رأي "المجتمع"..
رمضان أقبل بفيوضاته الربانية

أهلَّ علينا شهر
رمضان المبارك.. شهر الصيام والقرآن، وشهر الجهاد والانتصارات والفتوحات.. شهر
تصفَّد فيه الشياطين، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، ويُقبل فيه
عباد الله على فعل الخيرات، والإكثار من الطاعات، وتمتلئ فيه بيوت الله بالركع
السجود..
يأتي علينا
رمضان هذا العام، وقد من الله على المقاومة في غزة بالنصر، على أعتى القوى في
العالم، فقد كانت تواجه حرب إبادة عالمية شارك فيها معظم دول العالم وعلى رأسهم
أمريكا، ضد ثلة من المجاهدين، قليلي العدد والعتاد، بما يمثل معجزة إلهية بكل معنى
الكلمة.
وأيام وليالي
هذا الشهر الكريم تنقضي سريعاً، والكيِّس من اغتنم كل لحظة فيها، ليجدد فيها العهد
مع الله سبحانه وتعالى، ويتوب توبة صادقة، ويُكثر من الطاعات والعبادات، ويصل
الأرحام، ويبتعد عن الشحناء والبغضاء، وينقِّي سريرته من كل ما يُغضب الله سبحانه
وتعالى.
وللأسف الشديد،
فقد ابتُليت كثير من بلادنا الإسلامية بمن يتربصون بمقدم هذا الشهر الكريم بدراما
إعلامية فاسدة، تشوِّه جلال هذا الشهر الفضيل، وتحاول أن تُفسد على الصائمين
صومهم.. بمواد إعلامية خارجة عن القيم والأخلاق، بمزاعم كاذبة عن التسلية والترويح
عن الصائمين، وإن الحكومات المعنية مسؤولة أمام الله سبحانه وتعالى عن تلك المهازل
الإعلامية، ومطالبة بتنظيف إعلامها من تلك المخازي التي تجلب غضب الله سبحانه في
شهر الرحمة والمغفرة.
إن رمضان يُقبل
هذا العام، والعديد من شعوب الأمة الإسلامية تعاني، الدمار والحاجة إلى مد يد
العون والمساعدة في البناء من جديد كما في غزة، وسورية، أو تعاني من الفقر
والحاجة، كما في كثير من الدول الإسلامية، وإن المسلم مطالب في شهر الخير أن يُكثر
من الخيرات، بمد يد العون والمساعدة والنصرة لإخوة الدين والعقيدة، وأن يتذكرهم
بالدعاء إلى الله في صلاته وقيامه وعند إفطاره، أن يرفع عنهم البلاء والاحتلال،
ويمنَّ عليهم بالنصر والحرية.
وإن المسلم
مطالب في كل أمره وعلى مدار العام، بعدم التخلف عن نصرة إخوانه الرازحين تحت نير
الاحتلال، أو المحتاجين لنصرته ومساعدته.
إن رمضان
بنسماته الإيمانية، وفيوضاته الربانية، يؤلف القلوب، ويوحّد الصفوف، وهو بذلك يعد
مناسبة سنوية لوحدة الأمة، وحدة إيمانية ربانية.. صياماً وقياماً وتواصلاً
وتراحماً وتلك من نعم الله الكبرى على الأمة الإسلامية ودعوة لها حكاماً ومحكومين
أن يكونوا دائماً صفاً واحداً وعلى قلب رجل واحد، فذلك هو الطريق نحو القوة والعزة
والنصر على كل مؤامرات ومكائد أعداء الله، ومواجهة تحديات النظام العالمي الجديد
الذي يلوح في الأفق.
نسأل الله
سبحانه وتعالى، أن يتقبل من الأمة صيامها وقيامها، وأن ينزل عليها بركاته ورحماته،
وأن يمنَّ عليها بالنصر والتمكين حتى يسود كتابه ويحكم شرعه، إنه سميع مجيب.