القائد صلاح البردويل.. شهيد رمضان المتعبد في خيمته

سيف باكير

23 مارس 2025

195

في الليلة الـ23 من رمضان، وبينما كان قائماً متعبداً، امتدت يد الغدر الصهيونية لتغتال القائد المجاهد الدكتور صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني. ارتقى شهيداً إلى جانب زوجته الفاضلة، إثر قصف غادر استهدف خيمته في منطقة المواصي غرب خانيونس، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالمجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني.



كان الشهيد البردويل علماً من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني، ورمزاً للثبات والتضحية، لم يتخلف يوماً عن ساحات المواجهة أو ميادين العمل الوطني.

وفي بيان لها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الشهيد البردويل كان رمزًا في العمل السياسي والإعلامي والجهادي، لم يتأخر يومًا عن خدمة القضية الفلسطينية، وبقي ثابتًا على نهج المقاومة حتى نال شرف الشهادة في ليلة مباركة.

وأضافت الحركة أن دماءه ودماء جميع الشهداء ستبقى وقودًا لمعركة التحرير والعودة، مؤكدةً أن جرائم الاحتلال لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني أو مقاومته.

لقي استشهاد البردويل تفاعلًا واسعًا من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نعوه وأشادوا بمسيرته الجهادية والفكرية.

الناشط أدهم أبو سلمية كتب: "رحم الله أبا محمد، قضى حياته مجاهدًا معطاءً مُحبًا للناس والخير.. فكانت خاتمته في ليلة مباركة وساعة القيام."

أما محمد أبو طقية فقال: "الدكتور صلاح البردويل، شهيدًا مرابطًا قائمًا في ليلة 23 من رمضان.. إلى جانب وزنه السياسي والوطني، كان من أذكى الكتاب الفلسطينيين، قلم وطني راقٍ وأصيل."

وكتب الباحث يوسف أبو جراد: "رحم الله د. صلاح البردويل، استشهد ساجدًا لله في ليلة 23 من رمضان.. عاش كأي لاجئ فلسطيني، مقاتلًا شرسًا عن المقاومة فكرًا وممارسة."

كما قال الناشط خالد صافي: "كلما تطاول السفهاء على رجال المقاومة، يرسل الله آية من آياته، شهادة قائد مجاهد، ليعيد البوصلة إلى مكانها الصحيح."

وقال أستاذ مقاصد الشريعة د. وصفي أبو زيد: "لمن كان يسأل عن القادة وأين هم؟ هذه خاتمتهم!"

سيرة حافلة بالنضال

ولد صلاح محمد إبراهيم البردويل في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة في 24 أغسطس 1959، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية الجورة المحتلة قضاء غزة.

حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1982، والماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد الدراسات والبحوث العربية في القاهرة عام 1987، ثم نال درجة الدكتوراة في التخصص ذاته عام 2001.

بدأ حياته المهنية عام 1985 بالتدريس في المرحلة الأساسية، ثم محاضرًا في جامعة الأقصى بين عامي 1990 و1993، قبل أن ينتقل للتدريس في الجامعة الإسلامية بغزة. كما كان عضوًا في اتحاد الكتّاب الفلسطينيين وأشرف على تأسيس جمعية التجمع الوطني للفكر والثقافة.

عانى صلاح البردويل من الاعتقالات المتكررة على يد الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وظل هدفًا دائمًا للاستهداف الإسرائيلي بسبب دوره البارز في العمل السياسي والإعلامي لحركة حماس. ورغم الضغوط والملاحقات، ظل ثابتًا على مواقفه، حتى ارتقى شهيدًا في ليلة مباركة، تاركًا إرثًا نضاليًا وفكريًا محفورًا في ذاكرة القضية الفلسطينية.

اعتقلته قوات الاحتلال عام 1993، وخضع لتحقيق قاسٍ استمر لأكثر من شهرين في سجني غزة وعسقلان. وعلى مدار سنوات، ظل هدفًا دائمًا للعدوان الإسرائيلي، حيث تعرض منزله للتدمير عدة مرات خلال الحروب المتتالية على غزة.


بالفيديو .. البردويل لـ المجتمع: حماس وافقت على الرؤية الفصائلية لإنهاء الانقسام دون شروط |  مجلة المجتمع الكويتية
بالفيديو .. البردويل لـ المجتمع: حماس وافقت على الرؤية الفصائلية لإنهاء الانقسام دون شروط | مجلة المجتمع الكويتية
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية
mugtama.com
×


بصماته الإعلامية والسياسية

يعد البردويل من أقدم قيادات حماس في قطاع غزة، وبرز دوره في العمل الإعلامي بالحركة، حيث أسس صحيفة "الرسالة" عام 1996 وترأس تحريرها، كما كان كاتبًا لمقال أسبوعي ساخر بعنوان "من شوارع الوطن"، الذي كان يدمج فيه بين الواقع والسياسة ونقد السلطة، ما جعله عرضة للاستدعاءات الأمنية والاعتقالات.

تولى البردويل رئاسة الدائرة الإعلامية لحركة حماس، وأشرف على تطوير وسائلها الإعلامية. كما أسس حزب الخلاص الوطني الإسلامي عام 1996 كبديل لمواجهة تضييق السلطة على حماس، وكان عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني ممثلًا للحزب.

في المجال السياسي، شارك في أولى حوارات حماس مع السلطة الفلسطينية في السودان، وانتُخب نائبًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 عن كتلة التغيير والإصلاح، حيث تولى ملف العلاقات الخارجية وكان مقررًا للجنة السياسية في المجلس.

انتخب عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة عام 2017، وتولى دائرة العلاقات الوطنية، التي تهتم بالتواصل مع الفصائل الفلسطينية، ثم مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج عام 2021.

عُرف البردويل بدعوته إلى مصالحة وطنية حقيقية تقوم على إصلاح منظمة التحرير، وضمان مشاركة الكل الفلسطيني في مؤسساتها، كما شدد على أهمية المقاومة في استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وأكد أن المسجد الأقصى سيظل رمزًا للمسلمين، وأن فلسطين كلها إسلامية.

علاقاته مع القادة

كانت تربطه علاقة وثيقة برموز المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم رئيس حركة حماس في غزة الشهيد يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف، والشهيد ياسر النمروطي، أول قائد لكتائب القسام، حيث جمعتهم النشأة في مخيم خانيونس.

 


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة