; كفاح المسلمين في روديسيا | مجلة المجتمع

العنوان كفاح المسلمين في روديسيا

الكاتب عرفات كامل العشي

تاريخ النشر الثلاثاء 15-ديسمبر-1970

مشاهدات 19

نشر في العدد 39

نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 15-ديسمبر-1970

كفاح المسلمين في روديسيا

إعداد: عرفات العشي

حرمان المسلمين من حق الانتخاب

 ١- التغلغل العربي:

ليست هناك سجلات تاريخية صحيحة حول كيفية دخول الإسلام إلى روديسيا الجنوبية ولا عن وقت دخوله. إلا أن من الحقائق المسجلة أن التجار العرب قد عبروا قفار هذه المستعمرة الواقعة في أواسط إفريقيا قبل الاحتلال البرتغالي والاحتلال البريطاني. ومن شواهد إقامتهم الطويلة حول خرائب زمبابو الغربية في فورت فكتوريا «وهي عبارة عن مدينة تبعد عن سالزبوري مئتي ميل» وجود قبيلة في تلك المنطقة في الوقت الحاضر. لا يدين أفرادها بالإسلام كعقيدة؛ إلا أن ذوقهم الاجتماعي وعاداتهم المعيشية تظهر طابعًا إسلاميًا عميقًا. لأنهم الوحيدون من أبناء وطنهم الذين حددوا التعدد «تعدد الزوجات»، ولا يأكلون لحم الخنزير ولا يشربون المسكرات ولهم نظام أخلاقي وجنسي صارم. ومما يدل بوضوح على استيطان العرب قديمًا في ميناء صوفالا، وموزمبيق وجود الجالية الإفريقية العربية هناك في الوقت الحاضر. ويتتبع المؤرخون الحركة التجارية المنتظمة من صوفالا إلى روديسيا ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر تقريبًا. 

الاحتلال البريطاني:

وعندما تم الاحتلال البريطاني للبلاد في عام ١٨٩٥، فرض الحظر على دخول الأجانب إليها باستثناء الأوروبيين. فتسلل التجار الآسيويون المسلمون؛ ومعظمهم من الهند، إلى البلاد بأعداد كبيرة؛ حتى أنه في عام ١٩٢١ عندما حصلت البلاد على حكومة مسؤولة وأصبحت مستعمرة بريطانية مستقلة استقلالًا ذاتيًا أعلن منع المهاجرين الآسيويين من دخولها.

ومنذ ذلك الحين يقتصر دخول البلاد على رجال المهن وعلماء الدين على أساس تعاقد محدود بأجل مسمى. وقد ساهم التجار المسلمون الهنود مساهمة ملموسة في نشر الإسلام في المنطقة، فشيدوا المساجد والمدارس في المراكز التجارية وقدموا المساعدة للمواطنين المسلمين لقضاء حاجاتهم الدينية، وقد أصبح الجيل الثاني من الروديسيين من الأصل الآسيوي جالية مستقلة قوية من الناحيتين الاجتماعية والثقافية تغرس في أفرادها المبادئ الإسلامية. وأخذ الشعب الروديسي يؤمن تدريجيًا بالإسلام. والمشكلة التي تواجه هذه الجالية الصغيرة من المؤمنين تتمثل في تلبية الحاجات الدينية المتزايدة لأفرادها المتزايدين.

 المسلمون في روديسيا

- عددهم: لا توجد إحصائيات موثوقة عن عدد المسلمين المقيمين في روديسيا إلا أنه تُقدّر نسبتهم من ٥ - ١٠ من مجموع السكان البالغ حوالي أربعة ملايين نسمة. ويبلغ مجموع مساحة البلاد ١٥٠,٠٠٠ ميل مربع. ومعظم الناس يقيمون على طول الخط الحديدي الذي يصل ما بين اثني عشر مركزًا تجاريًا.

- عدد الأوروبيين ٢٥٠,٠٠٠، والإفريقيين 3,500,000، والآسيويين 15,000

ومعظم المستوطنين المسلمين في روديسيا من أصل آسيوي والعدد الأكبر منهم يتألف من العمال القادمين من ملاوي «نیاسالاند»، وهي جمهورية إفريقية مستقلة استقلالًا ذاتيًا. وينتمي معظم هؤلاء المسلمين القادمين من ملاوي لقبيلة «ياوو» التي تقيم حول بحيرة نياسا.

ومعلوم أنهم اعتنقوا الإسلام قبل قرن ونصف من الزمان؛ بفضل اتصالهم بالتجار العرب على الساحل الشرقي. ويعمل هؤلاء المسلمون في المناجم ومزارع التبغ على أساس تعاقد مدته ثلاث سنوات. يعودون بعد انتهائه إلى ملاوي لتحل محلهم مجموعة أخرى. ونتيجة لذلك ظل عدد هؤلاء العمال المسلمين المهاجرين محدودًا على الدوام.

وتقوم بعض شركات التبغ الكبيرة بتلبية حاجات المسلمين الدينية كأسلوب لكسب مودتهم، وذلك ببناء مسجد لهم على مقربة من مساكنهم. والجدير بالذكر أن هؤلاء المؤمنين لا يقدرون أن يهيئوا التربية الدينية الملائمة والتعليم الدنيوي اللائق لأولادهم وذلك تبعًا لضعف إمكانياتهم المادية.

أما العاملون في مناجم الذهب فلا تتهيأ لهم مثل هذه الخدمات، إلا أنهم بدافع من غيرتهم الدينية يقومون ببناء مسجد صغير من اللبِن والخشب حيثما تكاثر عددهم. وهناك في العادة بضع مئات من مثل هؤلاء العمال في مراكز التعدين المختلفة.

ولا يغفل هؤلاء المسلمون لحظة واحدة عن القيام بواجباتهم الدينية. فلهم اجتماعاتهم الشهرية والفصلية؛ بالإضافة إلى صلاة الجمعة. ويدعى إلى هذه الاجتماعات المبلغون المسلمون؛ ويلقبون بالمعلمين، وهم رجال يأتون من ملاوي بنصيب يسير من المعرفة بدينهم يحدوهم الحماس الشديد للدعوة الإسلامية، فيشرحون الإسلام في هذه الاجتماعات التي يحضرها مواطنون ملاويون يعملون بعيدًا عن أوطانهم.

ومن الجدير بالذكر أن الزارعين وأصحاب المناجم يميلون ويفضلون العمال المسلمين على غيرهم؛ نتيجة لما يتمتعون به من صفات إسلامية وعادات حميدة، كالنظافة والدقة في المواعيد والنظام. كما أن هذه الجالية الكبيرة من العمال المسلمين لا تملك من العلم الدنيوي إلا النزر اليسير؛ وتنحصر ثقافتها الإسلامية في أداء الشعائر. ورغم ذلك فإنه مما يدعو إلى الإكبار والتقدير أنهم ظلوا متمسكين بعقيدتهم إلى يومنا هذا.

إلا أنهم لا ينعمون بالاستقرار في حياتهم تبعًا لطبيعة كسبهم لأرزاقهم. وأهم ما يلزمهم توفر نوع من أساليب الدعوة الإسلامية المنتقلة لتقريبهم إلى العقيدة الإسلامية وإلى واقع نظام الحياة في الإسلام. فلا يزالون يحافظون على كثير من عاداتهم وثقافتهم البدائية التقليدية بسبب قلة إلمامهم بالقرآن الكريم والسنة المطهرة.

ولقد أدى انتقال الشباب المسلم إلى المراكز الصناعية إلى انحراف المراهقين تدريجيًا وارتكابهم أعمالًا منافية للإسلام، كما أدّى ذلك إلى القضاء على حياتهم القبلية والجماعية التي كان لها الفضل في استمرار الحياة الدينية والأخلاقية. ولحل هذه المشكلة لا بُد من إنشاء مراكز ثقافية ودينية في هذه المدن.

 المسلمون الآسيويون

وهم أصحاب مهن بطبيعتهم ولهم مصالح تجارية في المراكز التجارية الاثني عشر. ومعظمهم يعمل في تجارة القطاعي. ويتمتع هؤلاء المسلمون بالتعليم حتى المرحلة الثانوية. (ويستثنى من ذلك المسلمون الإفريقيون. إذ إن معظم المدارس يتولى الإشراف عليها وإدارتها البعثات التبشيرية المسيحية التي تعطي الأولوية في القبول للنصارى) وقد تمتّع المسلمون الآسيويون بالرخاء إبان الحرب العالمية الثانية، فشرعوا في بناء المساجد وتشييد المدارس والمراكز الدينية. وتتولى المنظمات الاجتماعية المحلية إدارة المدارس المحلية. ويجرى في العادة تشغيل الأئمة والمدرسين الهنود للقيام بالواجبات الدينية. ولا يستطيع هؤلاء المشايخ القيام بواجب الدعوة أو التنظيم لأنهم لا يجيدون الإنجليزية ولا أي لهجة إفريقية. وتنحصر واجباتهم في تعليم اللغة العربية للأبناء؛ متبعين أسلوب التردد كالببغاوات، ويعقدون حفلات الزواج ويؤدون طقوس الجنازة. ولهذه الطائفة من المسلمين منظماتها الدينية التي ترعى شؤونها الدينية والاجتماعية والثقافية في المراكز التجارية الرئيسية الستة.

وفيما يلي أهم النشاطات الإسلامية لأهم المراكز المختلفة:

١- في سولزبوري - العاصمة:

(أ) أمانة المسجد والمدرسة الإسلامية في سولزبوري:

ويشترك في عضويتها رجال الأعمال؛ الذين يساهمون في إدارة المدرسة التي تقتصر على تعليم أبناء الأعضاء والاهتمام بالمسجد المركزي. وهم يشغلون في العادة اثنين من الهنود أحدهما إمام والآخر مدرس. وفي حوزة الأمانة بعض العقارات من أراضٍ وبنايات.

(ب) مدرسة أبناء ضواحي المدينة:

وتديرها مجموعة من أفراد الطبقة العاملة للأبناء وتعتمد في الغالب على التبرعات الشهرية.

(ح) مساجد الحي الإفريقي:

يوجد في ضواحي سولزبوري بعض المساجد الكبيرة التي شيدت في المناطق التي فرض على الإفريقيين أن يعيشوا فيها. وقد تم بناء هذه المساجد في معظم الأحيان بفضل الله ثم بفضل تبرعات رجال الأعمال المسلمين. وليست هناك فصول مدرسين منتظمة بسبب قلة ذات اليد.

٢- بولاوايو - المنطقة الصناعية في روديسيا:

(أ) الجمعية الإسلامية: وهي جمعية رجال الأعمال المسلمين التي قامت ببناء مدرسة فسيحة ومسجد رحب ولها من العقارات ما يغطي كافة نفقاتها الجارية - العادية.

ولا يعمل فيها إلا أئمة من الهنود، حيث تظل حقبة اللغة قائمة. ويقتصر الالتحاق بالمدرسة على أبناء أعضاء الجمعية. ولا تستمر الدراسة اليومية فيها إلا ساعتين بسبب توقيت المدارس الحكومية إذ إن التعليم الابتدائي إلزامي، ويكتفي فيها بالقراءة العربية المجردة ومذاكرة النصوص اللازمة دون محاولة لفهمها.

(ب) المركز الإسلامي في الضواحي، وقد تم بناء هذا المركز عن طريق الاشتراكات العامة ويديرها فئة من المسلمين من أهل ملاوي ومن سلالات مختلفة. وقد أدى ضعف الإمكانيات المادية إلى عجزهم عن وضع برنامج فعال لنشر تعاليم الإسلام رغم وقوع المركز في منطقة سكنية هامة. فهو يجاور المدرسة الثانوية الوطنية الوحيدة التابعة للحكومة في المقاطعة.

(ح) مسجد الحي الإفريقي:

ويوجد هذا المسجد في المنطقة التي يقتصر سكناها على الإفريقيين ويتم توفير الإمام والعناية بالمسجد عن طريق التبرعات الفردية.

٣- کوي کوي - مرکز مناجم الذهب:

(أ) الجمعية الإسلامية: وأعضاؤها رجال مهن. وتدير مدرسة محلية عن طريق التبرعات الفردية الشهرية.

ولها عقارات ومخططات لبناء مسجد المنطقة.

(ب) رابطة الشباب المسلم التقدمي وتساهم هذه الجمعية في نشر تعاليم الإسلام عن طريق الاجتماعات الأسبوعية وزيارة أماكن استيطان المسلمين في المزارع والمناجم وتقديم المعونة اللازمة للفقراء المسلمين، كما توزع الكتب الإسلامية على نطاق ضيّق بسبب مواردها المحدودة.

ويوجد في هذه المقاطعة مصنع للصلب ومنجم للذهب وكلاهما يشغل أعدادًا كبيرة من المسلمين من ملاوي.

٤- أومتالى:

(مدينة صغيرة على الحدود تتصل بشرق إفريقيا البرتغالية).

وللمسلمين الآسيويين المهنيين فيها منظمة اجتماعية تدير مدرسة ومسجدًا والدراسة تقتصر على أبناء الأعضاء. وينحصر نشاط المنظمة في الأمور الدينية الخاصة بالمسلمين الآسيويين.

٥- فورت فكتوريا - (مركز للماشية والزراعة):

ومعظم المسلمين الذين يعيشون في هذه المنطقة من سلالات مختلفة، لذلك فهي أكثر جالية مهملة لا يهتم أحد بأمرها. وهذا هو المركز الذي أشرت إليه في مقدمتي عن الإسلام في روديسيا. فهناك فرص عظيمة لنشر الإسلام في هذه المنطقة. وأهم الحاجات الفورية للمسلمين إنشاء دار للأيتام ومدرسة وروضة (كتاب):

٦- سينويا (مركز للتعدين والزراعة):

وهذا المركز يضم أصغر جالية مسلمة (من المستوطنين) إلا أنها أقرب الجاليات المسلمة للقبائل الأصلية، وإن أي مشروع لتقديم الإسلام لهذه القبائل البريئة لا بد أن يلعب دورًا فعالًا في هذا المركز، ولا يوجد فيها أي معهد أو مؤسسة ترعى شؤون المسلمين.

 أصل المسلمين في روديسيا

يتكون المسلمون في روديسيا الجنوبية من العناصر التالية:

1-    المسلمون الملاويون:

ومعظمهم عمال مهاجرون من ملاوي لغتهم الشنيانجا والسواحلة.

٢- المسلمون الآسيويون:

وهم روديسيون من أصل آسيوي وأجناس مختلفة ويشكلون ثاني أكبر جالية إسلامية تضم الأغنياء وملاك الأراضي من المسلمين. ولغتهم الرئيسية الإنجليزية ثم الأوردية وهي قليلة التبادل في المخاطبة.

٣- المسلمون الأفارقة:

وقد أصبحوا مواطنين ويشكلون مجموعة أخرى معظم أفرادها من المستخدمين (الموظفين)، ولغتهم المشونا والشنيانجا.

٤- المواطنون الأصليون: هناك عدد ضئيل من المسلمين من هذه الفئة وقد اعتنقوا الإسلام مؤخرًا. ولغتهم المشونا والشنيانجا.

 المستوى التعليمي للمسلمين في روديسيا

١- العمال الملاويون المتعاقدون:

 هذه الطائفة ذات مستوى تعليمي دنیوي منخفض ومعرفة إسلامية طفيفة؛ ويستخدمون الحروف العربية لكتابة اللغة السواحيلية، ويتحدثون عادةً بالشنيانجا بينما تستخدم السواحيلية في الاجتماعات الدينية. ومعظمهم يتمكن من قراءة النص العربي للقرآن الكريم - مجرد تلاوة عارية من الفهم.

٢- الروديسيون من الأصل الآسيوي أو الجالية المهنية:

ومعظم شبابهم يتمتعون بمستوى التعليم الثانوي. بينما يحتفظ الكبار بنصيب طيب من الإلمام بالإنجليزية. وهم على قدر لا بأس به من المعرفة بتعاليم الإسلام؛ إلا أنهم متأثرون بالتأويلات الهندية. وأغلبيتهم الساحقة تتخذ الإنجليزية لغة تخاطب ومراسلة، وكثير منهم يجيدون اللهجة المحلية بفضل الاتصالات المهنية بالمواطنين المحليين. وفي الاجتماعات تكون وسيلة التخاطب في العادة اللغة الإنجليزية وكذلك تستخدم الأوردية بين الحين والحين.

٣- المسلمون الإفريقيون المستوطنون:

الصناع والمستخدمون.

(أ) تقوم المؤسسات التبشيرية المسيحية بتوفير التعليم الابتدائي لهذه الطائفة تبعًا لعدم كفاية المدارس الإفريقية الحكومية.

(ب) يعاني أفراد هذه الطائفة جديًا في معرفتهم الإسلامية نتيجة انفصالهم عن المجتمع المسلم وانعدام أي نوع من التعليم الإسلامي المنظم. ويقتصر ما يعرفونه عن الإسلام على ما يسمعونه من آبائهم. ومن عوامل هذا الجدب أيضًا قلة المؤلفات الإسلامية.

(ج) ومعظمهم ينطق بلغة الشنيانجا ولديهم إلمام متوسط بالإنجليزية والسواحلية.

(د) يستطيع معظمهم أن يقرأ النص العربي للقرآن الكريم مجرد تلاوة.

٤- المسلمون الأهليون (المستخدمون):

 (أ) ومعظم أبناء هذه الطائفة يقتصر مستواها في التعليم المدني على المرحلة الابتدائية. وهناك عدد قليل منهم في المدارس الثانوية العالية.

(ب) ولدى هؤلاء معرفة أولية عن الإسلام إلا أنه لم تعد الترتيبات للنهوض بثقافتهم الإسلامية بالإضافة إلى الاتصالات الشخصية.

(ج) وأغلبيتهم العظمى تتكلم بلغة المشونا والشنيانجا، وتجيد الإنجليزية إجادة متوسطة.

(د) وهؤلاء لا يستطيعون أن يقرأوا النص العربي للقرآن الكريم، باستثناء طائفة قليلة منهم، إلا أنهم يحفظون عن ظهر قلب بضع آيات عربية لأداء الصلاة.

ملاحظة هامة:

هناك ربع مليون مستوطن أوروبي في روديسيا معظمهم يشغل مناصب إدارية ويملكون المناجم والمزارع.

وبينهم حالات قليلة جدًا من المهتدين إلى الإسلام. وتحدث بعض هذه الحالات من أجل الزواج.

٥- المسلمون في الميدان المهني:

لقد انساق الجيل الحاضر لهذه الجالية المهنية إلى التخصص في الدراسات العلمية والتكنولوجية، وقد تخرج الفوج الأول من الأطباء والمحامين المسلمين في روديسيا في غضون العقد الماضي. كما أن التدريس في مدارس الحكومة والتمريض يجتذبان عددًا من شبابنا.

کما تخصص عدد قليل منهم في الدراسات الدينية، بقصد التعليم في المدارس. وليس بيننا إلا اثنان من حفظة القرآن، وأنا أول من تخرج كعالم من ندوة العلماء في لكهنؤ بالهند. وليست هناك أي معاهد لإعداد المرشحين للدراسات الإسلامية العالية.

أوجه النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي للمسلمين في روديسيا.

 ١- التمثيل البرلماني:

إن الجالية المهنية (من الأصل الآسيوي) إلى عهد قريب - أي حتى إعلان حكومة روديسيا الاستقلال من جانب واحد. ظلت تساند الأحزاب السياسية الأوروبية وتنتخب المرشحين الأوروبيين للبرلمان في دوائرهم الانتخابية المختلفة.

٢- المسلمون ليس لهم تمثيل:

لقد حرم معظم المسلمين من حق الانتخاب بسبب الشروط التي تؤهل لذلك، فمعظم الأهالي يمكنهم التمتع بهذا الحق بتحصيلهم حدًا أدنى من التعليم. وكما كان المسلمون محرومين من التعليم الدنيوي لذلك حرموا من حق الانتخاب.

ولا ترتبط الجالية المهنية من المسلمين في الوقت الحاضر بأي منظمة سياسية بالذات ولكنها تميل إلى مساندة الحركة الوطنية (الإفريقية) لتحقيق دستور ديمقراطي يؤدي إلى سيادة حكم الأغلبية.

٣- الثقافة الآسيوية: لأول وهلة تبدو الحياة الثقافية للجالية المهنية غريبة في اتجاهها إلا أنها آسيوية في صميمها. فرجالها يرتدون الملابس الغربية؛ بينما لا تزال نساؤهم بملابسهن الهندية، ولا تزال عاداتهم العائلية آسيوية الطابع؛ ومعظم المسلمين، من عمال ومستخدمين، ينغمسون في صفوف المتاع الغربي.

٤- النظام الاجتماعي: الحياة الاجتماعية في روديسيا متعددة الأجناس في صميمها، فهناك أعداد صغيرة من المجموعات الثقافية المختلفة تعيش جنبًا إلى جنب. وبالرغم من التفرقة العنصرية وحاجز اللون الذي يمارسه الأوروبيون؛ (وهم الحكام البيض)، هناك اختلاط بين مختلف الأجناس في مجال الرياضة والنشاطات الثقافية والوطنية.

٥- التعليم: ينقسم التعليم في روديسيا إلى أوروبي وأفريقي. أما الأطفال الذين ينحدرون من أصل آسيوي ومن عناصر مختلفة؛ فيتعرضون لتأثير التعليم الأوروبي ولكنهم يذهبون إلى مدارس منفصلة مع أبناء العناصر المختلفة الأخرى. وتعرف هذه المدارس بالمدارس الآسيوية أو مدارس الملونين. ففي كل من مدينتي سولزبوري وبولاوایو توجد مدارس ابتدائية مستقلة للآسيويين. أما أبناء الأهالي الإفريقيين فيذهبون إلى مدارس مستقلة ذات مستوى أدنى. وهذا يؤثر كثيرًا في العلاقة بين أبناء المسلمين الأفارقة وأبناء المسلمين الآسيويين. فيظل الطرفان غريبين عن بعضهما البعض في مرحلة الطفولة.

 حاجات المسلمين العاجلة والفورية في روديسيا

١- مدارس ابتدائية للمعلمين الأفارقة.

٢- مسجد ومدرسة في المناطق الريفية البعيدة عن المراكز التجارية والصناعية.

٣- مدارس ومكتبات في الأحياء الإفريقية.

والجدير بالذكر أن الإفريقيين في المدن قد لا يعيشون في المراكز التجارية؛ بل تخصص لسكناهم مناطق مستقلة تعرف بالأحياء أو المدن الإفريقية.

٤- مكتبات في كلتا المدينتين سولزبوري وبولاوایو.

أما سولزبوري فهي العاصمة الإدارية والتشريعية، وتوجد فيها جامعة روديسيا وهي المركز الدبلوماسي. وأما بولاوايو فهي مركز ثقافي صناعي.

٥- أكاديمية تتولى القيام بترجمة المؤلفات الإسلامية إلى اللغات المحلية.

٦- مركز لرعاية الشؤون الاجتماعية: للاهتمام بالمهتدين الجدد إلى الإسلام؛ ولاستخدامه في القيام بشتى الواجبات الدينية اللازمة للجالية المسلمة في روديسيا بأسرها.

٧- معهد إسلامي للتعليم العالي:

على نمط دار للعلوم أو مدرسة إعدادية لإعداد الطلاب للدراسات الإسلامية العالية.

وتبعًا لقلة عدد المسلمين؛ يمكن إقامة مركز إسلامي يضم مكتبة وأكاديمية ومركزًا اجتماعيًا ومعهدًا إعداديًا في أحد المراكز الرئيسية. وبذلك يجمع بين كل ما سبق.

٨- أساتذة ودعاة مسلمون يجيدون اللغة الإنجليزية.

من أنشط العاملين في الحقل الإسلامي ونشر الدعوة الإسلامية | في روديسيا ما يلي:

١- الحاج محمد حسين عبد الله.

أمين سر رابطة الشباب المسلم التقدمي.

٢- الحاج أحمد عيسى.

أمين عام مجلس الشباب الإسلامي في روديسيا الجنوبية.

كتبه - آدم مكدا

ترجمه - عرفات كامل العشى        

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الشباب (116)

نشر في العدد 116

15

الثلاثاء 05-سبتمبر-1972

في رثاء المجاهد حسن عبد الغني

نشر في العدد 469

16

الثلاثاء 12-فبراير-1980