رحيل الشيخ أبو إسحاق الحويني.. وداعًا لعالم الحديث

في لحظة يغمرها الحزن، فقدت الأمة الإسلامية أحد أبرز علمائها، الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني، الذي قضى عمره في خدمة حديث رسول الله ﷺ ونشر علوم الشريعة. بوفاته، تودّع الأمة رجلاً أفنى حياته بين الكتب والمخطوطات، مدافعًا عن السنة، ناشرًا للعلم، موجّهًا للأمة.
رحل الشيخ بعد صراعٍ مع المرض عن عمرٍ يناهز 69 عامًا، لكنه ترك إرثًا
علميًا ثريًا، وتلاميذ يحملون لواءه، ومؤلفات تحيي سيرته، ودروسًا ستظل نبراسًا
لمن يريد أن يسلك طريق العلم الشرعي.
من هو الشيخ أبو إسحاق الحويني؟
الاسم الكامل: حجازي محمد يوسف شريف
الميلاد: قرية حُوَين – محافظة كفر الشيخ، مصر
التخصص: علم الحديث والسنة النبوية
المؤلفات: تحقيق سنن ابن ماجه، تحقيق الأربعين الكبرى للبيهقي، غوث المكدود
بتخريج منتقى ابن الجارود
بدأ الشيخ مسيرته العلمية مبكرًا، حيث انتقل إلى القاهرة في المرحلة
الثانوية لحضور دروس الشيخ عبد الحميد كشك، ثم التحق بـ قسم اللغة الإسبانية في
كلية الألسن – جامعة عين شمس.
لكن شغفه بالحديث دفعه للتفرغ لدراسة كتب الإمام الألباني، ليصبح أحد أبرز
المحدثين في عصره، وأحد المدافعين عن منهج السلف الصالح.
إرث علمي خالد.. وعطاء لا ينقطع
لم يكن الشيخ أبو إسحاق مجرد محاضر أو واعظ، بل كان مدرسة متكاملة في علم
الحديث، فقد قدم:
مؤلفات وتحقيقات حديثية أصبحت مراجع للباحثين في السنة النبوية.
محاضرات وبرامج تلفزيونية ساهمت في نشر علم الحديث للعامة والخاصة.
دروس في المساجد والملتقيات العلمية كان لها أثرٌ كبيرٌ في تصحيح المفاهيم
الحديثية والفقهية.
نعي العلماء والمؤسسات الإسلامية
أحدث خبر وفاته حزنًا عميقًا في الأوساط العلمية والدعوية، حيث نعته هيئة
علماء فلسطين بقولها: "ننعى إلى
الأمة الإسلامية العالم المحدث المربي، الشيخ أبو إسحاق الحويني، الذي قضى حياته
في خدمة السنة النبوية"
هذاوقد نعت مجلة المجتمع الشيخ الحويني وقالت في بيان لها: بقلوب مؤمنة
بقضاء الله وقدره، نودّع العالم المحدث الشيخ أبو إسحاق الحويني، الذي رحل بجسده
لكن علمه سيبقى نورًا يضيء درب طلاب الحديث وأهل السنة.
وأضافت: لقد كان الشيخ الحويني حارسًا على السنة، غيورًا على حديث رسول
الله ﷺ، ومجاهدًا بالكلمة والبحث والتدقيق، أفنى عمره في نشر العلم وتخريج
الأحاديث، وبذل جهده في تصحيح المفاهيم والرد على الشبهات، فكان بحق منارةً علمية
ومصدرًا للإلهام لكل من سار على درب الحديث .. برحيله، تفقد الأمة رجلًا قلّ أن
يجود الزمان بمثله، لكن عزاءنا أن إرثه العلمي باقٍ، وأن أجيالًا نهلت من علمه
ستحمل الراية من بعده ... نسأل الله أن يغفر له، ويرحمه، ويجعل منزلته في الفردوس
الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.
علي القره داغي: "بقلوب يعتصرها
الحزن، وعيون تفيض بالأسى، تلقينا نبأ وفاة الشيخ الجليل أبي إسحاق الحويني،
العالم المحقق، والداعية المخلص، الذي نذر عمره لنشر العلم، وخدمة السنة النبوية،
والذب عن حياض الدين، منافحًا عن الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم."
"وأضاف لقد كان رحمه الله صاحب منهج راسخ،
ولسان صادق، وفكر نقي، يجهر بالحق في زمن عزّ فيه الصادقون. عرفته أول مرة في
الأزهر، ثم جمعتنا الأيام في قطر، حيث رأيت فيه عالمًا ارتقت همته، ونضج فكره،
وتحرر من قيود التردد، فاصطف مع المظلوم، ووقف بوجه الظلم بكل صوره، مؤمنًا بأن
العالم الحق لا يبيع دينه بدنيا غيره."
وتابع: "إن فقدان العلماء الصادقين خسارة لا تعوض، لكن عزاءنا أن يبقى علمهم نبراسًا للأجيال، وسيرتهم شاهدة على صدق عطائهم. نسأل الله أن يتغمد الشيخ الحويني بواسع رحمته، ويرفع درجته في عليين، ويجعل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان."
بقلوب يعتصرها الحزن، وعيون تفيض بالأسى، تلقينا نبأ وفاة الشيخ الجليل أبي إسحاق الحويني، العالم المحقق، والداعية المخلص، الذي نذر عمره لنشر العلم، وخدمة السنة النبوية، والذب عن حياض الدين، منافحًا عن الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) March 17, 2025
لقد كان رحمه الله صاحب منهج راسخ، ولسان صادق،… pic.twitter.com/EuHQ4lXylu
فيما قال أ.د. أحمد المعصراوي –
شيخ عموم المقارئ المصرية: "غربت شمس
الشيخ وانتقصت الأرض من أطرافها، فاللهم يا ربنا عرفه الجنة كما دلّنا وعرفنا
عليك، وأحبه كما علمنا حبك، وارزقه رفقة النبي كما علمنا محبته ومحبة أصحابه."
وتابع : "الآن فليعزِّ
كلٌّ منا نفسه، فلم يكن سماحة الشيخ والدًا لإخواننا حاتم وهيثم وهمام وسفيان
وغيرهم فقط، بل كان والدًا لكل متسنن، فرحم الله عبده حجازي رحمة واسعة، وغفر له،
وجبر كسر قلوبنا."
وأضاف: "نتأسى بفراق
نبينا ﷺ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون."
وقال وزير الأوقاف الكويتي الأسبق د. نايف العجمي: "رحم الله أبا إسحاق الحويني، فقد بذل حياته وصرف أوقاته في تبليغ دين الله، وخدمة سنة النبي ﷺ، والذب عن هدي السلف، فاللهم ألحقه بالصالحين، وأنعم عليه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا."
ومن جانبه قال
رئيس رابطة علماء المغرب العربي وعضو رابطة علماء المسلمين د. علي الكتاني: "إنا لله وإنا
إليه راجعون، توفي قبل قليل الشيخ المحدث العلامة أبو إسحاق الحويني رحمه الله
رحمة واسعة. فيا لها من مصيبة ويا له من رزء أصيب به المسلمون .. "اللهم أجرنا
في مصيبتنا، واخلفنا خيرًا منها، اللهم إنه قد خدم سنة نبيك ﷺ، ونصر دينك، فاغفر
له، وارحمه، واجعله في صحبة رسول الله ﷺ الذي خدم سنته."
هذا وقد قال الإعلامي
جمال سلطان: "توفي اليوم
العالم الجليل، المحدث، والداعية السلفي الشيخ أبو إسحاق الحويني، بعد طول معاناة
مع المرض، ساهم بقوة في إحياء علوم الحديث ونشر المعرفة بها." ، وتابع : "وكان من آخر ما أفتى به، وختم به رحلته
العلمية، دفاعه عن المقاومة الفلسطينية، وقوله إن حماس جماعة سنية، وأن من يشنعون
عليها هم مخذلون ومبتدعة، خالص العزاء لأهله ومحبيه، يرحمه الله."
قال الداعية الكويتي الشيخ فايز الكندري: نحسبك أيها الشيخ الحبيب ممن
خَلَعَ نياشينَه، فاللهم كما خلع فألبِسْه تاجَ الوقار، وَحَلِّه حلةَ الإيمان، وألحقه
بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.. الشيخ الحبيب أبو إسحاق
الحويني في ذمة الله..لا تنسوه من
الدعاء في هذه الليالي المباركة.
كما قال الداعية حسن الحسيني: "فقدت الأمة
الإسلامية إمامًا جليلًا، وعالمًا مربيًا، كان عالمًا محققًا، وداعية موفقًا.. عظم
الله أجرنا وأجر الأمة في فقده"
أما الداعية د. عبدالرحمن الخراز فكتب:"رحم الله الجبل الشامخ، حافظ السنة، كأنه جاءنا من السلف الصالح، عاش بين العلم والكتب، وتنقل بين المتن والسند، نصر السنة، ودافع عن الأمة"
فيما قال القارئ أحمد النفيس: وفاة شيخنا أبو إسحاق الحويني ..كان آيةً في لزوم السنّة والأخذ بها، كان رجلاً إذا رأيتَه كأنما رأيتَ أناساً من القرون الأولى .. اللهم عامله بفضلك ولطفك واقبله عندك في الصالحين وارفع درجته في المهديين واجزه عن سنّة نبيك خيرًا.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كما نعت خديجة خويص الشيخ بقولها:"إلى روحٍ وريحان وربٍ راض غير غضبان.. اللهم تقبله في الصالحين، واغفر له، وارحمه"
وقال الكاتب أدهم الشرقاوي:"إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء.. اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيرًا منها!"
رحيل مؤلم.. لكن العلم لا يموت
بوفاة الشيخ الحويني، فقدت الأمة قامة علمية بارزة، لكن علمه سيظل حيًا في
كتبه، وتسجيلاته، وتلاميذه الذين تتلمذوا على يديه.
رحل الشيخ لكن صوته لا يزال يصدح في دروسه المسجلة، ومؤلفاته تروي شغف
الباحثين في الحديث، ودعوته ستظل مصدر إلهام لكل من أراد أن يسلك درب العلم الشرعي
الصحيح.
اللهم اغفر للشيخ أبو إسحاق الحويني، وارفع درجته في عليين، وألحقه
بالصالحين والشهداء.. واجعل علمه نورًا مستمرًا في الأمة.. آمين