02 فبراير 2025

|

واقع الأقليات المسلمة في أوروبا

لم تكن في قارات العالم في زمن مضى أقليات مسلمة حيث كانت الحاكمية للإسلام، ولكن مع تبدل الزمن وضعف المسلمين تغير الأمر، وظهرت في قارات العالم المختلفة مجموعات المسلمين التي أُطلق عليها بعد ذلك مصطلح «الأقليات المسلمة». 

والجدير بالذكر أنه لا توجد في أوروبا حاليًا سوى دولة إسلامية واحدة هي ألبانيا، وتقع في جنوب شرقي أوروبا، ويصل عدد المسلمين بها إلى حوالي 2.5 مليون نسمة. 

أما بالنسبة للأقليات المسلمة في قارة أوروبا، فتشير الإحصاءات والبيانات إلى بلوغ عدد أفرادها إلى نحو 49.5 مليون نسمة، واللافت أنه يعيش في جمهورية يوغسلافيا الاتحادية سابقًا أكثر من 5 ملايين مسلم.

ومن الملاحظ في هذا السياق أن عدد الأقليات المسلمة في أوروبا يقل بشكل واضح عما هو في قارتي آسيا وأفريقيا، حيث إن النسبة العظمى من أقليات هذه القارة كان تمكث فيما كان يُعرف سابقًا بـ«يوغسلافيا»، التي انقسمت وأصبحت الآن عدة دول هي: البوسنة والهرسك، وكرواتيا، وجمهورية مقدونيا الاشتراكية، والجبل الأسود، وصربيا، وسلوفينيا، وتصل نسبة المسلمين بهذه الدول إلى نحو 43% من النسبة الكلية لهذه الأقلية في القارة الأوروبية، ويتركز معظم هؤلاء في دولة البوسنة والهرسك. 

ومما يخبرنا بين تاريخ الماضي القريب والحاضر المؤلم أن المسلمين في قارة أوروبا تعرضوا لأصناف وأنواع من الإبادة بسبب كم الضغينة التي كان يحملها بعض الأوروبيين تجاه المسلمين، ناهيك عما حوته «محاكم التفتيش» من أساليب التعذيب التي تتنافى مع القيم الإنسانية، وهي الأمور التي حلت بالمسلمين في الأندلس (إسبانيا حاليًا). 

ومن صور وألوان الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في بلغاريا، على سبيل المثال، حجم الضغوط التي وصلت لدرجة إجبار المسلمين على تغيير أسمائهم وأسماء أبنائهم أو إضافة لاحقة بلغارية إليها، حيث يصبح اسم محمد «محمدوف»، واسم أحمد «أحمدوف». 

وفي هذا السياق، فإن السلطات البلغارية تمنع المسلمين من إطلاق الأسماء الإسلامية على المواليد الجدد، وتمنع كذلك أداء الشعائر الدينية الجماعية كصلاة الجمعة والعيد، وذلك على الرغم من أن عدد المسلمين في بلغاريا يصل إلى أكثر من 2.5 مليون مسلم.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة