5 أهداف يجب أن تضعها على أجندتك الشخصية
![](https://mugtama.com/storage/uploads/0vCaeypRsK5SMw6rTba7J2ZV1m4V3hGge94TnAEt.jpg)
في زحام مشاكل الحياة، وضغوطاتها المادية، قد تختل البوصلة لدى الكثير من الناس، دون وضع خارطة طريق لعام يمر من أعمارهم، إما يكون شاهدا لهم أو عليهم، وإما يكون عام نجاح أو خسران، في حياتهم الدنيوية والأخروية.
أوكد مراحل العمر
من المعلوم، أن المرء سيسأل عن عمره فيما صرفه، بينما يتلقى سؤالا ثانيا عن شبابه بشكل خاص؛ لأن مرحلة الشباب هي أوكد مراحل العمر التي يسأل عنها العبد يوم القيامة، فالمرء يسأل عن شبابه سواء مات شابا أو مات مسنا؛ عن أَبِي برزة الأَسلمي، قال: قال رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ" (رواه الترمذي).
قائمة أهداف سنوية
ومن الحكمة أن يضع المرء قائمة بالأهداف التي يريد تحقيقها سنويا، على أن تتنوع بين الأهداف الإيمانية والروحانية والبدنية والوظيفية والاجتماعية، وغير ذلك من طموحات تشغل بال الناس في عصرنا الحديث.
يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" (صحيح الجامع).
هذه السطور تقدم لك خارطة طريق تتكون من 5 بنود يجب أن تكون على رأس الأجندة الشخصية لكل إنسان، ضمن خططه للتنمية الذاتية، على أن يكون شعاره كما يقول الحسن البصري: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يابن آدم، أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة".
هدف روحاني
أولا: لتكن البداية بهدف روحاني وإيماني وهو تعزيز الصلة بالله عز وجل، والمحافظة على الصلاة والذكر، ونيل نصيب من قيام الليل، وصيام التطوع، أو حفظ القرآن الكريم، أو ليكن هدفك هذا العام أداء العمرة، أو فريضة الحج، المهم أن تنال حظا وافرا من الطاعة يقربك من المولى سبحانه وتعالى، فتكون من الفائزين بحق في الدنيا والآخرة.
هدف اجتماعي
ثانيا: هدف اجتماعي، وهو الإكثار من زيارة الأقارب وصلة الأرحام، وتفقد الأهل، وغلق باب الشحناء والعداوة مع الناس، وإنهاء الخصومة مع الجار وغيره، وتعزيز الصلات الأسرية، والروابط الاجتماعية، عملا بقول الله سبحانه: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) (الإسراء: 26)، وأعاد الأمر بلفظه تأكيدا له (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) (الروم:38)، وقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ) (النساء:36).
هدف وظيفي
ثالثا: هدف وظيفي، يتعلق بتطوير مهاراتك وإمكاناتك العملية والوظيفية، والحصول على الدورات المتخصصة للارتقاء وظيفيا، وصعود السلم الوظيفي، عبر تحقيق مستويات عالية من الجهد والإتقان والتفاني في العمل، وإضافة الجديد لشركتك، وتقديم نموذج جيد للموظف المسلم الملتزم، الذي يمثل قدوة للآخرين، من أصحاب الديانات الأخرى، متأسيا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" (صححه الألباني).
هدف قصير
رابعا: هدف قصير، والمقصود به أن تضع قائمة بالأهداف القصيرة التي يمكن تحقيقها خلال مدى زمني قصير، وتشعرك بالتفاؤل، وتمنحك طاقة أكبر على تحقيق الأهداف طويلة المدى؛ لأن الأهداف الطويلة التي تحتاج إلى وقت طويل قد تشعرك بالخمول والكسل، وقد تصيبك بالإحباط واليأس، لذلك من الأفضل أن تقسم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر، على مدى زمني ربع سنوي مثلا، أو تنويع الأهداف بين البسيط والصعب، أو وضع هدف صغير كل أسبوع، مثلا قراءة كتاب، أو هدف شهري، على سبيل المثال، سأنقص وزني 4 كيلو جرامات، وهكذا، يجب أن تكون الأهداف لها قابلية للتحقق، ومحددة بدقة دون مبالغة، ومناسبة لعمرك ووقتك وظروفك.
تقول دراسة علمية، إن أكثر من 40% ممن يقومون بكل حماس بكتابة قائمة مهام العام الجديد، يقومون باتخاذ قرار عدم الالتزام بها بعد انقضاء الشهر الأول من العام الجديد؛ بسبب الإحباط أو عدم تنظيم الوقت، أو نتيجة عدم ترتيب الأولويات، أو ربما جراء الإكثار من الأهداف بشكل يفوق استطاعة الإنسان.
هدف تطوعي
خامسا: هدف تطوعي، يتعلق بتعزيز المشاركة في الأنشطة الخيرية أو التطوعية، والقيام بعمل إنساني في محيطك الاجتماعي، كفالة الأيتام مثلا، أو مساعدة المرضى، أو تشجير الحي السكني الذي تقطنه، أو هدف أكبر بالمشاركة في إغاثة أهلنا في غزة وسوريا، ودعم الحملات المساندة لهم، وتقديم العون لهم بالمشاركة مع الجهات الرسمية المعنية، المهم أن تنال حظا من عمل الخير في عامك الجديد.
"وما توفيقي إلا بالله"
في الختام، عليك أن تجهز قائمة أهدافك، ولا تكثر منها، وقم بتقسيمها وترتيبها، واجعلها مشبعة لنفسك إيمانيا واجتماعيا ونفسيا، وضع جدولا زمنيا لها، وثابر على تحقيقها، وامنح نفسك مكافأة صغيرة كلما حققت هدفا، وقيّم نفسك، وراجعها من آن إلى آخر، على أن يكون شعارك: "وما توفيقي إلا بالله".