام» عـاشـت وعـــشـنـا 

وعليها من الإباء الغار 

هي وقف الإسلام نَحْمِي حماها

ولمن رامها بـــــــســـــوء دمــار

أيها الهابطون من قمة المج

ـــــد وحاديكم في الهوان العار

 أن ما بعتُم عزيز نفيس

 بحقير «مقاسه أمتار»

 وعلى رأسكم من اللص سيف

«نفذوا الأمر»، أو هو البتار»

 قلت «فليرحم الإله «حنينًا»

فلخُفيه قيمة واعتبار»

 کيف تهوون والجدود خيار

من كبار نمتهم أخيار 

 كيف تهوون والبطولات فيكم

من قديم سطورها أنوار

كان في «سفرنا» المضىء رجال 

وهو اليوم كله أصفار

كان في «سفرنا»، بلال وسعد

 والمثنى وجعفر الطيار 

 وصهيب وخالد وسعيد 

وعلي والصفوة الأطهار 

كيف هنتم وفي الهوان ضياع

وانهيار وسبة وبوار؟ 

 كيف والدين أن تكون المنايا

كالحات، ولا يكون انحدار؟

 كيف والدين أن تراق دمانا

 في سماح ولا يموت النهار؟ 

 فإذا ما استبيح للحق عرض

فهي النار واللظى الموار

أيها الساقطون في حماة الذل

 حرام فـــــغيــــــركـم لا يضـــار 

 انظروا «السامري يزهو سعيدًا

ربة العجل والهوى والنضار

 و «سلومي» الرعناء ترقص جذلى 

 فيميل «الأنطاع، والسمار 

همها الفذ رأس «يحيى» عطاء

وليكن ما يكون أو ما يُثار

 یا رسول الهدى «محمد» عفوا 

لم يعد في حـــيـاتنـا أعـــــــــذار

أرض مسراك قد سباها الأعادي 

 وتولى أمورها الفجار 

يا رسول الجهاد والحق إنا 

سفرنا اليوم ذلة وانكسار  

والهوان المريرُ يَغَشَى رؤانا 

وانتكاس الشعور فينا شعار 

كيف نلقاك يا محمد يومًا

لا تواري في طيه أسرار؟ 

 هل نغطي وجوهنا خشية العار 

وهيهات: فالحساب جهار!!

غير أن العزاء أن صغارًا

 من ضمير الإسلام هبوا وثاروا

 عاهدوا الله أن يكونوا وقودًا

 أو يسود الأطهار والأحرار

* يا صغار الخليل والمسجد الأقـــ

ــصى ونابلس أنتم الكرار  

 أنتم اليوم بالجهاد كبار

بوركت كفكُم بها الأحجار  

 هي للهدم والبناء أساس

ونداها النيران والأنوار

 من ثنايا الآلام جئتم نذيرًا 

 من صداه قد زلزل الأشرار

من ضياء المحراب جئتم بشيرًا 

 سوف يتلوه فجرنا المعطار 

وتعـود الـطـيــور للـروض نـشـــوى

وتعود الديار والأمصار

(*) أستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن - الظهران

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

ثقافة وفنون (العدد 1045)

نشر في العدد 1045

19

الثلاثاء 13-أبريل-1993

ثقافة وفنون (1057)

نشر في العدد 1057

18

الثلاثاء 13-يوليو-1993

إصدارات (1029)

نشر في العدد 1029

13

الثلاثاء 15-ديسمبر-1992