التكبير في عيد الفطر

أمر
الله سبحانه وتعالى بالتكبير في ختام شهر رمضان، حيثُ قال
تعالى:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ
مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ
بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا
هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة: 185).
أهمية التكبير في عيد الفطر
1-تعظيم أمر الله عز
وجل.
فقد أمر الله تعالى بالتكبير بعد إكمال عدة الصيام، وذلك في قوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ). فالمسلم يكبر بعد انتهاء الصيام تعظيمًا لأمر الله تعالى، حيث قال القرطبي رحمه الله: الأمر بالتكبير على ما هداكم الله لما ضل فيه غيركم.. وَقِيلَ: لِتُعَظِّمُوهُ عَلَى مَا أَرْشَدَكُمْ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرَائِعِ.
2-شكر الله على نعمة الصيام.
صرحت الآية الكريمة أن التكبير في ختام شهر رمضان يراد منه أن يشكر العبد ربه أن وفقه لأداء فريضة الصيام، بل إن بعض العلماء ذهبوا إلى وجوبه في عيد الفطر، لظاهر الأمر في قوله تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). قال ابن كثير -رحمه الله: المعنى أنه إِذَا قُمْتُمْ بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ مِنْ طَاعَتِهِ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَتَرْكِ مَحَارِمِهِ، وَحِفْظِ حُدُودِهِ، فَلَعَلَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الشَّاكِرِينَ بِذَلِكَ.
3-إحياء سنة النبي ﷺ
التكبير من السنن المؤكدة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يحرصون عليها، ففي صحيح البخاري عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ». وروى الحاكم في المستدرك عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه كان يَجهَرُ بالتَّكبيرِ يومَ الفِطرِ إذا غدا إلى المصلَّى، حتى يخرُجَ الإمامُ فيُكبِّرَ.
4- إظهار الفرحة بالعيد
التكبير بصوت عالٍ في البيوت والشوارع والمساجد يجعل الناس يشعرون بأجواء العيد وفرحته، وهي فرحة بطاعة الله تعالى، حيث قال عز وجل: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يجْمَعُونَ) (يونس: 58). لذا يُستحب الجهر بالتكبير في البيوت والأسواق والمساجد، ويُقال فرادى أو جماعات، والقصد من ذلك هو نشر الفرح في كل مكان.
وقت التكبير في عيد الفطر
أكد الفقهاء أن الناس يكبرون حين تغيب الشمس ليلة الفطر، فرادى وجماعات، حتى يخرج الإمام لصلاة العيد، ثم يقطعون التكبير، وقد اتفق الفقهاء أنه ليس في عيدِ الفِطرِ تَكبيرٌ مُقيَّدٌ عقبَ الصلواتِ.
صيغة التكبير
يرى الأحناف والحنابلة أن الأَفضل في التكبير أن نقول: اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد، واستدلوا بما رواه ابن أبي شيبة عن شَريكٍ، قال: قلتُ لأبي إسحاقَ: كيف كان يُكبِّر عليٌّ وعبدُاللهِ بنُ مسعودٍ رضي الله عنهما؟ قال: كانا يقولان: اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد.
وقَالَ الشَّافِعِيُّ: وَالتَّكْبِيرُ كَمَا كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) فَيَبْدَأُ الْإِمَامُ فَيَقُولُ: (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ) حَتَّى يَقُولَهَا ثَلَاثًا، وَإِنْ زَادَ تَكْبِيرًا فَحَسَنٌ، وَإِنْ زَادَ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدَّيْنَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ" فَحَسَنٌ.