5 مسارات أمام العرب لوقف العدوان على غزة

مع استمرار
العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تتجه الأنظار إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به
الحكومات العربية لوقف هذه الحرب وإنهاء المأساة الإنسانية المتفاقمة.
ورغم أن بعض
الدول اكتفت بالإدانة والاستنكار، فإن هناك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها
للضغط على الاحتلال وإجباره على وقف جرائمه.
أولاً:
الضغط السياسي والدبلوماسي:
على الصعيد
السياسي، تمتلك الدول العربية نفوذًا يمكن توظيفه من خلال قطع العلاقات
الدبلوماسية مع «إسرائيل»، أو تعليق أي اتفاقيات قائمة معها، بالإضافة إلى التحرك
داخل الأمم المتحدة لتمرير قرارات تدين العدوان وتطالب بوقفه فورًا، كما يمكن
اللجوء إلى المحاكم الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم، وتحريك
الدبلوماسية العربية ضمن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للضغط على القوى
الكبرى لاتخاذ مواقف أكثر توازنًا تجاه القضية الفلسطينية.
ثانياً:
الضغط الاقتصادي:
أما على المستوى
الاقتصادي، فتمثل العلاقات التجارية والاستثمارات العربية في الغرب ورقة ضغط فعالة
يمكن استغلالها؛ وقف التعاملات التجارية مع «إسرائيل»، ومقاطعة الشركات الداعمة
لها، والتهديد باستخدام النفط كأداة ضغط، كلها خطوات يمكن أن تؤثر على مواقف الدول
الداعمة للاحتلال وتدفعها إلى مراجعة حساباتها.
ثالثاً:
التحرك الإعلامي والشعبي:
الإعلام أيضًا
يشكل ساحة معركة لا تقل أهمية، حيث يمكن توجيه المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة
لدعم الرواية الفلسطينية وكشف جرائم الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، كما أن
تمكين الحراك الشعبي داخل الدول العربية والسماح بالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية
قد يشكل ضغطًا إضافيًا على الحكومات الغربية المتحالفة مع «إسرائيل».
رابعاً:
التحرك القانوني الدولي:
يمثل المسار
القانوني الدولي أداة مهمة لمحاسبة الاحتلال «الإسرائيلي» على جرائمه في غزة، عبر
المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة القادة «الإسرائيليين» بتهم جرائم الحرب، ومحكمة
العدل الدولية لتحديد مسؤولية الاحتلال وفرض عقوبات قانونية عليه.
كما يمكن اللجوء
إلى المحاكم الوطنية التي تعتمد الولاية القضائية العالمية لمقاضاة المسؤولين «الإسرائيليين»،
والضغط على الشركات الداعمة للاحتلال لوقف تعاملاتها معه.
كما أن دعم حركة
المقاطعة (BDS) قانونيًا يعزز العزلة الدولية لـ«إسرائيل»،
ويضعف اقتصادها.
خامساً:
التحرك الإنساني والإغاثي:
وعلى المستوى
الإنساني، تستطيع الحكومات العربية تجاوز قيود الاحتلال من خلال فتح المعابر
لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، واستقبال الجرحى واللاجئين للعلاج
والرعاية؛ ما يعزز صمود الفلسطينيين في مواجهة العدوان.
ورغم التحديات
السياسية، فإن المتابعة الجادة لهذه المسارات يمكن أن تسهم في وقف العدوان وفرض
عقوبات على الاحتلال، بدلًا من الاكتفاء بالمواقف الرمزية.