المقاومة.. بين التخاذل والتخذيل

إن لبني إسرائيل تاريخاً طويلاً في نقض العهود، والمواثيق، فنقض العهود سلوك متأصل فيهم، كما شهدت آيات القرآن الكريم، على نقضهم المتكرر للمواثيق والعهود، فقال تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) (البقرة: 100)

فالتاريخ القديم شاهد على أن بني إسرائيل قوم لا يلتزمون بعهودهم، ولا يقيمون للمواثيق وزناً. 

والتاريخ الحديث شاهد على أن خيانة الصهاينة للعهود سمة ثابتة في تاريخهم السياسي والعسكري، حيث نقضوا العديد من الاتفاقيات والوعود التي قطعوها مع الفلسطينيين والعرب والمجتمع الدولي. 

والآن على أرض غزة والضفة الغربية، تتجدد هذه الخيانة والغدر، ويتجدد نقضهم لعهدهم مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالهدنة، مؤكدين بذلك أنهم ماضون على درب أجدادهم. 

وهذا الغدر والتلاعب الصهيوني ما كان له أن يتم لو أنهم وجدوا من يتصدى لهم بمواقف قوية، من الدول العربية والإسلامية، ناهيك عن المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وجميع المنظمات الدولية التي اتضح تواطؤها مع الكيان الصهيوني النازي المجرم. 

ألا تحرك كل هذه الدماء الضمائر، وتهز القلوب، وتؤجج المشاعر الإسلامية لتتحرك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، للضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان، وفتح معبر رفح، والكف عن المشاركة في حصار الشعب الفلسطيني؟! إنها مسؤولية تاريخية سيحاسبنا الله تعالى عليها يوم القيامة.. كما أن التاريخ لا يرحم! 

وما لم يتحرك المسلمون بجدية لنصرة إخوانهم، فسنجد أنفسنا جميعاً في مواجهة العدو ذاته، الذي لا يعرف إلا لغة القوة. 

وفي ظل هذا التخاذل للعالم الإسلامي، ظهرت خطابات شرعية ودعوية من علماء ودعاة بارزين نالت من المقاومة وقيادتها، ونالت من ثوابتها، لما يشهده الواقع السياسي والعسكري من تحالفات فرضتها ظروف الحصار واجتماع الصهيونية العالمية على إبادة القضية الفلسطينية، وباتت تلك الآراء محل تساؤلات لأفراد الشارع العربي والإسلامي، وأصبح السؤال يتكرر: هل التحالفات السياسية يبنى عليها انحرافات عقدية أو فكرية؟ وكان لا بد لـ"المجتمع" أن تفتح هذا الملف مع نخبة متخصصة في السياسة الشرعية لتؤصل عدة مفاهيم غائبة. 


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة