02 فبراير 2025

|

4 أسباب تجعل الغرب يحارب هوية الأقليات المسلمة

المتأمل في صراع الحضارات سيجد أن العنصر الأهم والأبرز في هذا الصراع دائمًا ما يتركز حول الهوية، حيث تمثل الهوية المكون الحقيقي والرئيس لأي جماعة أو فئة أو دولة أو حضارة؛ ولذلك بدون الهوية ينعدم التميز وتختفي الكينونة الرئيسة.

ولذلك، تعد قضية الهوية من أهم المشكلات التي تواجه الأقليات المسلمة في الغرب بشكل عام، وكانت الهوية أبرز أزمة تواجه المسلمين الأوائل في المجتمعات غير المسلمة، والآن نستطيع القول: إن مسألة الهوية أصبحت أكثر حساسية وتعقيدًا من ذي قبل، خاصة بعد ارتفاع عدد معتنقي الإسلام في الغرب، وتنامي ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؛ الأمر الذي جعل مسألة الهوية المرجع الأوَّلي الذي يتم من خلاله الحكم على أفراد الأقليات المسلمة خارج العالم الإسلامي. 

ومع تصاعد العداء تجاه الأقليات المسلمة في الغرب في السنوات الأخيرة، وجد الباحثون والمختصون في شؤون الأقليات أن هذا يعود لأسباب أصيلة ومهمة، تتمثل في الآتي: 

1- أن الحفاظ على الهوية لدى أبناء الأقليات المسلمة يُعد في حد ذاته حفاظًا على دين الإسلام داخل هذه الأقليات وحمايته من الانصهار والذوبان. 

2- أن تمسك الأقليات المسلمة بهويتها بشقيها الإسلامي والحضاري يجعلها أكثر قدرة على التماسك والصمود في مواجهة حملات الاندماج المخل والعولمة الزائفة ومحاولات فرض الصبغة الغربية على الجميع. 

3- أن الحفاظ على الهوية الإسلامية للأقليات يحميها من محاولات التغريب المنشود والدمج الزائف، ومن ثم يمكن الحفاظ على هوية الأمة المسلمة التي يُراد لها الاندثار، وبالطبع فإنه بقدر ما تستطيع هذه الأقليات من خلق مساحة لنفسها تضمن لها حرية العبادة وحرية الاعتقاد؛ يمكنها الحفاظ على تراثها وهويتها الحضارية والاجتماعية والثقافية. 

4- أن المشاركة الإيجابية والتفاعل الحضاري ينبع من شعور الأفراد أنفسهم بهويتهم وحجم اعتزازهم بها، فكلما كانت الأقليات متمسكة بما تمليه عليها هويتها؛ كانت أكثر رسوخًا وثباتًا، ولطالما انعكس ذلك على التأثير الإيجابي في البيئة التي يتواجد بها المرء أو الجماعة، والعكس صحيح؛ حيث كلما ضعفت هوية الجماعات ترتب على ذلك انسحاب أفرادها من ميدان التفاعل الحضاري؛ وبالتالي ينتج عن ذلك عدم قدرتهم على التأثير الفعال بالمجتمعات المجاورة لهم أو المحيطة بهم.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة