19 فبراير 2025

|

كولومبوس أضاع بوصلته!

 

كولومبوس أضاع بوصلته ليكتشف حيوية ميناء غزة، القرصان الجنوي فكرة مفادها أن السلب والنهب والقتل أمور مستباحة، ومن صميم التاريخ الغربي الذي لا غنى عنه، بل شرعنة لكل شيء.

جاء ليرتدي ثيابه الحديثة، كولومبوس جعل الإمبراطورية حديثة البناء تموّه طموحاتها وتتستر خلف نشر المسيحية، نشر السلام، بينما الهدف الأساس نهب الثروات وسرقة الخيارات، وهدم الحضارات، ومزيد من التوسعات. 

ذات الشعارات تساق من جديد؛ نحن قادمون من أجل تعزيز القيم، ونقل الشعوب من الهمجية إلى المدنية، ونحن أدرى كيف يعيش الإنسان؟ وماذا يحتاج؟ عليكم فقط أن تسلموا أمركم لنا ونحن من سيجلب السعادة، فإذا رفضتم يتحتم علينا قتلكم حتى لا تكونوا عائقاً أمام الحضارة، نحن سفن السلام الجديدة التي تطل على بحار العالم ومحيطاته، وتحدد خطوط طوله ودوائر عرضه، سفن السلام التي تبحر لتقتل باسم السلام وتعزيز المُثل الجديدة، التي لا يمكنك معارضتها، فقط عليك أن تقبلها، ومن يخالف ما تريده سفن السلام؛ تعرض للقتل والتهجير والنفي!

ها هو مشروع التهجير القسري لسكان غزة، يتستر خلفه الطموح الصهيوني التوسعي، يقتلون ويدمرون ولا يحاسَبون، الملومون هم أهل غزة لأن أرضهم لم تعد صالحة للعيش! ليس بفعلهم بل بفعل أفكار كولومبوس التي تحملها سفن السلام، نعم هذا ليس حدثًا تاريخيًا يعود للقرون الوسطى، بل هذا في عهد انفجار العلم وسمو القوانين، هذا في عهد العولمة والقيم والمثل العليا التي وضعت للحيوانات حقوقاً، ونظمت لهم هيئات ومراجع دولية، هذا الحدث ربما خرج عن نص المسرحية المكتوبة فصولها بعناية حتى لا يشعر المتفرجون بالملل وشيء من التجاوز الدولي، هذا الخروج عن النص لا يبرر لك أن تخترق بنداً دولياً منصوص عليه في المحاكم الكبرى في العالم، مثل قتل كلب في أحد شوارع أوروبا يجعلك عرضة للسجن، بينما سحق شعب كامل، وتهديده بالتهجير يعتبر شيئاً اعتيادياً ربما لا يتصدر نشرات الأخبار، بل بعض وكالات الأخبار العالمية تسعى إلى تغييبه، هكذا هي المسرحية، هناك فصول خارج النص، من يقوم بها صاحب البطولة فقط وليس الكومبارس صاحب أجر مقابل عمل أي قرار.


كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة