أحدهم قد يكون «السنوار القادم».. 6 أسرى يخشى الاحتلال إطلاق سراحهم

تزايدت المخاوف في الأوساط الأمنية والسياسية الصهيونية بشأن إمكانية بروز قائد فلسطيني جديد من بين الأسرى الذين يقضون أحكاماً طويلة في سجون الاحتلال.
في ذات السياق، نشرت صحيفة «معاريف» العبرية، اليوم الأحد، تقريراً يسلط الضوء على القلق الصهيوني المتزايد في ظل احتمالية إبرام صفقة تبادل أسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وطرحت الصحيفة سؤالًا يعكس مخاوف الكيان: هل سيكون بين هؤلاء الأسرى «سنوار» آخر؟
قلق أمني عميق رغم التشديدات
تشير «معاريف» إلى أن هذا القلق يأتي على الرغم من الإجراءات القمعية المشددة التي تنفذها مصلحة السجون تحت إشراف الحاخام جوندر ياكوفي، وبتوجيهات مباشرة من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وتشمل هذه الإجراءات:
- الفصل الكامل بين الأسرى لمنع أي تواصل أو تنسيق بينهم.
- تشديد الرقابة ومنع أي نشاط تنظيمي داخل السجون.
- حرمان الأسرى من التواصل الخارجي بما في ذلك مع عائلاتهم أو مع قيادات المقاومة.
ورغم هذه التدابير، ترى الأجهزة الأمنية الصهيونية أن الخطورة لا تزال قائمة، حيث يواصل الشارع الفلسطيني البحث عن رموز قيادية جديدة قد تبرز من بين الأسرى، سواء كانوا من حركة «حماس» أو «فتح».
تحولات داخل السجون بعد 7 أكتوبر
نقلت «معاريف» عن رئيس قسم المعلومات في استخبارات مصلحة سجون الاحتلال الجنرال دوفيدو هراري، قوله: إن الأوضاع داخل السجون تغيرت جذريًا بعد 7 أكتوبر، وأضاف: الرموز والقادة الذين كان لهم نفوذ قوي في الماضي لم يعودوا يتمتعون بذات التأثير، لم تعد هناك شخصيات قيادية واضحة تسيطر على المشهد داخل السجون.
ومع ذلك، يعترف هراري بأن التحولات التي شهدتها السجون لم تُنهِ احتمالية بروز قادة جدد يمكنهم توجيه السجناء وقيادة حركات المقاومة من خلف القضبان.
وبحسب معطيات مصلحة السجون، يوجد حاليًا حوالي 10 آلاف أسير، يتوزعون كالتالي: حوالي 40% منهم ينتمون إلى حركة «فتح»، 40% إلى حركة «حماس»، 10% إلى حركة «الجهاد الإسلامي»، والبقية يتبعون لـ«الجبهة الشعبية» و«الجبهة الديمقراطية».
الأسرى البارزون في سجون الاحتلال سلّط التقرير الضوء على أبرز الشخصيات القيادية الفلسطينية المعتقلة لدى الاحتلال، مشيرًا إلى أن معظم هؤلاء الأسرى أدوا أدوارًا محورية في مقاومة الاحتلال، سواء عبر التخطيط للعمليات العسكرية أو قيادة الحركة الأسيرة. 1- إبراهيم حامد: قالت الصحيفة: إن إبراهيم حامد، رئيس الجناح العسكري لحركة «حماس» في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، والمحكوم بعشرات الأحكام المؤبدة. ويعد حامد أحد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، يقضي حكماً يعدّ ثاني أعلى الأحكام الصادرة عن المحاكم الصهيونية، وفي العالم كذلك، حيث يقضي حكمًا بالسجن المؤبد 54 مرة، لمسؤوليته عن عدة عمليات أدت لمقتل «إسرائيليين» في سلسلة عمليات نفذت طيلة مطاردته نحو 10 أعوام حتى اعتقاله في عام 2006م. ويصنفه الاحتلال من أخطر الأسرى لديه(1). 2- عباس السيد: تشير «معاريف» إلى أن الأسير عباس السيد هو المسؤول عن عملية فندق «بارك» في نتانيا عام 2002م. يُعتبر السيد من أبرز قادة الحركة الأسيرة، حيث ترأس الهيئة القيادية العليا لحركة «حماس» في سجون الاحتلال لعدة دورات، خاض العديد من المواجهات مع إدارة السجون، ونظّم إضرابات عن الطعام ناجحة، وكان لافتًا تواصله مع نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام عبر هاتف مُهرَّب في عام 2019م، اشتهر بصموده في التحقيق، حيث رفض الاعترافات لمدة 5 أشهر؛ ما دفع الاحتلال لمحاكمته استنادًا إلى اعترافات الغير، كما رفض التواصل مع الإعلام «الإسرائيلي»، معتبرًا ذلك تطبيعًا مُجرَّمًا(2). 3- حسن سلامة: المسؤول عن سلسلة عمليات بالقدس في التسعينيات، وفق الصحيفة العبرية. يُعد حسن سلامة قائدًا عسكريًا فلسطينيًا بارزًا، شارك في الانتفاضة الأولى وأصبح من القادة البارزين في الجناح العسكري لحركة «حماس»، اتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات تفجير أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من «الإسرائيليين»، مما أكسبه لقب «بطل عمليات الثأر المقدّس»، حُكم عليه بالسجن المؤبد 48 مرة، ورفض الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى في عام 2011م(3). 4- محمد عرمان: اعتُقل محمد عرمان في 18 أغسطس 2002م، وحكم عليه بالسجن 36 مؤبّدًا بعد اتهامه من قبل الاحتلال بالانتماء لـ«كتائب القسام» والمشاركة في قتل مستوطنين ضمن خلية «سلوان القسامية»، انضم إلى «كتائب القسام» في أواخر عام 2001م، مع اندلاع «انتفاضة الأقصى»، ليبدأ العمل مع القائدين الأسيرين إبراهيم حامد، وعبدالله البرغوثي، ويشكّل خلية اعتبرها الاحتلال من أخطر التهديدات على أمنه، وقد حرص على تدريب فريق من المهندسين، وكان من أبرز تشكيلاته «خلية سلوان»، التي نفذت العديد من العمليات النوعية مثل عمليتي «موممنت» و«ريشون لتسيون» الاستشهاديتين، بالإضافة إلى عملية سكة قطار تل أبيب وعملية الجامعة العبرية(4). 5- مروان البرغوثي: تشير الصحيفة العبرية إلى أن الأسير مروان البرغوثي يبقى الشخصية الأبرز في حركة «فتح»، تخشى دولة الاحتلال أن يكون الزعيم القادم لحركات المقاومة. يُعد البرغوثي من أبرز الرموز القيادية الفلسطينية، اعتقل عدة مرات من قبل قوات الاحتلال، في عام 1986م، تم إبعاده عن فلسطين، ثم عاد في عام 1994م بموجب «اتفاقية أوسلو»، حيث انتُخب نائبًا للشهيد فيصل الحسيني وأمينًا لسر حركة «فتح» في الضفة الغربية، وفي 1996م، انتُخب عضوًا في المجلس التشريعي لحركة «فتح»، وكان أصغر عضو فيه، أدى دورًا بارزًا خلال الانتفاضة الثانية، وفي عام 2002م اعتقله الاحتلال وحكم عليه بالسجن المؤبد، ليكون أول عضو في اللجنة المركزية لحركة «فتح» يتم اعتقاله(5). 6- إلى جانب الأسير ناصر عوف من نابلس، الذي كان من أبرز الشخصيات في الانتفاضة الثانية، بحسب الصحيفة. __________________ (1) ويكيبيديا. (2) مركز رؤية للتنمية السياسية. (3) الجزيرة. نت. (4) وكالة شهاب الفلسطينية. (5) ويكيبيديا.