العنوان سلمة بن الأكوع - بطل معركة الغابة
الكاتب د. عمر سليمان الأشقر
تاريخ النشر الثلاثاء 15-ديسمبر-1970
مشاهدات 24
نشر في العدد 39
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 15-ديسمبر-1970
وَاحَة الإيمان
سلمة بن الأكوع
بطل معركة الغابة
بقلم عمر سليمان الأشقر
· هاجر إلى الله ورسوله وترك أهله وماله.
· عمل في المدينة ليحصل على الكفاف من الرزق.
· وكان عدَّاء يسبق الخيل في عدوها.
· راميًا لا يخطئ الهدف.
· بايعه الرسول ثلاث مرات تحت الشجرة.
· وقال فيه في غزوة الغابة: «خير رجالاتنا سلمة».
· اعتزل بعد الفتنة فسكن الربذة.
· كان عظيم الخلقة جهير الصوت قوي الملاحظة مغامرًا لا يهاب الموت.
أرأيت كيف تحيط الصحراء القاحلة الجرداء، بواحة فينانة صافية النبع متكاثفة الأشجار؟، كذلك كان الكفر يحيط بالدولة الإسلامية الناشئة من كل جهة، ويخيل إليك أن الصحراء تريد أن تبتلع تلك الواحة بشمسها المحرقة ورياحها وكذلك كان الكفر يحاول أن يبتلع القوة المسلمة، يحاول أن يقتل الرجال الأبرار، ويطفئ نور الله الهادي، ويستولي على المال والمتاع، وكانت هجمات من الأعداء على عرين الإسلام وقلعته في المدينة؛ تتمثل بعضها في جيوش جرارة وبعضها في هجمات سريعة خاطفة تقتل بعض المسلمين في أطراف المدينة البعيدة، أو تستولي على شيء من ماشية المسلمين ثم تولي هاربة قبل أن تفطن لها فوارس الإسلام وجنده، وقبل أن ينذر المسلمون بها. ومن هذا الصنف الأخير تلك الهجمة التي قام بها بعض من بني فزارة وغطفان بقيادة عبد الرحمن الفزاري، والتي عرفت في السيرة بغزوة الغابة أو غزوة ذي قرد، وهو اسم ماء وصل.
تاريخ الغزوة
يذكر ابن إسحاق في السيرة أن هذه الغزوة كانت في السنة السادسة قبل غزوة الحديبية، والصحيح أنها كانت بعد الحديبية وقبل غزوة خيبر بأيام قلائل، وهذا التحديد مستخلص من كتابي البخاري ومسلم، فقد ذكرت قصة الغزوة فيهما بإسهاب وحدد الراوي أنهم رجعوا من هذه الغزوة- غزوة ذي قرد- فلم يقيموا في المدينة سوى أيام ثلاث ثم خرجوا إلى خبير، فإذا علمنا أن الحديبية كانت في ذي القعدة من السنة السادسة؛ وأن خيبر كانت في السابعة في شهر المحرم، ترجح لدينا أن الغزوة كانت في السنة السابعة من الهجرة في أوائل المحرم.
صوت النذير
لم يكن الفجر قد انبثق بعد؛ ولم يكن المؤذن الندي الصوت بلال قد صدح بالأذان عندما خرج عدَّاء المسلمين الذي يلحق الخيل إن طلبها ويفلت منها إن طلبته سلمة بن الأكوع؛ مصطحبًا فرسًا لأحد فرسان المسلمين هو طلحة بن عبيد الله، خرج به لينديه أي يضمره ويمرنه، وعندما أصبح في طرف المدينة الشمالي الشرقي التقى بغلام لعبد الرحمن بن عوف، كان يرعى إبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان الفزع يعلو وجهه والخوف يغشاه، فقال له سلمة: ويحك، ما بك؟ قال:
أُخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم «أي إبله»، فقلت ومن أخذها؟
قال: غطفان وفزارة.
قال سلمة: فقمت على أكمة «وهي الرابية» فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثًا يا صباحاه «وهي كلمة تُقال للإنذار بأمر خطير ليستعد القوم» ثم أعطى الفرس للغلام وأمره بإيصاله لصاحبه وبإعلام الرسول جلية الأمر.
سلمة في أثر الغزاة
لكأني على بعد الزمان ونأي المكان، أشاهد العداء المسلم سلمة ينطلق في خفة النمر وجرأته في أثر العدو وحيدًا أعزل إلا من قوسه وسهامه فيدرك العدو فيصيح بهم..
أنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع. وينظر إليه العدو وهم جمع غفير، فيسخرون منه إذ يرونه وحيدًا راجلًا، ويظنون به الجنون إذ يتجرأ عليهم بمفرده، فیكرون عليه بخيولهم فما يروعهم إلا انفلاته من بين أيديهم كما ينفلت السهم من نصابه ويرجعون هاربين؛ فيلحق بهم يتناول من سهامه يعقر «يقتل» أفراسهم ويدمي أجسامهم وهو يردد بيته مع كل رمية:
خذها وأنا ابن الأكوع
واليوم يوم الرضع.
ويصلون إلى وادٍ ضيق تكتنفه الجبال فيعلو الجبل يرديهم بالحجارة، فما زال كذلك يتبعهم حتى استخلص منهم كل ما استاقوه من إبل الرسول عليه السلام، بل بدأوا يلقون من سلاحهم ومتاعهم حتى ألقوا ثلاثين رمحًا وثلاثين بردة كان يجعل سلمة عليها آرامًا «علامات» من الحجارة ليتعرفها المسلمون فيأخذوها.
إمدادات للعدو
يقول سلمة: فلما أتوا متضايقًا من ثنية، فإذا هم قد آتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا يتضحون- يعني يتغدون- وجلس سلمة فوق جبل صغير يعلوهم ويرقبهم. ويعجب الفزاري القادم من شأن ذلك الرجل الذي يجلس فوق رؤوسهم؛ فيسأل عنه فيقولون: لقد لقينا من هذا البرح «أي الشدة الشديدة» والله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء من أيدينا.
تحطيم معنويات العدو
ويتسلق الجبل أربعة رجال يقصدون سلمة بأمر من ذلك الفزاري القادم، ويبقى سلمة في مكانه حتى إذا ما دنوا منه ناداهم هل تعرفونني؟ قالوا: لا ومن أنت؟ قال: قلت أنا سلمة بن الأكوع، والذي كرم وجه محمد- صلى الله عليه وسلم- لا أطلب أحدًا إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني وعملت هذه الكلمات في نفوس العدو عمل السحر، لأنهم رأوا من أفعاله السابقة تصديق قوله الحاضر. فيقول أحدهم: أنا أظن أي أعتقد صحة ما قال، وينحدرون راجعين راضين من الغنيمة بالإياب.
فرسان رسول الله تلحق بالعدو
ألا ترون معي فقد تحول الوصف إلى رؤية، كأني أنظر وسلمة يتحدث - أنظر إلى فوارس الرسول- صلى الله عليه وسلم- كأنهم أسود كواسر فوق نسور سابحة يتخللون الشجر، أما ذلك الذي في المقدمة فهو الأخرم الأسدي، وعلى أثره الفارس الذي لا يشق له غبار أبو قتادة الأنصاري وعلى أثره المقداد ابن الأسود الكندي، ويعترض سلمة طريق الأخرم خشية عليه من العدو يريده أن ينتظر لحوق بقية الفرسان، ولكن لم ينتظر، ولم يتمهل؟ أمن الجنة يفر؟
«يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق، والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة».
كان ذلك جواب الأخرم، إنها قولة رجل باع نفسه لله فلا يبالي ألقي فردًا أم جمعًا، أكان قاتلًا أم قتيلًا. وعندما كان في المسلمين رجال كالأخرم يسعون في الأرض بقلوب معلقة في الجنة كنا خير أمة أخرجت للناس، وعندما فقدت جيوشنا هؤلاء الرجال كانت الهزائم وكان العار.
انطلق الأخرم في أثر العدو والتقى هو وعبد الرحمن الفزاري فيرميه الأخرم فيقتل فرسه ويرميه الفزاري فينال الشهادة، ويتحول الفزاري على فرس الأخرم يطلب النجاة، وإذا بفارس رسول الله أبي قتادة الأنصاري يدركه فيرميه عبد الرحمن فيعقر فرس أبي قتادة ويطعنه أبو قتادة فيرديه قتيلًا.
ويرى العدو المسلمين فلا يرى رجالًا وخيولًا وإنما يرى البلايا تحمل الرزايا، نواضح يثرب تحمل الموت. فينطلقون وهم يتمنون لو كانت لهم أجنحة يهربون بها.
الرجل السيئ الحظ
يطرد سلمة العدو عن الماء فيخرجون يشتدون في ثنية. قال: فأعدوا، فألحق رجلًا منهم، فأصكه بسهم في نفض كتفه قال: قلت خذها وأنا ابن الأكوع.. واليوم يوم الرضع.
وكان هذا الرجل هو ذلك الرجل الذي صكه سلمة بسهم في مطلع النهار، فإذا به وقد أحس ألم السهم وسمع البيت يصرخ متألمًا نادبًا: يا ثكلته أمه، أکوعه بكرة؟ أي أنت الأكوع الذي أصبتني في الصباح؟ قلت: نعم يا عدو نفسه، أكوعك بكرة.
يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق، والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة».
عودة البطل
ويترك العدو فرسين في ثنية؛ وكأني بهم يتركونهما ترضية لسلمة ليكف ويرجع، فرجع بها سلمة إلى رسول الله، ويلحق عامر عم سلمة، سلمة بسطيحة فيها رزقة لبن، وسطيحة فيها ماء فيتوضأ ويشرب، ويأتي الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو على الماء الذي أجلى سلمة عنه العدو، فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد أخذ الإبل وكل شيء استخلصه سلمة من المشركين، وإذا بلال قد نحر ناقة من الإبل التي استنقذت من القوم، وإذا هو يشوي لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- من كبدها وسنامها.
ملكت فاسجح:
ما كاد سلمة يستقر حتى طلب من الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يعطيه مائة رجل يختارهم فيتبع العدو، فلا يبقي منهم أحدًا إلا قتله. فضحك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال: يا سلمة، أتراك كنت فاعلًا؟ قلت: نعم، والذي أكرمك فقال ملكت فاسجح.
غبار يخيف العدو
وأخبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- أصحابه في مجلسهم ذاك أن العدو يقرون أي «يضيفون» في أرض غطفان. ومر على المسلمين رجل من غطفان فأخبر المسلمين أن أحد بني غطفان نحر للعدو جزورًا؛ فلما كشفوا جلدها أي سلخوها رأوا غبارًا فتركوا الجزور لم يذوقوا منها شيئًا، كما تركوا ذلك الماء الذي أجلاهم عنه سلمة وخرجوا هاربين.
تكريم الأبطال
فلما أصبح الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالاتنا سلمة، وهي شهادة من الرسول تحمل في طياتها التكريم لأفذاذ الرجال وهذا الجزاء بالثناء الصادق ضروري في حينه.
وقد أعطى الرسول- صلى الله عليه وسلم- سلمة سهمين؛ سهم الفارس وسهم الراجل اعترافًا بجهده وفضله.
مسابقة
هل رأيت من علماء الشريعة الإسلامية من يدخل في ميادين السباق سباق العدو أو سباق الخيل أو السيارات والطائرات، حتى الأعمال الحرة كالنجارة والحياكة والبناء يرى العالم في تعاطيها حطًا من قدره بين الناس؛ حتى أصبح أكثر العلماء إلا من رحم الله، يتصفون بصفة معينة وهيئة معينة ولبسة معينة يعجب الناس أشد العجب إذا رأوا العالم عن ذلك السمت التقليدي الذي ألفوه.
ألا نجد في سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- أنه سابق أعرابيًا على ناقته القصواء فسبقه الأعرابي.
ألم يأمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- الجيش أن يتقدمه ثم سابق عائشة زوجته في غزوتين مرة سبقته ومرة سبقها؛ وها نحن نرى صحابيين يتسابقان في سباق يعتبر من سباق المسافات الطويلة بإذن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وذلك في مرجعهم من هذه الغزوة وغزوة الغابة.
استمع إلى سلمة يحدثنا عن هذا السباق فيقول: «ثم أردفني الرسول- صلى الله عليه وسلم- على القضباء «اسم ناقة الرسول» راجعين إلى المدينة؛ قال: فبينما نحن نسير. قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدًا. قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك. قال: فلما سمعت كلامه قلت له:
أما تكرم كريمًا ولا تهاب شريفًا؟ قال لا إلا أن يكون رسول الله- صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: يا رسول الله، بأبي وأمي أنت، ذرني فلأسبق الرجل. قال: إن شئت. قال: قلت: أذهب إليك. قال وثنيت رجلي فطفرت فعدوت. قال فربطت عليه شرفًا أو شرفین أستبقي نفسي. ثم عدوت في أثره فربطت عليه شرفًا أو شرفين ثم إني رفعت حتى ألحقه: قال فاصكه بین كتفيه قال: قلت: قد سبقت والله قال: أنا أظن.
قال فسبقته إلى المدينة.
ثلاث مرات بايعه الرسول
سلمة بن الأكوع الذي عرفنا دوره الرائع في غزوة الغابة كان من أهل بيعة الرضوان. بل إنه قد بايع الرسول- صلى الله عليه وسلم- تحت الشجرة ثلاث مرات ولنسمع من سلمة قصة ذلك.
«ثم إن الرسول- صلى الله عليه وسلم- دعانا للبيعة في أصل الشجرة، قال فبايعته في أول الناس، ثم بايع وبايع، حتى إذا كان في وسط من الناس، قال: بايع يا سلمة. قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في.. أول الناس. قال: وأيضًا. ثم بايع. حتى إذا كان في آخر الناس، قال: ألا تبايعني يا سلمة؟ قال: قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس. وفي أوسط الناس قال: وأيضًا قال: فبايعته الثالثة».
ألا يدل طلب الرسول من سلمة أن يبايعه ثلاثًا على تقدير الرسول لسلمة وعلى عظيم ثقته به.
وشيء آخر فسلمة يحب الرسول حبًا عظيمًا ويعتز بمبايعته اعتزازًا، وهو محارب غرس حب الحرب في قلبه فهذه المبايعة تجسم ما استكن في قلبه ليظهر إلى واقع الحياة.
سلمة يصدق فراسة الرسول فيه
وقد دلّل سلمة في الحديبية على صدق فراسة الرسول- صلى الله عليه وسلم- فيه ولنستمع إليه يقول:
«فلما اصطلح المسلمون وأهل مكة واختلط بعضهم ببعض جئت إلى شجرة فكسحت شوكها. واضطجعت في أصلها. فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة. فجعلوا يقعون في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى. وفي المكان الذي نظفه سلمة يستلقي هؤلاء بعد أن يعلقوا سيوفهم. وبعد قليل يسمع سلمة مناديًا بأن المشركين نقضوا عهدهم بقتلهم أحد المهاجرين فيثور سلمة كأنه ليث؛ إلى أولئك الذين سبوا رسوله الحبيب وأخذوا المكان الذي طهّر شوكه تحت الشجرة، وما كان منعه من الإيقاع بهم مع كثرتهم إلا رعاية عهد الرسول، ولكن تغير الموقف الآن، فالكفار هم الذين نقضوا العهد ولنستمع إلى سلمة لنعرف ما جرى منه قال:
«فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود؛ فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثًا في يدي؛ قال ثم قلت: والذي كرم وجه محمد- صلى الله عليه وسلم- لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه. قال ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم».
قصة إسلامه
قال ابن إسحاق، وقد سمعت أن الذي كلمه الذئب سلمة بن الأكوع. قال سلمة: رأيت الذئب قد أخذ ظبيًا فطلبته حتى نزعته منه. فقال ويحك! مالي ولك؟ عمدت إلى رزق رزقنيه الله ليس من مالك. تنتزعه مني؟ قال: قلت: أيا عباد الله. إن هذا لعجب. ذئب يتكلم. فقال الذئب: أعجب من هذا أن النبي- صلى الله عليه وسلم- في أصول النخل يدعوكم إلى عبادة الله وتأبون إلا عبادة الأوثان. وهاجر سلمة إلى المدينة تاركًا المال والأهل راضيًا أن يعمل تبيعًا (خادمًا) لأحد الصحابة يقوم على فرسه ويأكل من طعامه، استمع إليه وهو يقول: «وكنتُ تبيعًا لطلحة بن عبيد الله. أسقي فرسه وأحسه وأخدمه. وآكل من طعامه. وتركت أهلي ومالي مهاجرًا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم». وقد روي أن الذي كلمه الذئب غيره.
أسرة البطل
كان سلمة سليل أسرة خرجت الأبطال فعمه عامر كان بطلًا لا يُباري يدلنا على بطولته أنه عندما نادى منادي المسلمين في الحديبية يخبر بقتل المشركين لأحد المهاجرين جاء عامر بسبعين رجلًا من المشركين يسوقهم إلى رسول الله، وفي جملتهم رجل يُدعى مكرز على فرس مسربل بالحديد، وفي خيبر عندما خرج مرحب ملك خيبر يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
برز له عامر عم سلمة وهو يقول:
قد علمت خيبر أني عامر
شاكي السلاح بطل مغامر
ولم ينل مرحب من عامر منالًا، غير أن عامرًا أصاب نفسه فقطع أكحله.
والأكوع هو جده واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير، واسم أبيه عمرو وقيل وهب وهو من قبيلة بني سليم.
صفاته الجسمية
كان سلمة عظيم الخلقة يدلنا على ذلك ما رواه عبد الرحمن بن زيد قال: أتينا سلمة بن الأكوع فأخرج إلينا يده ضخمة كأنها خف البعير، قال بايعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بيدي هذه فأخذت يده فقبلتها.
وفاته:
بعد مقتل عثمان تحول إلى الربذة وتزوج بها، وولد له حتى كان قبل وفاته بليالٍ نزل إلى المدينة فمات بها. روى ذلك البخاري وكان ذلك سنة أربع وسبعين على الصحيح.
المراجع:
صحيح البخاري - صحيح مسلم - سنن أبي داود - سنن الترمذي - اللباب - جمهرة الأنساب - طبقات ابن سعد.
عمر سليمان الأشقر
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل