8 تحديات تواجه العمل الخيري في الكويت

سامح ابو الحسن

01 أكتوبر 2025

32

يُعتبر العمل الخيري في الكويت أحد أبرز ملامح هويتها الوطنية والإنسانية، فقد ارتبط تاريخياً بالعطاء والتكافل الاجتماعي، حتى أصبحت الكويت تُعرف عالميًا بأنها «مركز للعمل الإنساني».

ورغم النجاحات والإنجازات المتراكمة، فإن العمل الخيري يواجه اليوم مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولاً مبتكرة ورؤى جديدة لضمان استدامته وتأثيره.

فيما يلي نستعرض أهم 8 تحديات تواجه العمل الخيري الكويتي اليوم:

1- التحول الرقمي وإدارة البيانات:

التحدي الأكبر يتمثل في مواكبة الثورة الرقمية، حيث تحتاج الجمعيات الخيرية إلى تطوير أنظمتها الإلكترونية، واعتماد حلول ذكية في إدارة التبرعات، والتواصل مع المتبرعين والمتطوعين، بما يعزز الشفافية والفعالية.

2- الرقابة والتشريعات:

التشريعات المنظمة للعمل الخيري في الكويت متطورة، لكن بعض القيود البيروقراطية قد تؤخر إطلاق المشاريع أو تعيق المرونة المطلوبة في الاستجابة للأزمات الإنسانية.

3- الشفافية والثقة المجتمعية:

رغم السمعة الإيجابية، فإن زيادة وعي المتبرعين تتطلب من الجمعيات تعزيز تقاريرها المالية والإدارية، وإبراز أثر التبرعات بوضوح لضمان استمرار الثقة.

4- الاستدامة المالية:

الاعتماد المفرط على التبرعات الموسمية (رمضان، الأعياد) يضعف الاستقرار المالي للجمعيات؛ ما يستلزم ابتكار أدوات جديدة مثل الأوقاف الاستثمارية والمشاريع التنموية المولدة للدخل.

5- المنافسة بين الجمعيات:

كثرة الجمعيات الخيرية يخلق أحياناً تداخلاً في الأدوار والمشاريع؛ ما يتطلب تنسيقاً أكبر عبر مظلات جامعة واتحادات لتوزيع الأدوار وتكامل الجهود.

6- تحديات المتطوعين:

رغم وجود أعداد كبيرة من المتطوعين، فإن تدريبهم وتأهيلهم بشكل مستدام يمثل تحدياً لضمان جودة الخدمة وكفاءة المبادرات.

7- مواجهة الأزمات والكوارث:

الأزمات الإنسانية الكبرى مثل جائحة كورونا أو الحرب في غزة تفرض ضغوطاً غير متوقعة على الجمعيات، وتكشف الحاجة إلى خطط طوارئ وإستراتيجيات استجابة سريعة.

8- دمج العمل الخيري مع التنمية المستدامة:

لم يعد العمل الخيري مقتصراً على المساعدات العاجلة، بل أصبح مطالباً بالانتقال إلى مشروعات تنموية طويلة الأمد في مجالات التعليم، والصحة، والتمكين الاقتصادي، وهو تحدٍّ يحتاج لرؤية وإستراتيجيات واضحة.

إن التحديات التي تواجه العمل الخيري في الكويت اليوم لا تُعدّ عائقاً بقدر ما هي فرصة للتطوير والابتكار، فالكويت بما تملكه من خبرة إنسانية طويلة، وبتكاتف مؤسساتها الحكومية والأهلية، قادرة على تحويل هذه التحديات إلى محركات للنمو، لترسخ مكانتها كمنارة عالمية للعطاء الإنساني والتنمية المستدامة.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة