العنوان فتاوى (1028)
الكاتب محمد بن صالح العثيمين
تاريخ النشر الثلاثاء 08-ديسمبر-1992
مشاهدات 16
نشر في العدد 1028
نشر في الصفحة 58
الثلاثاء 08-ديسمبر-1992
• يجيب على الفتاوى هذا الأسبوع فضيلة الشيح: محمد صالح العثيمين
يسر المجتمع أن تستقبل أسئلتكم الموجهة للشيخ محمد بن عثيمين على العنوان التالي: عبد العزيز الجبرين ص.ب 32460 الرياض 11428 السعودية
*لا يحل للذكر التختم بالذهب لأنه ثبت النهى عنه.
*بقاء الأئمة في مناصبهم أفضل من خروجهم إلى الدعوة.
*الكتاب والسنة أولًا ثم كلام السلف الصالح.
• رؤية
•التفرق يضعف الدعاة
لا شك أن الذي يحدث بين الشباب الملتزم أحيانًا من التفرق وتضليل بعضهم بعضًا وحمل العداوة والبغضاء لمن لا يوافقهم على منهاجهم.. لاشك أنه واقع محزن ومؤسف، وربما يؤدي إلى انتكاسات عظيمة، ومثل ذلك التفرق يكون قرة عين شياطين الجن والإنس لأن شياطين الإنس والجن لا يودون من أهل الخير أن يجتمعوا على شيء فهم يعلمون أن في التفرق تفتيتًا للقوة التي تحصل بالالتزام والاتجاه إلى الله تعالى ويدل على هذا قوله تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال:46)
وقوله عز وجل: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
(آل عمران: 105) وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (الأنعام: 159) ولهذا وجب علينا أن لا نتفرق وأن نكون أمة واحدة أما أن يحصل التفرق في قال هذا من كذا وهذا من كذا ... ونتفرق عليه فهذا خطره عظيم، والأمل الذي نؤمله من هذه الصحوة واليقظة الإسلامية سوف يتلاشى، إذا كانت طوائف متفرقة يضلل بعضها بعضًا ويسفه بعضها بعضًا .. لا سمح الله.
• محمد الصالح العثيمين
•الحركة في الصلاة خمسة أقسام:
سؤال: ما حكم الحركة في الصلاة؟
الجواب: هي تنقسم إلى خمسة أقسام:
أولًا: الحركة الواجبة وتجب إذا كانت تتوقف عليها صحة الصلاة أي إذا كان ترك الحركة معطلًا للصلاة، فإن الحركة حينئذ تكون واجبة.. مثل: رجل يصلي إلى غير القبلة فجاء آخر فقال له القبلة على يمينك فهذا يجب أن يتحرك وينحرف إلى اليمين لأنه لو بقي على اتجاهه الأول مع يقينه بصحة كلام من وجهه لكانت صلاته باطلة.
ثانيًا: الحركة المستحبة: كالتي يتوقف عليها فعل مستحب، مثل التقدم إلى الصف الثاني إذا انفرج، لأن فيها وصلًا للصف وسدًّا للفرج وتقدمًا إلى المكان الأفضل.
. ثالثًا: الحركة المكروهة: وهي الحركة اليسيرة بلا حاجة وتكون مكروهة لأنها عبث ينافي الخشوع كما نشاهد كثيرًا من الناس الذين ينظرون إلى ساعاتهم، أو يصلحون غترهم.
رابعًا: الحركة المحرمة: وهي الكثيرة المتوالية لغير حاجة.
خامسًا الحركة المباحة: وهي الحركة اليسيرة للحاجة أو الحركة الكثيرة للضرورة. مثل: الأم التي عندها صبي يصيح فإذا حملته سكت، فلا حرج أن تحمله حال القيام وتضعه حال السجود.
•حكم الثناء على النفس!!
السؤال: ما رأي فضيلتكم في ثناء الإنسان على نفسه؟
الجواب: الثناء على النفس إذا أراد به الإنسان التحدث بنعمة الله عز وجل أو أن يتأسى به غيره من أقرانه ونظرائه فهذا لا بأس به وإن أراد به الإنسان تزكية نفسه وإدلائه بعمله على ربه عز وجل فإن هذا فيه شيء من المنة فلا يجوز وقد قال الله تعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾
(الحجرات: 17) وإن أراد به مجرد الخبر فلا بأس به ولكن الأولى تركه فالأحوال فيه– أي الثناء على النفس– أربعة: الأولى: أن يريد التحدث بنعمة الله فيما حباه به من الإيمان والثبات.
الثانية: أن يريد به تنشيط أمثاله ونظرائه على مثل ما كان عليه. وهاتان الحالتان محمودتان لما فيهما من النية الطيبة.
الثالثة: أن يريد بذلك الفخر والتباهي والإدلال على الله عز وجل بما هو عليه من الإيمان والثبات وهذا غير جائز لما ذكرنا من الآية.
الرابعة: أن يريد بذلك مجرد الخبر عن نفسه بما هو عليه من الإيمان والثبات فهذا جائز ولكن الأولى تركه.
• التختم بالنسبة للرجال
السؤال: هل التختم للرجال سنة؟
الجواب: التختم ليس بسنة مطلوبة بحيث يطلب من كل إنسان أن يتختم ولكن إذا احتاج إليه فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قيل له: إن الملوك الذين يريد أن يكتب إليهم لا يقبلون كتابًا إلامختومًا اتخذ الخاتم من أجل أن تختم به الكتب التي يرسلها إليهم، فمن كان محتاجًا إلى ذلك كالأمير والقاضي ونحوهما كان اتخاذه اتباعًاللرسول صلى الله عليه وسلم ومن لم يكن محتاجًا إلى ذلك لم يكن لبسه في حقه سنة بلهو من الشيء المباح، فإن لم يكن في لبسه محذور فلا بأس به وإن كان في لبسه محذور كان له حكم ذلك المحذور. وليعلم أنه لا يحل للذكور التختم بالذهب لأنه ثبت النهي عنه عن. رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أيها الأئمة لا تتركوا مساجدكم!
سؤال: نرى بعض الدعاة ممن هم من أئمة المساجد يتركون مساجدهم ويذهبون للدعوة في المناطق من حولهم ويتركونها أحيانًا دون إمام وأحيانًا إمام غير كفء للمسؤولية؛ فما توجيهكم؟
الجواب: أنا أوجه الإخوة الأئمة إلى أن بقاءهم في منصبهم يؤمون المسلمين ويؤدون ما يجب عليهم أفضل من كونهم يخرجون إلى الدعوة إلى الله عز وجل وأفضل من كونهم يذهبون ليصوموا رمضان في مكة أو يصلوا قيام العشر الأواخر في مكة لأن قيامهم بوظيفتهم قيام بواجب، وذهابهم إلى ما يذهبون ذهاب سنة، وقد ثبت في الحديث الصحيح القدسي أن الله عز وجل قال: «ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه».. أما إذا تعين أن يكون هو الداعية إلى الجهة التي ذهب إليها ولم يقم بهذا الغرض أحد فليتقدم إلى الجهات المسؤولة بإقامة من يقوم مقامه.
•اجمعوا بين الحسنيين
سؤال: هل ترون الاقتصار على كتب السلف الصالح أم على كتب المعاصرين في التعلم والقراءة؟
الجواب: أرى أن أخذ الدعوة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فوق كل شيء... وهذا رأينا جميعًا بلا شك.. ثم يلي ذلك ما ورد عن الخلفاء الراشدين والصحابة وعن أئمة الإسلام فيمن سلف... أما ما يتكلم به المتأخرون والمعاصرون، فإنه يتناول أشياء حدثت هم بها أدرى فإذا اتخذ الإنسان من كتبهم ما ينتفع به فقد أخذ بحظ وافر ونحن نعلم أن المعاصرين إنما أخذوا ممن سبق فلنأخذ نحن مما أخذوا منه.. ولكن أمورا قد استجدت هم بهاأبصر، ثم أنها لم تكن معلومة لدى السلف بأعيانها، ولهذا أرى أن يجمع الإنسان بين الحسنيين فيعتمد على الكتاب والسنة وثانيًا على كلام السلف الصالح من الخلفاء الراشدين والصحابة وأئمة المسلمين، ثم على ما كتبه المعاصرون.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل