قراءة في كتاب «رد إليَّ روحي»
يُعد كتاب «رد إليّ روحي» للمؤلف د. خالد أبو شادي واحدًا من الكتب المتميزة في باب الرقائق والتزكية، وهو من الكتب التي جمعت بين المعاصرة والأصالة في مسألة رصد أمراض القلوب ومعالجتها بشكل دقيق، حيث يوثق المؤلف الطبيب الظواهر الدالة على أمراض القلوب ويشخصها كما يفعل الطبيب البشري مع مريضه، ثم يطرح وصفة العلاج في نهاية الكتاب.
حيث يعد الكاتب قارئه في بداية مؤلفه بأنه إذا سار مع الكتاب على النحو الصحيح كما رسمه له، فإنه بالتأكيد سوف ينال جرعة العلاج التي تجعله ينتقل من مرحلة القلب المريض إلى القلب السليم المعافى بإذن الله تعالى، ولذلك فالكتاب يعد رحلة علاجية تبدأ من تشخيص المرض وتنتقل إلى التثبت منه ثم علاجه في نهاية الأمر.
كما أن الكتاب يمتاز بأسلوبه الشيق وفكرته العصرية في تكوينه، حيث ينقسم إلى جزأين؛ الأول منه عبارة عن رحلة تشخيص أمراض القلوب عبر ذكر الظواهر المصاحبة لكل مرض من أمراض القلوب المعنوية، أما الثاني عبارة عن جرعة الدواء للتخلص منه سريعًا بعد التثبت منه والتأكيد من تشخصيه في الجزء الأول، وهذا يدل على سلاسة الأسلوب ومرونة الفطرة في الطرح، حيث لا يمل القارئ من الكتاب ولا يضجر سريعًا، بل يحرص على قراءة كل صفحة عله يجد ضالته التي يبحث عنها لهداية قلبه وعودة روحه وتهذيب نفسه.
وإذا أردنا أن نقف وقفة سريعة مع أبواب هذا الكتاب، سنجد أن المؤلف قد قسَّم الكتاب إلى 6 أبواب؛ 4 منها للتشخيص واثنان منها للعلاج، وقد جاءت هذه الأبواب على الشكل التالي:
الأول: جاء بعنوان «موضع الإصابة» ليُعرّف القارئ بداية بالعضو المصاب ومدى حساسيته وهشاشته وليخبره بأهمية الحفاظ عليه؛ للفوز على أعداء النفس الذين يتربصون بها من كل الجهات.
الثاني: جاء بعنوان «بأي قلب نلقاه؟»، حيث تطرق المؤلف في هذا الباب إلى أنواع القلوب وعلاماتها وكيفية تشخيص القارئ لقلبه؛ لمعرفة نوعه من بين الأنواع المذكورة.
الثالث: جاء بعنوان «رحلة سقوط»، وقد تناول الكاتب خلال هذا الباب سيناريو رحلة سقوط القلب أثناء محاولته النهوض للتقرب إلى الله، معددًا علامات السقوط التي يمكن أن يتعرض لها.
الرابع: جاء بعنوان «حراسة الأبواب الستة»، حيث تناول عبره المؤلف 6 أعضاء أُخر، وصفهم بالأبواب التي يتم من خلالها إصابة القلب بدقة وإسقاطه أرضًا، وأكد أهمية غلق هذه الأبواب بشكل صارم.
الخامس: جاء بعنوان «قبل تناول الدواء»، حيث توجه خلاله للقارئ بعدة نصائح مهمة قبل تناول جرعة الدواء، وأكد من خلاله أهمية عدم التهاون أو التأخر في موعد تناوله، معددًا عدة شروط يجب القبول بها أولًا قبل منحه هذه الجرعة الشافية.
السادس: جاء بعنوان «جرعات الدواء»، حيث يفصح المؤلف أخيرًا في هذا الباب عن جرعات الدواء التي وعد بها قارئه في بداية كتابه ويعددها له واحدة تلو الأخرى، ويذكر له طريقة التناول الفعالة حتى يجتمع بالشفاء العاجل في أقرب وقت ويستعيد عافية قلبه من جديد.