حين يشرق الصباح.. 5 سنن نبوية تبدأ بها يومك

محرر المنوعات

25 أغسطس 2025

119

إن السُّنة النبوية ليست بمنأى عن حياتنا اليومية، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم تخبرنا عن كيفية أداء كل شيء؛ الحركات والسكنات، الأفعال والأقوال، العبادات والعادات، ومن اتبع الهدي النبوي رُزق البركة والقبول في كل شيء، لا سيما وأن تبدأ به يومك، فتفعل ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم عند استيقاظه من النوم، وتردد من الأذكار والدعاء ما كان يردده صلى الله عليه وسلم.

فما هذه العادات التي نبدأ بها يومنا؟

1- حمد الله تعالى:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه حمد الله تعالى فقال: «الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا، وإلَيْهِ النُّشُورُ» (رواه البخاري)، فالاستيقاظ من النوم نعمه تستوجب الشكر، وهذا دليل أن هناك العديد من النعم التي يغفل عنها الإنسان، ويغفل عن شكرها، فرغم أن كثيراً منا يستيقظ من نومه وينغمس في أعمال يومه دون حمد أو شكر على هذه النعمة؛ فإننا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بشكرها، وحمد الله تعالى عليها.

2- مسح أثر النوم عن الوجه:

إن من العادات النبوية المستحبة للمسلم فعلها بعد الاستيقاظ من النوم أن يقوم بمسح وجهه بيده من أثر النوم، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

ففي الحديث الذي رواه الصحابيّ الجليلِ عبدالله بن عباس قال: «اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وجْهِهِ بيَدِهِ»، وعلى الرغم من بساطة هذه العادة النبوية، فإنها تعطي للجسد نشاطًا وتنبه الحواس بعد طول السكون.

3- قراءة خواتيم سورة «آل عمران»:

يسنُّ للمسلمِ إذا استيقظ من نومه أن يقرأ العشر الأواخر من سورة «آل عمران»، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عبدالله بن عباس حيث قال: «اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِن سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ»، وخص النبي صلى الله عليه وسلم قراءة هذه الآيات عن غيرها لأنها توقظ القلب للتفكر في عظمة الخلق، وتذكّر بالآخرة، وتضم أدعية جامعة للمغفرة والنجاة والفوز بالجنة، وتقرب العبد من الله تعالى.

4- استعمال السواك:

يستحب للمسلم عند الاستيقاظ من نومه أن يستخدم السواك، وفي هذه العادة يقول حذيفة بن اليمان: «إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ مِنَ اللَّيْلِ، يَشُوصُ فَاهُ بالسِّوَاكِ» (رواه البخاري).

والفوائد من هذه العادة النبوية أن السواك ينبه الإنسان ويساعده على استعادة النشاط، ويغيّر رائحة الفم، ويتخلص من الرائحة الكريهة، وهذه الأمور من شأنها أن تساعد الإنسان على بدء يوم صحي مليء بالحيوية والنشاط.

5- الوضوء والصلاة:

إذا استيقظ المسلم ليلًا من نومه وبدأ يتقلب على فراشة فمن المستحب أن يقوم ويتوضأ ويغتسل إن كان جنبًا ثم يصلي، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما كان يبدأ به بعد النوم هو الطهارة، لأنها مفتاح العبادة وقبول الأعمال.

ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ» (رواه البخاري).

من هنا يتبيّن أن الهدي النبوي الشريف قد رسم للمسلم معالم البداية الطيبة ليومه؛ من ذكر لله وشكر، وطهارة للجسد، ونشاط للروح، وقراءة للقرآن، وغيرها من السنن النبوية التي تجعل ساعات النهار عامرة بالبركة، مضيئة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.


___________________

1- أبو الطيب البخاري، عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري (1-6)، شرح التجريد الصحيح، ج1.

2- https://dorar.net/hadith/sharh/1656.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة