; «العدل والإحسان» المغربية تختار «العبادي» خلفًا لـ«ياسين» | مجلة المجتمع

العنوان «العدل والإحسان» المغربية تختار «العبادي» خلفًا لـ«ياسين»

الكاتب إبراهيم الخشباني

تاريخ النشر السبت 05-يناير-2013

مشاهدات 9

نشر في العدد 2034

نشر في الصفحة 28

السبت 05-يناير-2013

الطريقة التي أعلنت من خلالها جماعة «العدل والإحسان» عن قيادتها الجديدة تحمل عدة رسائل.. فالجماعة أثبتت مرة أخرى أنها في مستوى الحدث، وأنها في حجم التحديات، فلم تمر إلا أيام قلائل على وفاة مرشدها ومؤسسها الأستاذ عبد السلام ياسين - يرحمه الله تعالى - حتى لملمت جراحها، وتجاوزت صدمتها.

ورغم التضييق، فقد استطاعت في وقت وجيز أن تجمع هيئاتها التقريرية متمثلة في مجلس شوراها، وأن تنجح في إجراء نقل سلس للقيادة إلى الأمين العام الجديد الأستاذ محمد عبادي، وأن تحسم في أسماء القيادة الجديدة.

رسائل المرحلة

وقد حمل أول تصريح لخليفة الشيخ عبد السلام ياسين على رأس الجماعة؛ الأستاذ محمد عبادي الذي أصبح يحمل اسم الأمين العام، عوض المرشد العام في عهد الشيخ ياسين أن الجماعة؛ ستظل وفية للاءاتها الثلاث: «لا للعنف» بأنواعه اللفظي والفكري والفعلي، «لا للسرية»؛ وذلك بالوضوح والمسؤولية، «لا للتبعية للخارج».

وكذلك فإن اختيار عقد ندوة صحفية للإعلان عن القيادة الجديدة يحمل رسالة واضحة، يكون الجماعة اختارت مزيدا من الانفتاح على وسائل الإعلام وعلى المجتمع، وكذلك فإن اختيار الندوة الصحفية يبين أن الجماعة أدركت أنها كانت ضحية تضليل إعلامي كبير، وأنها بانفتاحها على وسائل الإعلام بشكل مباشر تحمل الصحفيين والباحثين المسؤولية في أخذ المعلومة من مصدرها، وألا يروجوا للإشاعات.

ومن ذلك ما راج منذ مدة عن خلافات وصراعات، وكذلك وجود خلاف بين عائلة مرشد الجماعة عبد السلام ياسين، وبعض القياديين داخل الجماعة حول القيادة أو الزعامة، كما تحدثت بعض المنابر الإعلامية، وهو مما اضطر السيد عبدالله الشيباني زوج ابنة الشيخ ياسين وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة إلى نفيه؛ إذ قال: «تساءل بعض الصحفيين عن عدم حضوري للندوة الصحفية، إيحاء منهم على أنه تعبير عن موقف أو عن تنازع العائلة الكريمة مع القيادة على القيادة؛ وأؤكد أنني حضرت مجلس الشورى رفقة إخواني وأخواتي أعضاء الأمانة العامة للدائرة السياسية بهذه الصفة، وشاركنا في انتخاب الأمين العام للجماعة والحمد لله، ولقد سبق أن عبرت أكثر من مرة عن أن الترشيح للقيادة/ الخدمة في جماعتنا يبنى على القدرة والاستعداد والكفاءة والصدق في العمل والبذل لا على الأنساب والزبونية».

القيادة الجديدة

معروف أن محمد عبادي الذي يعتبر أحد رموز الجيل المؤسس للجماعة؛ هو رجل تربية يتصف بالرزانة والهدوء والحكمة، وانتخابه تأكيد على أن البعد التربوي داخل الجماعة مازال حاضرا بقوة؛ رغم بروز الجماعة أكثر في الصراعات السياسية بالخصوص، وأما فتح الله أرسلان الذي كان يشغل منصب الناطق الرسمي باسم الجماعة، فهو ينتمي للجيل الثاني من قيادات الجماعة، وقد عرف عنه انفتاحه على مختلف التيارات الفكرية والسياسية في المغرب.

وقد سبق لمحمد عبادي أن تعرض للسجن سنة ١٩٩٠م لمدة سنتين مع أعضاء مجلس الإرشاد، وتم توقيفه عن التدريس المدة ثماني سنوات قبل أن يعود في السنوات الأخيرة.

وسجن عبادي أيضًا سنة ٢٠٠٠م وحوكم بثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ؛ بسبب مشاركته في مظاهرات سلمية غير مرخص لها في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، كما حوكم بسنتين سجنا سنة ٢٠٠٣م عقب استجوابات صحفية، قبل أن تحكم محكمة الاستئناف ببراءته في مارس ٢٠٠٤م، وبعد ذلك بعامين - أي في ٢٠٠٦م - قامت السلطات بتشميع بيته في وجدة، ولا يزال بيت الأمين العام الجديد للجماعة مشمعا حتى اليوم.

الرابط المختصر :