واجب الأمة في عيد الفطر تجاه أهل فلسطين من المنظور الشرعي

لا شك أن اهل غزة يتعرضون لأكبر حملة إبادة عرفها التاريخ بل لم يعرف التاريخ لها مثيل من قتل وتدمير وتشريد وقصف للبيوت والمساجد والكنائس وقتل الأطفال والنساء وهذه الضريبة اليوم يدفعها أبناء فلسطين وخاصة أهل غزة من أجل الدفاع عن مسري النبي محمد صلي الله عليه وسلم؛ لذا كان لزاماً على أمة الإسلام أن تؤدي واجبها تجاه فلسطين وأهل غزة دعاءً ومساندةً ودعماً لأهل غزة وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي)

العيد في الإسلام ليس مجرد مناسبة للفرح والابتهاج، بل هو عبادة وشكر لله، يتجلى فيه التضامن والتكافل بين المسلمين، خاصة تجاه المظلومين والمستضعفين. ومن أحقّ الناس بالنصرة والمواساة اليوم إخواننا في فلسطين، الذين يعانون من الظلم والاحتلال والعدوان. ومن هذا المنطلق، فإن للأمة الإسلامية واجبات شرعية تجاههم في العيد، يمكن تلخيصها في النقاط التالية

الدعاء لهم ونصرتهم بالقلب واللسان

الدعاء من أقوى أسلحة المؤمن، وهو واجب في كل وقت، ويتأكد في الأعياد، حيث تكون الدعوات مستجابة بإذن الله. وقد أمرنا النبي ﷺ بالدعاء للمسلمين المستضعفين، فقال: “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي). فينبغي للمسلمين تخصيص الدعاء لهم بالنصر والثبات، ورفع الظلم عنهم، وشفاء جرحاهم، وفك أسر أسراهم

التصدق عليهم وإغاثتهم

الزكاة والصدقة من أعظم وسائل دعم أهل فلسطين، خاصة في الأعياد، حيث قال النبي ﷺ: “أغنوهم في هذا اليوم” (رواه البيهقي). ويجوز توجيه زكاة الفطر والصدقات إلى أهل فلسطين، خاصة المحتاجين والمتضررين من الاحتلال والعدوان

نشر قضيتهم وتوعية الأمة بها

يجب على الأمة عدم نسيان قضية فلسطين في زحمة الأعياد والفرح، بل ينبغي تذكير الناس بمعاناتهم عبر وسائل الإعلام وخطب العيد والدروس، قال النبي ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (رواه مسلم)

مقاطعة أعدائهم ودعم اقتصادهم

يجب على المسلمين مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، ودعم الاقتصاد الفلسطيني عبر شراء منتجاتهم والتبرع لمؤسساتهم الخيرية، فهذا من صور الجهاد المالي الذي أمر به الله تعالى: {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: 41)

تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي لهم

على الدول الإسلامية أن تسعى لنصرة فلسطين في المحافل الدولية، والضغط لوقف العدوان عليهم، فهذا واجب شرعي على الحكام والشعوب، قال النبي ﷺ: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه” (رواه البخاري ومسلم)

تثقيف الأبناء والأجيال بالقضية الفلسطينية

يجب أن يكون العيد فرصة لتعريف الأبناء بقضية فلسطين وربطهم بها، عبر القصص والبرامج التربوية، حتى تظل حاضرة في وجدان الأمة، ولا تضيع مع مرور الزمن

إن العيد فرصة عظيمة لإظهار التضامن الإسلامي، وليس من تمام الفرح أن ننسى إخواننا في فلسطين وهم يرزحون تحت الاحتلال. فالواجب على الأمة أن تجعل من العيد موسماً لنصرتهم بالدعاء، والمال، والإعلام، والمقاطعة، والتعليم، حتى يتحقق لهم النصر والتحرير بإذن الله

نسأل الله أن يعيد علينا الأعياد وقد تحررت فلسطين، وأقيمت الصلاة في المسجد الأقصى آمناً مطمئناً



كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة