03 فبراير 2025

|

غزة... دمار وإعمار!

د. جاسم الشمري

03 فبراير 2025

1976

حينما تتوقف الحرب، وينجلي غبار المعارك، وضجيج الصواريخ والطائرات المسيّرة والدبابات والمدافع يجد الإنسان نفسه أمام مشاهد، ربما، لم يكن ليركّز عليها أيام الحرب، ومنها الخراب المحيط بجميع الأرجاء!

وحرب غزة التي استمرّت 470 يومًا جَرّبت «إسرائيل» فيها غالبية الأسلحة التي تمتلكها، وحاولت بقوة تسوية قطاع غزة بالأرض، لأنها تكره أن ترى أي فلسطيني يتنفس الهواء، ويمشي على الأرض، وتبغض حتى منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزارعهم ومعاملهم!

وبعد يومين من توقف الحرب، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن أكثر من 61 ألف شخص راحوا ضحية حرب الإبادة «الإسرائيلية» في القطاع.

وأوضح المكتب أن من بين الشهداء 47 ألفاً و487 وصلوا المستشفيات، في حين بقي 14 ألفاً و222 مفقوداً تحت الركام أو بالطرقات، بينهم حوالي 30 ألفًا من الأطفال والنساء! وبلغ عدد الجرحى 111 ألفًا و588 مصابًا. 

وأعطى المكتب إحصاءات تفصيلية تتعلّق بأعداد الشهداء والجرحى والمفقودين، والمنازل المدمرة، والمستشفيات المهدمة، وعدد المجازر الجماعية، وأعداد العوائل التي مُسِحت من السجل المدنيّ، وهي أكثر من ألفي عائلة، والعوائل التي قتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وهي قرابة 6 آلاف عائلة، فيما أُبيدت 4889 عائلة، ولم يبق منها إلا شخص واحد!

وبعيدًا عن هذه الأرقام المذهلة، نحاول أن نحصر الكلام بموضوع إعمار غزة بعد الحرب، حيث دمّرت «إسرائيل» 216 مقرًّا حكوميًا، و494 مدرسة وجامعة بشكل كلي وجزئي، و981 مسجداً بشكل كلي وجزئي، وتدمير 3 كنائس، و19 مقبرة، بشكل كلي وجزئي!

ودمّر الاحتلال 355 ألفًا و600 وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي، فيما ترك 82 ألف وحدة سكنية غير صالحة للسكن!

وأحرق الاحتلال 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا، ودمّر 206 مواقع أثرية وتراثية، وخَرّب شبكات الكهرباء، وآبار المياه وشبكات المياه، والصرف الصحي، والمنشآت الرياضية!

وبلغت نسبة الدمار في غزة 88%، نتيجة إلقاء 100 ألف طن متفجرات، وقُدِّرت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية بأكثر من 38 مليار دولار!

وبهذا فنحن أمام جرائم اغتيال «إسرائيلية» مدروسة ومدعومة من بعض الدول الغربية وغيرها لشعب كامل ولكافة سبل الحياة الضرورية!

وهذه الإحصاءات تؤكّد عمق الحقد «الإسرائيلي» على فلسطين وأهلها، ولهذا فإن إعادة إعمار هذا الخراب الذي شمل 88% من غزة، يحتاج إلى جهود كبيرة وأموال ضخمة، وبالذات من الدول والشعوب العربية!

وقبل انطلاق خطط البناء يفترض توفير البيوت المتنقلة أو الخيام وبقية ضروريات الحياة وإزالة نحو 37 مليون طن من الأنقاض لحين انطلاق عمليات الإعمار!

وبموجب المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار، يفترض بناء ما لا يقل عن 60 ألف وحدة سكنية مؤقتة، و200 ألف خيمة.

ولاحقًا يُفترض أن تكتب خطة إعمار غزة بعناية، وأن تشمل البنى التحتية، وكل ما يتعلق بالضروريات الإنسانية، وبالذات المستشفيات والمخابز والمدارس وغيرها من أساسيات الحياة!

وينبغي أن تتضمن الخطة العمرانية ترتيب الطرق العامة ومصادر المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي، وإعمار شبكات الصرف الصحي، قبل البدء بإعادة بناء البنايات والمساكن المدمرة!

ويتحتم عدم تجاهل الخطة لترميم المستشفيات والمراكز الصحية، والأماكن التاريخية والمساجد، والمعالم العلمية والثقافية والجامعات والمدارس، وحتى رياض الأطفال!

وهنا يقتضي عدم إغفال ضرورة الاستفادة من اليد العاملة المتوفرة في القطاع، وعدم فسح المجال الكامل للعمالة الأجنبية، وذلك لإعادة إنعاش مجمل سبل الحياة في غزة!

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، تصل التكلفة الإجمالية لإعادة بناء ما دمرته الحرب إلى 40 مليار دولار أمريكي!

وهكذا، فإن خطة إعمار غزة تحتاج من 3 إلى 5 سنوات، وهذه مدة ليست طويلة في حال توفير الضروريات المذكورة آنفاً!

وتأكيدًا للدمار الشامل في غزة، قال ستيفن ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، في 30 يناير 2025م، في ختام زيارة للمنطقة: إن قطاع غزة لم يتبق منه شيء تقريبًا، وربما تستغرق عملية إعادة إعمارها من 10 إلى 15 عامًا.

ومع هذا التخريب الصهيوني، فإن غزة تنتظر المزيد من الدعم والعطاء لإعمارها وإعادة الحياة إليها!

لنتكاتف، كل من موقعه، لترتيب حملات شعبية لنصرة غزة وإعادة إعمارها!

فمَنْ سيُناصر غزة، وينقذها لتعود كما كانت جميلة صلبة؟

 

 

 

 

_____________________

@dr_jasemj67


كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة