«أسطول الصمود العالمي»: سننصر غزة بعدما خذلتموها

في الوقت الذي ساد فيه الصمت العربي والمحلي، وكثر الخذلان، وألف المشد، وأصبحت صرخات غزة التي تهز الحجر عاجزة عن تحكريك الضمير الإنساني، وبات تجويع الشيوخ والأطفال والنساء، وهدم المنازل على رؤوس أصاحبها، واستهداف كل من وقع تحت دائرة التصويب دون مبالاة بما يحمل؛ أكان كيس الطحين، أم حجارة صغيرة يدافع بها عن نفسه، جاء «أسطول الصمود العالمي» لنصرة غزة، لكنه لم يأت من الدول العربية والإسلامية المجاورة –التي ربما تسمع صوت القصف في قلب غزة– بل جاء من أقصى الغرب ولسان حاله يقول: سننصر غزة بعدما خذلتموها.

«أسطول الصمود العالمي».. تضامن دولي

شهد يوم الإثنين 1 سبتمبر 2025م انطلاق عشرات السفن والقوارب المحملة بالمساعدات لقطاع غزة من ميناء برشلونة الإسباني، ثم تبعته قافلة أخرى من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا، وقامت القوارب التابعة لـ«أسطول الصمود العالمي» بإطلاق أبواقها أثناء المغادرة من الميناء، كما هتف النشطاء في الميناء: «حرروا فلسطين»، وودع عشرات الآلاف من الإسبان الأسطول وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ويهتفون باسم فلسطين.

ويضم الأسطول آلاف الناشطين من 44 دولة، ويدخل تحت مظلة «اتحاد أسطول الحرية»، و«حركة غزة العالمية»، و«قافلة الصمود»، ومنظمة «صمود نوسانتارا» الماليزية، وتحمل السفن والقوارب مساعدات إنسانية عدة تشمل مواد غذائية، وأدوية، وحليباً للأطفال، وأطرافاً صناعية، إلى جانب العديد من المساعدات الأخرى، ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة أخرى ستنطلق من تونس في 4 سبتمبر 2025م، وذلك قبل مواصلة رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.

تصريحات المتحدث باسم «أسطول الصمود العالمي»

صرح المتحدث باسم «أسطول الصمود العالمي» سيف أبو كشك بالعديد من التصريحات، ولعل أبرزها:

- إن صمت الحكومات على الإبادة الجماعية «الإسرائيلية» في غزة يؤدي بالضرورة إلى نشوء العديد من المبادرات العالمية لوقف هذه الإبادة وكسر الحصار.

- من الممكن أن تتخذ «إسرائيل» بعض الإجراءات العنيفة ضدنا في طريقنا نحو غزة.

- عشرات السفن ستنطلق من دول عدة (إسبانيا، وإيطاليا، وتونس..) إلى غزة بدعم مئات المتطوعين.

- نعلم أننا وصلنا متأخرين إلى غزة، لكننا لن نستسلم أبداً، وسنعمل بلا كلل حتى نكسر هذا الحصار، ونوقف الإبادة.

وأمام حشود من الناس، صرح قيادي عمالي أنه في العادة تغادر 14 ألف حاوية سنويًا إلى «إسرائيل» من ميناء جنوي، مؤكدًا أنه لن يخرج منها مسمار واحد بعد الآن، وطالب «أسطول الصمود العالمي» بأن تصل كل المساعدات التي تحملها السفن والقوارب إلى سكان قطاع غزة، قائلًا: «إنها للشعب، وستذهب للشعب حتى آخر صندوق».

نجوم ونشطاء بارزون في الأسطول

شخصيات بارزة ونشطاء مؤثرون من مختلف دول العالم يشاركون في «أسطول الصمود العالمي»، ومن أبرزهم الممثلة الأمريكية الحاصلة على الأوسكار سوزان ساراندون، والسويدية غريتا ثونبيرغ التي قالت في مؤتمر صحفي عقدته في برشلونة: القصة هي كيف يُحرم الفلسطينيون عمداً من أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة؟!

في حين أكد الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام أن مشاركته تأتي من منطلق إنساني قبل أي اعتبار آخر، موضحًا: قبل كل شيء، أنا إنسان، وبصفتي إنساناً لا أقبل ما يحدث للفلسطينيين، لهذا السبب أنا هنا.. ليس هذا فحسب، بل وجه انتقادًا حادًا لمواقف الاتحاد الأوروبي وبعض الحكومات الغربية قائلاً: تقول بعض الدول: إن توزيع السلاح لقتل الفلسطينيين ليس بالأمر الفظيع، أشعر كأنني وصلت إلى عالم غريب وغير مألوف، جبن هؤلاء السياسيين يثير اشمئزازي!

لم تتوقف مشاركة النشطاء عند هذا الحد، بل شارك الممثل السويدي غوستاف سكارسغارد، والمؤثرة الأمريكية ومسؤولة الإعلام في الأسطول هانا كلير سميث، وأستاذ القانون الدولي في جامعة السوربون الفرنسية فرانكو رومانو، والممثل الإيطالي ميشيل ريوندينو الذي قام برفع علم فلسطين أمام عدسات الكاميرات قائلاً: من واجبنا أن نكون هناك.. كما شارك محارب أمريكي قديم في الرحلة، مؤكدًا رفضه رؤية غزة تُدمَّر، رغم أن المشهد بات مألوفًا للعرب أنفسهم!

أرقام الضحايا تحرِّك الحجر!

إن «أسطول الصمود العالمي» لم يأخذ هذه الخطوة من فراغ، بل دفعه إلى ذلك أرقام الضحايا التي تحرك الحجر، حيث أشارت بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الحرب المستمرة على القطاع منذ نحو 23 شهرًا خلّفت أكثر من 63 ألفًا و470 شهيداً، وأكثر من 160 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ناهيك عن المجاعة التي تسببت في وفاة 339 فلسطينيًا، بينهم 124 طفلًا، حتى الأحد الماضي، والعجيب أن هناك أكثر من 60 شركة كبرى متورطة في دعم إبادة غزة!!

أليست هذه الأرقام كافية لتحريك الضمير الإنساني؟ ألسنا نحن أولى من الغرب بالتحرك؟ أليس لغزة وفلسطين حق علينا كأمة؟ أليست نصرة المظلوم واجبًا دينيًا وإنسانيًا؟ أليس الدفاع عن الجار والأخوة في الإسلام شرفًا وحقًا علينا؟ فلماذا نظل صامتين، وإلى متى؟!

 



_______________

1- https://n9.cl/u2ngaw.

2- https://n9.cl/ug6zv.

3- https://n9.cl/2ieg5.

4- https://n9.cl/d2hzh9.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة