3 أشكال للعدوان الصهيوني على «الأقصى» في رمضان

في ظل تصاعد عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى، وضمن مخطط مستمر وممنهج لتغيير هويته وفرض سيطرة كاملة عليه، شهدت الأيام الأولى من شهر رمضان انتهاكات غير مسبوقة تهدف إلى النيل من قدسية المسجد وحقوق المسلمين فيه، هذه الانتهاكات لم تقتصر على مجرد تحديات ظرفية أو مؤقتة، بل خطوات مدروسة ضمن خطة إحلالية تهدف إلى تهويد «الأقصى» وفرض واقع جديد يتماشى مع أطماع الاحتلال في تغيير الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة.

وقد تجسد هذا العدوان في عدة أشكال، من أبرزها ما وقع في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، لتؤكد أن ما يحدث ليس مجرد إجراءات أمنية عابرة، بل جزء من مشروع صهيوني شامل يسعى إلى إلغاء الوجود الإسلامي في الأقصى تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ويذكرنا الله تعالى في كتابه الكريم في قوله: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة: 114).

وفي مواجهة هذا التصعيد الخطير والتهديد الوجودي الذي يطال المسجد الأقصى، تحذر مؤسسة القدس الدولية من أن هذه الاعتداءات تتجاوز كونها إجراءات عسكرية مؤقتة، لتكون جزءًا من خطة شاملة تستهدف إلغاء الوجود الإسلامي في الأقصى، هذا المخطط ليس جديدًا، بل يتابع الاحتلال خطواته في تنفيذ مشروعه التوسعي، مستغلًا غفلة المجتمع الدولي وموقفه الضعيف.

ومن هنا، تؤكد المؤسسة أن الدفاع عن «الأقصى» أصبح معركة مصيرية لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، بل هي مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء.

ومن أبرز أشكال هذا العدوان التي شهدها «الأقصى» خلال الأيام الأولى من رمضان:

1- منع الاعتكاف بالقوة:

في سابقة لم تحدث منذ عام 2014م، منع الاحتلال الاعتكاف في الجمعة الأولى من رمضان، وأخرج المصلين والمعتكفين بالقوة، في خطوة تهدف إلى تقويض أحد أبرز مظاهر الرباط في المسجد الأقصى، الذي يشكل حماية روحانية له أمام المخططات الصهيونية المستمرة.

2- السطو على نظام الصوتيات:

في 9 مارس الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال المصلى المرواني واستولت على سماعتين، بحجة عدم التنسيق مع الجهات «الإسرائيلية»، في خطوة تهدف إلى تعطيل الصلاة ومنع الصوت من الوصول إلى المصلين، هذه الحيلة جزء من مخطط الاحتلال للهيمنة على إدارة المسجد، وهو حق حصري للأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية.

3- تشديد الحصار والتضييق:

فرض الاحتلال 3 أطواق عسكرية متتالية حول المسجد الأقصى، بدءًا من محيط المدينة وصولًا إلى أبوابه؛ ما أدى إلى تراجع أعداد المصلين مقارنة بالسنوات السابقة.

في خطوة استفزازية أخرى، تم منع إدخال وجبات السحور والإفطار إلى المسجد، كما جرى تسيير دوريات تفتيش داخل المسجد؛ ما شكل إهانة للمصلين واستفزازًا لروحانياتهم في رمضان المبارك.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة