4 خطوات تجنبك تصاعد الخلافات الزوجية
![](https://mugtama.com/storage/uploads/mvRAfBHkrVWOXzqzmy88d6J3F0kWVrtabeHwKcUO.jpg)
يتطور الخلاف بين الزوجين، في كثير من الأحيان، عند تراكم المشاعر السلبية، والشعور بأن الطرف الآخر لا يحسن تقديرك، ولا يتفهم ظروفك؛ الأمر الذي قد يحول الخلاف إلى شجار أو قطيعة، وقد يصل الأمر إلى الانفصال والطلاق.
يقول تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21)، يقول المفسرون: إن المودة الجماع، والرحمة الولد، وقيل: المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض، وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء.
لذلك، تقتضي الحكمة من الرجال أولاً المبادرة إلى حل الخلاف، وإنهاء المشكلة، والحيلولة دون تصاعد الأمور، على أن يذكرها بالله، وما بينهما من عشرة ومودة ورحمة، وأن ينصت إليها حتى يفرغ شحنة الحزن أو الغضب التي تسيطر على قلب زوجته، وتذهب بها إلى العصبية والخصام وغيره.
وينصح خبراء الأسرة، بضرورة اتباع 4 خطوات رئيسة من شأنها تجنيب البيت المسلم، تصاعد الخلافات الزوجية، وتوتر العلاقات بين الطرفين، وهي:
أولاً: عدم استدعاء الماضي، وتذكر ما حدث سابقاً، ومعايرة الزوجة به، فهذا مما يعقد الحوار، ويمنع التفاهم، وقد يكون فرصة أمام الطرف الآخر لاستخدام نفس الأسلوب، واستدعاء مشكلات سابقة وشكاوى غير ذات صلة؛ ما يزيد الهوة بين الطرفين، ويشتت الانتباه عن المشكلة الحالية.
هذا الخطأ تحديداً هو النواة الرئيسة لتصعيد الخلاف، خاصة مع استعادة مشاعر سلبية سابقة، ما يسبب إحباطاً متراكماً؛ الأمر الذي قد يدفع أحد الطرفين إلى التصعيد ضد الآخر، بل يجب التركيز على المشكلة الحالية فقط، دون الخروج خارج إطارها، والعمل على إيجاد حل لها.
ثانياً: استمع للطرف الآخر، اعطه فرصة للحديث والفضفضة، دعه يتكلم ويروي ما حدث خاصة الزوجة، دون مقاطعة، فإن مجرد الإنصات لها كفيل بحل جزء كبير من المشكلة، والتعامل معها بهدوء سيحسن أجواء الحوار، ويرفع من احتمالات حل المشكلة، المهم أن تشعر بأنك تستمع وتقدر مشاعرها، وتحترم رأيها.
من هذا المنطلق، يضع الرجل بذرة للحل، ويمنح نفسه فرصة للهدوء واستيعاب ما حدث، وربما طرح حلول عاجلة للمشكلة، وربما تشعر الزوجة نفسها براحة نفسية لأنها تكلمت وتحدثت بما يدور في نفسها، دون عصبية أو رد فعل حاد من زوجها، فقط هي تحدثت وأنت أنصت لها، ثم انتقل لمرحلة وضع الحلول، وإنهاء الخلاف تماماً.
ثالثاً: احذر من محاولة الفوز بالنقاش، والشعور بالانتصار على الزوجة، فالخلافات ليست ساحة معركة بين عدوين، بل تذكّر رابط المودة والرحمة بينكما، واعمل على احتواء الآخر، وتفهم احتياجاته، ضمن حوار بناء، يثمر عن توفير حلول، لا عن شجار وخصام وهجر وربما طلاق.
هناك من يصرخ خلال الحوار لإنهاء النقاش، أو للفوز به، وقد يهدد ويتوعد الطرف الآخر، وهو ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويبدد فرص التفاهم بين الزوجين، وقد يسمع بهما الجيران والأقارب؛ لذلك يجب اعتبار النقاش فرصة لتبادل الأفكار، وطرح المخاوف، والتساؤلات، والحلول، ليس شرطاً أن يفوز أحد به.
رابعاً: حافظ على هدفك؛ وهو حل المشكلة، وإنهاء الخلاف، ربما بكلمة طيبة، أو لمسة حانية، أو جزء من حل طرحته الزوجة مثلاً، أو مقترح كامل طرحته ويحمل شيئاً من الوجاهة، لا أن تطيح بكل مقترحاتها، أو تقلل من قيمة الخيارات التي قدمتها، ذكّرها بأنك تريد الحل، وأن قائمة الحلول تشمل كذا وكذا بما فيه ما طرحته هي، ومن الممكن أن تطلب وقتاً لدراسة مقترح ما، أو أخذ استشارة من مختص، هذا الأسلوب يظهر احترامك لمشاعرها، ويمنحكما فرصة لمعالجة المشكلة.
ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، وكيف تعامل بهدوء مع غضب السيدة عائشة رضي الله عنها، فعن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع صوت عائشة عالياً، فلما دخل تناولها ليلطمها وقال: لا أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه، وخرج أبو بكر مغضباً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر: «كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟»، قالت: فمكث أبو بكر أياماً، ثم استأذن فوجدهما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قد فعلنا، قد فعلنا» (رواه أبو داود).