الروائي اليمني سمير اليافعي لـ«المجتمع»: رمضان فرصة للتكافل بين اليمنيين

اليمن السعيد..
دائماً سعيد بتراثه العريق الذي له رونقه الخاص ما يميزه عن غيره من الشعوب، خاصة
عاداته وتقاليده في استقبال رمضان، التي يحرص كل الحرص على أن تكون في أبهى صورة
تراثية.
«المجتمع» حاورت
الشاعر والروائي اليمني سمير محمد اليافعي من أبناء عدن، الذي كشف تفاصيل حياة
اليمنيين خلال الشهر الفضيل.
باعتبارك
من سكان عدن، كيف يستقبل الأهالي رمضان؟
- في عدن يستقبل
الأهالي رمضان بفرحة وبهجة كبيرة، وتبدأ الاستعدادات قبل أسابيع من حلوله، بتعليق
الزينة والفوانيس بمختلف أحجامها وألوانها في الشوارع والبيوت، ولم تكن هذه
الظواهر مشاهدة سابقاً، ولكنهم استفادوا من هذه الظاهرة أثناء تواجدهم في مصر في
سنوات ما بعد الحرب.
أيضاً تم عمل
مسيرات رمضانية في مدينة كريتر في عدن وهي أقدم مناطقها، التي حفلت بخروج النساء
والأطفال، مرددين الأناشيد القديمة ترحيباً بشهر الغفران.
إعداد وجبات للصائمين خاصة للفقراء وعابري
السبيل
وتزدحم الأسواق
بالناس الذين يشترون المواد الغذائية الأساسية مثل التمر، والطحين، والزبيب،
والمكسرات، والمهلبية والشوربة والكريمة، إضافة إلى العصائر التقليدية مثل قمر
الدين والشربيت والفيمتو والثريب، رغم ظاهرة الغلاء وتدهور العملة المحلية وانعدام
جزئي للخدمات العامة.
ما
الذي يميز أهل عدن عن غيرهم في الطابع الرمضاني؟
- شهدت عدن
توسعاً ضخماً في مساحتها وعدد سكانها منذ ما بعد الحرب في عام 2015م، نتيجة عوامل
متعددة داخلية كالنزوح من مناطق سيطرة الحوثيين، أو خارجية كعودة الكثير من أهالي
المغتربين.
لكن أهل عدن
يتميزون بطبق الإفطار المميز «الشفوت» وهو عبارة عن رقائق اللحوح مع اللبن
والبهارات، والسمبوسة العدنية المحشوة باللحم أو الخضار، إضافة إلى الشراب العدني
مثل قمر الدين والكركديه والثريب.
هل
ساعات العمل تصل إلى 3 ساعات فقط خلال رمضان؟
- ساعات العمل تختلف
حسب القطاع وطبيعة العمل، لكنها لا تصل عادة إلى 3 ساعات فقط إلا في حالات
استثنائية، ما عدا القطاع الحكومي حيث يتم تقليص الدوام، بحيث يبدأ في الصباح
وينتهي قبل الظهر أو بعده بقليل.
اقرأ أيضاً: رمضان اليمن.. هنا الصُّلح والشفوت والجمل الأكبر!
أما في القطاع الخاص، فتختلف ساعات العمل حسب الشركة وطبيعة نشاطها التي تبدأ عادة بعد الظهر إلى ما بعد العصر، وبعضها يستأنف العمل ليلاً بعد صلاة العشاء، ليصبح العمل غالبًا بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا.
كيف
هي الأجواء الروحانية خلال شهر الصوم؟
- رمضان في مدن
اليمن يحمل طابعًا روحانيًا واجتماعيًا مميزًا، حيث تمتزج العبادات بالعادات
والتقاليد، التي تعكس الهوية اليمنية، فالمساجد تكتظ بالمصلين لأداء الصلوات
المفروضة والتراويح والقيام، وتُقام حلقات الذكر وتلاوة القرآن، خاصة في المساجد
الكبرى مثل جامع العيدروس في عدن، والجامع الكبير في صنعاء، وجامع المحضار في
حضرموت، وفي تعز وتهامة.
نريد
أن نتعرف أكثر على أشكال التكافل الاجتماعي والعمل الخيري بين الأهالي؟
- تنتشر موائد
الإفطار الجماعي في الأحياء والمساجد، حيث يشارك الأهالي في إعداد وجبات للصائمين،
خاصة للفقراء وعابري السبيل، ويحرص البعض على تقديم أطباق مثل الشفوت، والسلتة،
والتمر والعصائر للصائمين، الذين قد لا يتمكنون من الوصول إلى منازلهم في وقت
الإفطار.
توزيع كسوة العيد للأسر الفقيرة قبيل عيد
الفطر
كما تكثر حملات
التكافل في رمضان، وتوزيع السلال الغذائية التي تتضمن المواد الأساسية، إضافة إلى
أن بعض التجار يخصصون جزءًا من بضائعهم للبيع بأسعار رمزية، أو بالتقسيط الميسر
لمساعدة الأسر على مواجهة أعباء الحياة.
ما
أهم الوجبات على مائدة الإفطار الرمضانية في اليمن؟
- المائدة
الرمضانية في اليمن غنية ومتنوعة وتعكس التراث الغذائي المتوارث عبر الأجيال، حيث
تبدأ وجبة الإفطار عادةً بالتمر والماء أو اللبن، يليها الشوربة مثل شوربة الشوفان
أو العدس التي تُعد من الأساسيات على السفرة، وتتميز الأطباق الرمضانية اليمنية
بتنوعها، ومن أبرزها الشفوت، إلى جانب السلتة، أيضاً الفحسة، التي تشبه السلتة
لكنها تحتوي على قطع لحم أكبر وعادةً ما تُقدم مع الأرز أو الخبز.
أما المشروبات
الأكثر شهرة، فتشمل القهوة العدنية الممزوجة بالحليب والبهارات، وشراب قمر الدين،
والكركديه، والقديد الذي يُعد مشروبًا منقوعًا بالتمر.
هل
يهتم اليمنيون بالألعاب الرياضية في رمضان؟
- نعم، يهتم
اليمنيون بممارسة ومتابعة الألعاب الرياضية في رمضان، حيث تصبح الأنشطة الرياضية
جزءًا من الروتين اليومي للكثيرين، سواءً لممارسة الرياضة أو لمتابعة البطولات
والمسابقات.
يعاني
اليمن من قلة المياه، كيف يتغلب الأهالي على هذه الأزمة؟
- يعاني اليمن
من أزمة مياه حادة، وتزداد التحديات خلال رمضان مع ارتفاع الحاجة للمياه، سواءً
للشرب أو للاستخدامات اليومية، ورغم هذه الصعوبات، يعتمد الأهالي على عدة وسائل
للتغلب على الأزمة.
أحد أبرز الحلول
هو تخزين المياه، حيث تقوم الأسر بتعبئة خزانات المياه قبل رمضان لتأمين
احتياجاتها، ويستخدم الكثيرون الآبار الخاصة أو الخزانات المشتركة في الأحياء.
كما يعتمد
السكان على ناقلات المياه (الوايتات) التي تبيع المياه المنقولة من الآبار أو
محطات التحلية بأسعار متفاوتة؛ ما يجعلها خيارًا ضروريًا رغم تكلفتها المرتفعة،
أيضاً يعتمد البعض على إعادة استخدام المياه في بعض الأعمال، مثل ري النباتات أو
تنظيف الفناء.
ما
طبيعة المساعدات الخيرية التي تقدم لليمنيين؟
- يستقبل اليمن
مساعدات خيرية في رمضان من أشقائه في الخليج، فدول الخليج العربي وخصوصاً السعودية
والكويت، تسهمان بشكل كبير في دعم اليمن، خاصة خلال رمضان.
وتتنوع هذه
المساعدات وتشمل العديد من المجالات التي تساهم في التخفيف من معاناة الشعب اليمني
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، وأهم أنواع المساعدات الخيرية التي تصل إلى
اليمن خلال رمضان:
1- المساعدات
الغذائية: يتم إرسال سلال غذائية تحتوي على مواد أساسية، مثل: الأرز، الدقيق،
السكر، الزيت، التمر، المعلبات.
2- مشروعات
المياه: بسبب أزمة المياه الحادة في اليمن، تقدم دول الخليج مساعدات لتوفير مياه
الشرب عبر محطات تحلية المياه، وحفر الآبار، وتوزيع المياه في المناطق الأكثر
تضررًا، كما تُنظم حملات لتوفير المياه في المساجد والمنازل.
اقرأ أيضاً: رمضان يعيد ترميم النسيج الاجتماعي في اليمن
3- المساعدات
الطبية: تشمل بناء المستشفيات، والأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج المرضى وتوفير
الرعاية الصحية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الصحية.
4- كسوة العيد:
تقوم العديد من الجمعيات الخيرية الخليجية بتوزيع الملابس الجديدة للأسر الفقيرة
قبيل عيد الفطر؛ ما يساهم في إدخال الفرح والسرور على الأسر المحتاجة.
5- بناء المساجد والمرافق المصاحبة لها، وجمعيات تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية.