; هل فكرت يومًا في تغيير نفسك ... مجالات التغيير (1) | مجلة المجتمع

العنوان هل فكرت يومًا في تغيير نفسك ... مجالات التغيير (1)

الكاتب د.طارق سويدان

تاريخ النشر السبت 19-مارس-2005

مشاهدات 18

نشر في العدد 1643

نشر في الصفحة 58

السبت 19-مارس-2005

إذا تحدثنا عن مجالات التغيير فإن أول وأهو مجال المبادئ والقيم، فكلما نظرنا إلى واقع وفي الإنتاج البشري والفلسفة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها.. وجدناها في النهاية تعود إلى الفكر.

 فكل أمور الحياة يحكمها الفكر فالمبادئ والتي توجه حياة البشر وتوجه إنتاجهم، وبعض الناس يسميها حضارة وبعضهم يسميها فكرًا.. والآخرون يسمونها فلسفة، ولكن في النهاية هي مجموعة قيم ومبادئ تتحكم فينا، ونحن نتبناها باختيارنا«كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» ولو ترك بلا مؤثرات لعاش على منهج رب العالمين.

 يبدأ التغيير وزرع القيم منذ الطفولة، وكلما تأملت وعشت الحياة أكثر عرفت أن معظم القيم تنغرس في الإنسان في السنوات الست الأولى من حياته.

ومن هنا يأتي الخلل الجسيم: أن تعامل مرحلة رياض الأطفال على أنها مرحلة لعب وموسيقا بل هي مرحلة زراعة قيم وفكر ومبادئ تحكم عقيدته وعلاقاته وطريقة إنتاجه.

وتزرع هذه القيم في نفس الإنسان منذ البداية من قبل مؤثرات خارجية وخاصة الأبوين.. فلهما تأثير غير عادي في زرع هذه القيم والمبادئ.

ثم يكبر الإنسان ويبدأ في التفكير في الاستقلال عن هذه المؤثرات الخارجية ويبدأ في اختيار قيم ومبادئ جديدة من مؤثرات أخرى مثل أصحابه أو أفلام يراها أو غيرها، فتزرع فيه قيما جديدة.

وطبعًا تأتي المجتمعات بطريقة تركيباتها وتزرع قيمًا أخرى.. فهناك مجتمعات تزرع قيمة الوقت وأهميته، وأخرى «للأسف مثل مجتمعاتنا» تزرع قيمة «أعدك الساعة الرابعة وإذا لم أحضر الخامسة فانتظرني للسادسة..» ويمكن أن تذهب الساعة السابعة، فليس هناك قيمة للوقت، رغم أن حياة الإنسان عبارة عن وقت.

إذن أعظم تغيير هو الذي يحدث في المبادئ والقيم لأنه يحكم كل التغييرات الأخرى.

 ينبني على هذا تغيير في السلوك لأن علاقاتي مع الناس ستحكمها المبادئ والقيم التي أتبناها.

مثال: «عندما يكون عندي موظفون وأبتسم لهم وأضحك معهم ماذا يكون هدفي؟ كثير من الناس يكون هدفهم مص دمائهم وجعلهم يعملون بأقصى طاقتهم حتى يستفيد من ورائهم أقصى استفادة» وهذا خطأ. فنحن نريد أن نعيد النظر في سلوكنا وعلاقاتنا، لأن سلوك الإنسان نابع من قراراته التي تنبع من قيمه. إذًا أنا أستطيع أن أتغير من نفسي فليس هناك سلوك مفروض على الإنسان.

فالشخص الكسول مثلًا هو الذي قرر أن يكون كذلك، فنحن لا نستطيع أن نغيره ونجعله نشيطًا، لكن فقط توجد له حافزًا، وإنما التغيير ينبع من داخله، وبعبارة أخرى نستطيع إيجاد البيئة التي تهيئ له هذا المناخ.

تغيير أساليب الإدارة:

وقد يكون التغيير في أساليب الإدارة والقيادة ونسأل أنفسنا كم مرة شكرت الخادم على تأديته عملًا لي؟ فالواجب أن نشكره كل مرة.

يقول أنس بن مالك  رضي الله عنه «خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي في أمر فعلته لم فعلته وفي أمر لم أفعله لم لم تفعله»؟ فأي رقي في التعامل والإدارة والقيادة هذا الذي ينبع من قيم وأخلاق عظيمة! فهل نستطيع أن نتغير لنصبح بمثل هذه الصورة؟

تغيير اجتماعي:

وهناك تغيير اجتماعي يستطيع الإنسان أن يوجهه في الاتجاه الصحيح.. فمثلًا موضوع الزواج نجد أن عددًا كبيرًا لديه معايير خاطئة في شريك الحياة.

والإحصاءات تقول إن ٣٠% من الزواج عندنا يفشل قبل مرور خمس سنوات، ويرجع الفشل إلى الخطأ في الاختيار وللأسف الشديد نجد أن الأفلام العربية لها تأثير كبير في زرع المعايير الخاطئة في وجدان الشباب، حيث تعتمد على الشكل في أكثرها وليس على الجوهر مثل مفاهيم «الحب من أول نظرة» وغيرها.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 278

38

الثلاثاء 09-ديسمبر-1975