5 خطوات تخلصك من التوتر

يشكو المرء في بعض الأحيان من القلق والتوتر، ومعاناته إزاء استمرار ذلك، بما يؤثر على صحته الجسدية، ويخل باتزانه النفسي والعقلي، وصولاً إلى تضرر حياته الأسرية والوظيفية.
قد يكون وراء التوتر أسباب عدة، مادية مثلاً، أو خلافات مع الزوجة، أو خوف من المستقبل، أو جراء الضغوط الحياتية المتواصلة، والأخبار السلبية التي تتوالى من هنا وهناك.
تفيد الدراسات الحديثة بأن واحداً من كل 3 أشخاص يعاني من التوتر يومياً، بينما يرى 3 من كل 4 أن هذا التوتر يؤثر سلباً على صحتهم الجسدية والعقلية، بينما يعاني نصفهم تقريباً من اضطرابات النوم، وفق الجمعية الأمريكية لعلم النفس.
لكن هذا التوتر يمكن التخلص منه، بل وتحويله إلى حالة من الطمأنينة والهدوء، إذا واظب الإنسان على عدة خطوات تجمع بين الحس الإيماني والروحاني، وأيضاً الحس الدنيوي، وهي كالآتي:
أولاً: ذكر الله عز وجل، وسيلة آمنة ومضمونة للتخلص من التوتر والقلق، بوعد الله تعالى لعباده؛ (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» (رواه أبو داود)، ويقول عليه الصلاة والسلام: «من قال في يومه مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر من عمله» (رواه البخاري، ومسلم).
ثانياً: الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، امتثالاً لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب: 56)، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرًا» (رواه الحاكم، وأحمد).
والصلاة على النبي مفتاح لجلب الطمأنينة وتفريج الهموم والكروب، أخرج الترمذي في سُننه من حيث أبي بن كعب قال: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت»، قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذاً تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك» (حديث حسن).
ثالثاً: من المهم القيام بتطبيق تقنيات الاسترخاء، والجلوس في هدوء، والتنفس بعمق وانتظام، وإغماض العينين لمدة 20 دقيقة، وهي خطوات تساعد على خفض ضغط الدم، وانتظام ضربات القلب، واسترخاء عضلات الجسم، وبالتالي يتراجع التوتر إلى أن يتلاشى، حيث تظهر الدراسات العلمية الحديثة أن الاسترخاء يحفّز الدماغ على إفراز الإندورفين، الذي يعمل كمسكن للألم.
رابعاً: ينصح خبراء الطب النفسي، باعتماد طريقة التصور العقلي أو التخيل، من خلال استدعاء ذكريات جميلة، أو مشاعر إيجابية، أو يتجه بالنظر إلى مناظر طبيعية خلابة، ما يعيد الهدوء للنفس، ويحفز لديها التفكير الإيجابي، المهم أن يخرج المرء من أجواء التوتر، ويتوقف عن التفكير في مسبباته، فقط يبحث في تلك اللحظة عن الهدوء والتأمل والتفكر في خلق الله، بشكل يسهل له الحصول على حالة من الاسترخاء العميق.
خامساً: من أساليب الاسترخاء والتخلص من التوتر، العلاج بالماء، وقد سبق الرسول الكريم، في ذلك المرجعيات العيمة والطبية، في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ» (رواه أبو داود).
لذلك ينصح بالوضوء، والاستحمام، والجلوس في الماء الدافئ لمدة تصل إلى 30 دقيقة، أو ممارسة الرياضة في مسبح، حيث يساعد العلاج المائي على خفض التوتر والشد العضلي وتقليل الالتهابات وتحفيز الدورة الدموية، وهو نهج حديث تستخدمه كبريات الفرق العالمية في الألعاب المختلفة.