25 فبراير 2025

|

عملاق النشيد الإسلامي علي أبو الحسن في ذمة الله

أحمد الهولي

25 فبراير 2025

1599


فجعنا قبل سويعات قليلة بخبر وفاة المنشد القدير والأخ الفاضل علي عبدالجبار (أبو الحسن)، والذي عشنا منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، على أجمل الأناشيد التي كان يشدوها بصوته الشجي، والتي نسجها بمشاعر أسرت قلوبنا وروت أرواحنا، وبكلمات بعثت فينا الهمم وغرست معاني الأخلاق والدعوة والتربية، وأثرت اللغة وجمالها البلاغي فينا وجعلتنا نعشق الأدب أكثر، وتركت بصمة في نفوسنا تحفزنا على التدبر وتعيننا على الثبات في طريق الإيمان.

كما أن غالب ما قام بإنشاده من كلماته وألحانه، فقد حباه الله بموهبة وإبداع وتميز، خصوصًا وقتها عندما كانت الساحة الإعلامية الإسلامية ضعيفة وليس لها قوة كقوة الإعلام وانتاجه الفني غير الملتزم بجميع مؤسساته في ذاك الوقت.

أذكر في حقبة الثمانينيات كنا نتسابق على حضور حفلات وأعراس فرقة الروابي الإسلامية، والتي أحيت الفن الملتزم، وكانت تؤدي أغانيها دون آلات موسيقية، وتكتفي بالدف، وأحيانًا بالصوت فقط، على فتوى شيخنا عمر الأشقر يرحمه الله تعالى، وكان أبو الحسن يرحمه الله تعالى من أبرز أعضائها الأساسيين، حتى وأن صوته كان ملفت للأسماع، وأذكر أن بعض مطربي الخليج في ذاك الوقت، الذين التقوا به في استوديوهات النظائر انبهروا من أمكانياته وموهبته وجمال صوته.

برز في بداياته مع شباب الرابطة الفلسطينية، ثم انطلق كمنشد في أعمال إنشادية فردية وجماعية.

أشهر أناشيده:

ومن أشهر ما أنشد حسب ذاكرتي (ولا زلت إلى اليوم أسمعها) هي:

-أناشيد شريط الشهداء.

-أناشيد شريط أغاريد الرصاص.

-أناشيد شريط فؤاد يشدو.

-أناشيد مشتركة للجان الخيرية عن الدول المنكوبة بالحروب والمجاعات.

-أناشيد الروابي الجهادي وروابي الأفراح.

-أناشيد شريط ثوار.

-حفل جامعة الكويت الذي حضره كبار منشدي العالم الإسلامي مع فرقة الروابي.

هذه بفترة الثمانينيات..

أما الأناشيد الحديثة في التسعينيات وحتى اليوم فهي قليلة وبينها أوقات زمنية منها:

- أناشيد بالوفاء نعود مع أبو راتب.

- لعيون القدس نغني.

- أناشيد نادرة.

-أناشيد وحفلات خاصة عديدة.

-أعمال فنية للأطفال.

بعد فترة الغزو في الكويت عام 1990م، قرر الخروج من الكويت واستقراره في الأردن وبعض الدول الإسلامية حتى انتهى به المطاف إلى كندا، وحصل على الجنسية الكندية واستقر هناك.

ثم استمر في زيارة الكويت لأهله وأرحامه وأصحابه، وزارني باستمرار في بيتي، واستمر بزيارة أصحابه وأحبابه في الأردن.

واليوم الثلاثاء الموافق 25 فبراير في ذكرى اليوم الوطني لدولتي الحبيبة الكويت، أتتنا فاجعة موته في العاصمة الأردنية عمان، وقد توفي عن عمر يناهز 59 عامًا.. رحمك الله يا صديقي الحبيب.

مآثره:

من مآثره كان يدعو بالخير للجميع، لم أسمع منه قط أن تحدث عن أحد حتى ولو كان سيئًا أو كان عدوه، دائما يذكر الناس بالخير، لا يخرج منه إلا أطايب الكلام، لا يجادل بل يحاور بكلام جميل وينهي بكلام أجمل، كان كثير التفاؤل حتى عند وفاة ابنه الحسن، كان صبورًا ثابتًا، وها هو اليوم يلحق بابنه، عسى الله أن يجمعهم في الفردوس الأعلى من الجنة ونحن والمسلمين معهم، ولا نقول إلا بما يرضي الله {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} (البقرة 156).

فاللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وألهم اللهم أهله وأحبابه الصبر الجميل، واربط على قلوبهم، وأجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها.

 


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة