جنرال صهيوني: بيان «حماس» بوقف عودة الأسرى يكشف توازن القوى الحقيقي

في مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعنوان "النصر الكامل.. الفشل الكامل"، تناول اللواء احتياط غيورا آيلاند، صاحب خطة الجنرالات الصهيونية، تقييمه لنتائج الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
ووصف آيلاند هذه الحرب بأنها فشلت فشلاً ذريعًا في تحقيق أهداف "إسرائيل" العسكرية والسياسية، محذرًا من أن الواقع الذي تشهده "إسرائيل" اليوم يعكس أخطاء استراتيجية كبيرة.
أكد آيلاند أن الطريقة التي عاد بها الأسرى الثلاثة يوم السبت الماضي تأكيد آخر على ما كان ينبغي فهمه منذ زمن طويل؛ وهو أن "إسرائيل" فشلت في تحقيق أهدافها في غزة.
وأوضح أن هناك طريقتين رئيسيتين لقياس نتائج الحروب.
الأولى تتعلق بتقييم مدى تحقيق الأطراف لأهدافها المعلنة، حيث ذكر أن "إسرائيل" فشلت في تحقيق ثلاثة من أهدافها الأربعة.
حيث لم تتمكن "إسرائيل" من تدمير القوة العسكرية لحركة حماس، ولا إسقاط نظامها، ولا إعادة سكان غزة إلى منازلهم بسلام، في حين أن الهدف الرابع المتعلق بإعادة الأسرى تم تحقيقه جزئيًا فقط.
"حماس" تحقق أهدافها
وفي المقابل، أشار آيلاند إلى أن حركة حماس قد حققت جميع أهدافها، وعلى رأسها الحفاظ على سيطرتها الكاملة على غزة.
وأضاف أن "إسرائيل" فشلت في منع حماس من تحقيق هذا الهدف الأساسي، بل إن الحركة تمكنت من تعزيز سلطتها داخل القطاع، رغم الحرب المستمرة.
أما الطريقة الثانية التي اعتمدها آيلاند لتقييم نتائج الحروب فتتعلق برغبة كل طرف في فرض إرادته على الآخر.
وأوضح أن النصر الكامل في الحروب العسكرية يستدعي استسلام الطرف المهزوم، دون قيد أو شرط، كما حدث مع ألمانيا واليابان في عام 1945.
أما النصر الجزئي، فقد يتضمن تنازلات مثل تسليم الأراضي أو نزع السلاح أو دفع التعويضات.
ومن خلال هذه المعايير، أكد آيلاند أن "إسرائيل" فشلت في فرض إرادتها على حماس، مشيرًا إلى أنها لم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها الرئيسية.
عودة الأسرى وتوازن القوى
انتقد آيلاند التصريحات العدائية التي يطلقها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ووزراؤه، موضحًا أنها تقتصر على "كلمات بلا غطاء ووعود بلا دعم".
وأشار إلى أن هذه التصريحات لا تعكس الواقع على الأرض، حيث إن توازن القوى بين "إسرائيل" وحركة "حماس" يظهر بوضوح من خلال التطورات الأخيرة.
وذكر أن بيان "حماس" الأخير بشأن تأجيل عودة الأسرى يعكس هذا التوازن، مشيرًا إلى أن "حماس" ستجبر "إسرائيل" على الرضوخ في النهاية، مما سيؤدي إلى عودة جميع الأسرى الفلسطينيين.
الفهم الخاطئ لطبيعة الحرب
على صعيد آخر، انتقد آيلاند حكومة الاحتلال لجهلها بطبيعة الحروب الحديثة، مشيرًا إلى أن الخطأ الأساسي يكمن في الفهم الخاطئ للواقع.
ووصف آيلاند تصريح رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، الذي شبه فيه حماس بـ"داعش"، بأنه كان بمثابة تدمير لأي فرصة لتحقيق النصر.
وأوضح أن غزة أصبحت دولة بحكم الواقع منذ عام 2007، وأن الحرب التي شنتها "غزة" على "إسرائيل" في السابع من أكتوبر كانت حربًا بين دولتين.
خطأ إستراتيجي كبير
في سياق متصل، أشار آيلاند إلى أن "إسرائيل" ارتكبت خطأً فادحًا حين قامت بتزويد "حماس" بكل احتياجاتها الأساسية، مثل الغذاء والماء والخيام والأدوية والوقود.
واعتبر آيلاند أن هذا الخطأ يعكس سياسة معاكسة تمامًا لما تقتضيه مصلحة "إسرائيل" في مثل هذه الحروب، حيث كان من المفترض أن تُحاصر غزة اقتصاديًا بدلاً من دعم حكومة "حماس" بشكل غير مباشر.
منظمة إرهابية أم دولة؟
في ختام مقاله، وجه آيلاند انتقادًا حادًا لـ"إسرائيل" بسبب تصنيفها "حماس" على أنها "منظمة إرهابية"، مؤكدًا أن هذا التصنيف هو مفهوم قديم يعود إلى عقيدة الحروب في القرن العشرين، بينما الواقع في غزة اليوم يشير إلى أن "حماس" تسيطر على دولة ذات سيادة.
وأضاف آيلاند أن "حماس" تستخدم تقنيات عسكرية متقدمة، ولديها القدرة على شن الحروب مثل الدول، وبالتالي فإن الحرب التي شنتها على "إسرائيل" في أكتوبر هي حرب بين دولتين، وليست مجرد مواجهة مع "منظمة إرهابية".
خلص آيلاند إلى أن فشل "إسرائيل" في تحقيق أهدافها في الحرب على غزة يعود إلى فهمها الخاطئ لطبيعة الصراع، وعدم قدرتها على التكيف مع الظروف الجديدة التي فرضتها حماس.
وأكد أن السياسة الحالية لـ"إسرائيل" تساهم في تقوية العدو بدلاً من إضعافه، مشددًا على ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجيات العسكرية والسياسية في ضوء الواقع الجديد.
___________
صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: https://www.ynet.co.il/news/article/yokra14256303