02 فبراير 2025

|

4 دروس مهمة للإنسانية من الإسراء والمعراج

محرر الإسلام والحياة

02 فبراير 2025

423

إن حادثة الإسراء والمعراج كانت وما زالت مليئة بالدروس المهة التي تحتاج إلى وقفات عديدة، للاغتنام من الواقعة وفهم مراد الله لعباده منها، فلو سلمنا أن الواقعة كان فيها نوع من تسلية نفس النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنها اشتملت على جوائز كبرى وأوردت معاني جديدة لقاموس المسلمين، فلم تكن حادثة عادية، بل كانت خارقة للطبيعة ولمفاهيم الحياة، ولذلك أضافت الكثير من المفاهيم التي يجب أن يعيها المسلمون، وأن يقدموا غاية الاستسلام والتصديق نحوها بيقين واعتقاد خالص. 

والمتأمل لأحداث هذه الليلة الربانية المباركة سيجد كماً كبيراً من الدروس والعبر التي يجب أن يتفطن إليها المسلم، ومن أهميتها نجد أن القرآن الكريم قد سطرها في إحدى سوره، وأفرغ لها المساحة للحديث عن كل ما يتعلق بها، ومن هذا المنطلق وددنا أن يكون لنا وقفة مع هذه الحادثة لإبراز الدروس والعبر والمعاني التي أفاضت بها على المسلمين، ومن هذه الدروس: 

1- ميلاد المنحة من رحم المحنة:

تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للكثير من المحن الكبيرة في حياته، ومن ذلك قيام قريش بسد طريق الدعوة إلى الله في وجه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وثقيف والعديد من القبائل العربية، لتحكم بذلك الحصار ضد الدعوة إلى دين الله، وبعد وفاة أبي طالب الذي كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم من مكائد قريش، فقد أصبح النبي صلى الله عليه وسلم في خطر حقيقي، فجاءت حادثة الإسراء والمعراج، لتكون تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم الذي يواجه المصاعب كلها واحدة تلو الأخرى، وليجمعه ربه مع بقية الأنبياء والرسل في لقاء واحد، فيكون هو إمامهم وخاتمهم. 

2- تمحيص الصف قبل بناء الدولة: 

مع تراكم هذه المصاعب في مكة، كان النبي صلى الله عليه وسلم مقدماً على مرحلة جديدة، لحماية المسلمين من هذا العذاب الذي تمارسه قريش تجاههم، فكانت المؤشرات تتجه نحو الهجرة لتبدأ مرحلة جديدة من حياة المسلمين، ولذلك قبل الانطلاق والشروع في هذه الرحلة والبدء ببناء دولة الإسلام، أراد الله للبنات الأولى في البناء أن تكون سليمة خالصة من أي شائبة، لتتميز بالقوة والتماسك والتراص، فجعل الله هذا الاختبار ليمحص المسلمين وليتميز الصف من ضعاف الإيمان المترددين والمتشككين، وليثبت بذلك المؤمنين الصادقين. 

3- الإسلام دين الفطرة:

دلت واقعة تخيير النبي صلى الله عليه وسلم بين شرب اللبن والخمر، على أن هذا الدين هو دين الفطرة للبشرية جمعاء، حيث لا انسجام لهذه البشرية مع دين آخر؛ لأن الذي خلق الفطرة البشرية خلق لها هذا الدين ليكون هاديًا ومكملًا لها، فالإسلام هو الدين الذي يضبط بوصلة نوازع النفس البشرية ويلبي احتياجاتها ويكبح جماحها. 

4- إدراك أهمية المسجد الأقصى:

بعد حادثة الإسراء والمعراج، أدرك جيل الصحابة من الرعيل الأول مسؤوليتهم الحقيقية نحو المسجد الأقصى؛ ولذلك نجد أنهم تحركوا سريعًا بعد وقوعه في الأسر تحت حكم الرومان، فحرروه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وعاد إليه الأمن والأمان لفترة طويلة من الزمن، إلى أن عاث الصليبيون فسادًا فيه بعد 5 قرون من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن ظهر قائد على نهج الصحابة ليحرره المسلمون بقيادة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، وهو نفسه الدرس الذي يكرر نفسه وينتظر من المسلمين من يحقق ما حققه الأولون من مسيرات التحرير بعد فترات الأسر والعناء.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة