6 أمور تُصلح الحال بين الزوجة و«الحماة»
![](https://mugtama.com/storage/uploads/3LpU8q8yPbBzM2HU1cIfutwn5xwHvsbQWYq62XrU.jpg)
تظل العلاقة بين الزوجة وأم الزوج (الحماة)، محل اهتمام من قبل الزوج، الذي يحاول إرضاء الطرفين، وقد ينجح فتسير الأمور على ما يرام، وقد لا ينجح في ذلك، فتحدث المشاكل، ويتسلل التوتر إلى الحياة الزوجية.
الدراما كشيطان إفساد
وغالبا ما قدمت السينما والدراما صورة سلبية لأم الزوج، ومظاهر الغيرة بينها وبين الزوجة، الأمر الذي ساعد على ترسيخ صورة سلبية لتلك العلاقة، التي يمكن -إذا خلصت النوايا- أن تتحول إلى أجواء يسودها الود والحوار والتفاهم.
مسؤوليات كبيرة
على الزوج مسؤولية كبيرة في رسم ملامح تلك العلاقة من البداية، عند وضع اللبنة الأولى للزواج، بداية من فترة الخطبة، ثم العقد، شريطة أن يحسن فن التعامل معهما، والإحسان إليهما، والعدل بينهما.
هذه السطور تقدم للزوج عدة خطوات من شأنها تحسين العلاقة بين أمه وزوجته، حتى ينجو من أية توترات ومشاكل تؤرق حياته، وتفسد زواجه، وعلاقته بوالديه.
أولا: الالتزام بأوامر الله في البر بالوالدين
قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء:23-24).
من هذا المنطلق، يعمل الزوج على ترسيخ هذا الأمر الإلهي لدى زوجته، وأن "الحماة" بمثابة أم ثانية للزوجة، تستطيع كسب قلبها وودها بكلمة طيبة، وتصرف حسن، قال عز وجل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة:83).
وليكن انطلاق الزوجة في حسن معاملتها لأم زوجها، من حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم).
ثانيا: لا تتوقف عن أشياء حسنة عهدتها أمك منك قبل الزواج
مثلا كنت تعانقها، وتتصل بها، وتتحدث إليها، لا تقطع هذه التصرفات بعد زواجك؛ لأن هذا من شأنه نثر بذور الغيرة، والإحساس بأن الزوجة نالت مكانها في قلب ابنها، وأنها لم يعد لها قيمة لديه، لذلك احرص على زيارتها وتقديم الهدايا لها، وقضاء وقت معها، ولا تسمح للزوجة بأن تمنعك من تلك التصرفات، بل اغرس لديها أن البر بأمك مجلبة للخير والسعادة والرزق، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لاَ يَشْكُرِ النَّاسَ؛ لاَ يَشْكُرِ اللَّهَ" (رواه الترمذي).
ثالثا: لا تُفشي أسرار بيتك لأمك
لأن أغلب المشاكل تبدأ من تلك النقطة، عندما تشعر الزوجة أن حماتها تعلم كل صغيرة وكبيرة عنها، وأنها تحكم بيتها من وراء الكواليس، وقد تتهم زوجها، بأنه "ابن أمه" ما يؤجج نار الغيرة والمشاكل، لذلك من الحكمة أن تتمتع الزوجة باستقلالية في بيتها، وكتمان تام لتفاصيل حياتها، وعدم إفشاء ما يصدر عنها. ونهجنا في ذلك قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا" (رواه البخاري ومسلم).
رابعا: بذكاء يمكن أن تُقرب زوجتك من أمك
ويمكن العكس أيضا، بكلمة طيبة تنقلها بينهما، بهدية، تقول لأمك إن زوجتك أعدتها لها، والعكس، أو عشاء تقوم الزوجة بإعداده خصيصا للأم من أطعمة تشتهيها، أو نزهة معا، وقبلة على جبين كل منهما، أشعرهما أنهما في قلبك، وأنك تسعى لإرضائهما بكل ود وحب.
أيضا عليك الإحسان إلى أهل زوجتك كما تطلب من زوجتك الإحسان إلى أمك، فهذا مما يورث المودة، إلى أن تتحول العلاقة من زوجة و"حماة" إلى زوجة وأم، وهو نموذج متكرر في الريف الجميل والمجتمعات المحافظة، لكنه لا يحظى بأضواء الإعلام وعدسات السينما.
خامسا: ضع ضوابط وقواعد للعلاقة بينهما
ولا تسمح للزوجة بالتدخل في أمور تخص الأم أو العكس، ولا تسمح بعلو الصوت والصراخ بينهما، بل رسخ حالة من الحوار والتفاهم بينهما، حاول إدارة العلاقة بشكل محايد وإيجابي، حتى تصل إلى مرحلة التوفيق بينهما، وهي مهمة ليست سهلة، خصوصا إذا كانت كلتاهما تقيم معك تحت سقف واحد، وليكن شعارك البر بالأم والزوجة كليهما، مع الاستعانة بالله عز وجل، والدعاء بأن ينزع الشحناء من قلبيهما ويبعد الشيطان عنهما، أما إذا كانت كل منهما في بيت، فالمهمة أسهل وأيسر، ويمكن توفير أجواء إيجابية بينهما من خلال الزيارة اليومية أو الأسبوعية، مع شرح مفاتيح شخصية والدتك لزوجتك، حتى تستطيع كسب قلبها، وتصبحا صديقتين، وفق موقع "بونوبولوجي" الهندي المتخصص في العلاقات الزوجية.
سادسا: احذر من تشجيع إحداهما على الشكوى من الأخرى
وكذلك لا تتبادل ما قالته إحداهما عن الأخرى، بل قم بإخماد المشكلة في مهدها، واحتواء الشاكي، والاستماع إليه للتنفيس، وربما الاعتذار له نيابة عن الآخر إذا لزمت الأمور، وقم بتذكير الزوجة بحديث أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: "أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ" (رواه البخاري ومسلم).
وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ. فَقَالَ: "ارْجِعْ عَلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا" (رواه أبو داود والنسائي).