أسبوع صعب على مسلمي الهند.. اشتباكات وقتل ومنع من صلاة الجمعة

أحمد درويش

16 مارس 2025

55

لم يهنأ مسلمو الهند بحقوقهم الآدمية يومًا ما في ظل وجود الحكومة الهندية المتطرفة الحالية، التي يترأسها رئيس الوزراء اليميني المتطرف ناريندرا مودي وحزبه «بهاراتيا جاناتا» (BJP) الذي يتبنى القومية الهندوسية، وفي ظل الحديث الدائم لمنظمات حقوق الإنسان عن تراجع مؤشر حقوق الأقليات بالبلاد، تتواصل عمليات الاضطهاد والتمييز على أساس ديني تجاه المسلمين بشكل خاص، في تحدٍّ واضح من الحكومة الهندية لكل المواثيق والقوانين، وفي إصرار على انتهاك حقوق المسلمين والتضييق عليهم بشتى الطرق.

ولعل الأسبوع الأخير في الهند كان الأصعب من حيث أحداثه المتسارعة والخطيرة، فلم يهنأ المسلمون بالعيش في سلام كبقية المواطنين بالبلاد، بل عانوا من حوادث عنصرية تحمل دلالات خطيرة في ظل تطور حوادث التمييز الديني تجاه المسلمين.

ولعلنا نتوقف سريعًا مع هذه الحوادث التي شهدتها بعض الولايات الهندية على مدار الأسبوع الماضي، لندرك حجم مأساة إخواننا في الهند ولنسلط الضوء على ما يلاقونه من حملات اضطهاد ممنهجة وقاسية.

اشتباكات بسبب انتهاك حرمة المسجد

الحدث الأول تمثل في تحول مسيرة احتفالية للهندوس بعد فوز المنتخب الهندي في بطولة العالم للكريكيت إلى اشتباكات عنيفة بينهم وبين المسلمين، وذلك بسبب الاستفزازات التي صدرت من الهندوس أثناء احتفالهم بالفوز أمام أحد المساجد في بلدة «ماهو» بولاية ماديا براديش التي تقع وسط الهند.

وتمثلت تلك الاستفزازات في إلقاء ألعاب نارية على المسجد الموجود بالمنطقة أثناء مرور تلك المسيرة بجواره، وقد تزامن ذلك مع خروج المسلمين من المسجد بعد انتهاء صلاة التراويح، وحسب ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية، فقد نتج عن تلك الاشتباكات إصابة 6 أفراد، وإحراق قرابة 12 سيارة، وعدد من المحال التجارية.

سحق رضيعة مسلمة وقتلها!

الحدث الثاني الذي عاشته إحدى الأسر المسلمة في الهند لا يقل مرارة عن سابقه، بل يزداد بما تحويه تفاصيله من القسوة والألم، حيث قامت مجموعة من رجال الشرطة الهندية باقتحام منزل المواطن الهندي المسلم عمران خان بمنطقة ألور في ولاية راجستان الهندية؛ لإجراء مداهمة تتعلق بجريمة إلكترونية مزعومة في قضية ملفقة له، وحين غادرت قوات الشرطة المنزل اكتشف عمران وزوجته أن أفراد القوة التي داهمت المنزل قد سحقت بأقدامها ابنته الرضيعة التي كانت نائمة في سريرها، المجاور لسرير والدها.

وقد قال عمران: إنه عندما عاد إلى الغرفة التي كانت بها الطفلة وجدها ميتة ويظهر على جسدها ووجهها آثار أقدام أفراد قوات الأمن التي اقتحمت منزله بزعم اتهامه في قضية إلكترونية على الرغم من عدم امتلاكه هاتفًا ذكيًا!



وذكر والد الطفلة المقتولة بأنه عندما أراد التقدم بشكوى لدى السلطات في ولايته بشأن واقعة مقتل طفلته لم تهتم الشرطة المحلية ولم تبدِ أي اهتمام بالأمر، ولكن بعد احتجاج أسرة الطفلة وأهالي القرية أمام منزل المشرف العام لشرطة منطقة «ألور»، تم تسجيل بلاغ أولي ضد شخصين من القوة التي داهمت المنزل، وذلك بتهمة القتل.

محاولة اقتحام مسجد

الحادث الثالث ضمن أحداث هذا الأسبوع العصيب تمثل في محاولة حشود كبيرة العدد من الهندوس المتطرفين اقتحام مسجد في بلدة «راجابور» بولاية ماهاراشترا الهندية الواقعة في غرب البلاد، وذلك خلال احتفالات عيد هندوسي يُسمى «هولي».

وحسب رواية شهود العيان على هذا الحادث المأساوي، فقد حاول حشد ضخم من الهندوس يبلغ عدد أفراده نحو 1500 شخص، اقتحام المسجد خلال الاحتفال بهذا العيد، ولكن شكل المسلمون دروعًا بشرية واستطاعوا منعهم من دخول المسجد.

والجدير بالذكر أن الهندوس حاولوا اقتحام المسجد الواقع في المنطقة عبر إدخال رمز ديني خاص بهم إلى المسجد، وذلك بهدف إثارة التوتر الطائفي في هذه الولاية عبر استفزاز المسلمين، وخاصة أن هذا الهجوم قد وقع على المسجد أثناء أداء المسلمين لصلاة التراويح به، وقد طلب أهل المنطقة من الشرطة توفير الحماية لمنع حدوث مثل هذه الاستفزازات أثناء الاحتفالات، ولكن لم يتمكن رجال الشرطة من التعامل مع هذه الجماهير الكبيرة التي أتت بشكل ضخم وغير مسبوق.


 شهادة الحلال.. جدل قانوني وثقافي في الهند



منع صلاة الجمعة

الحدث الرابع والأخير لهذا الأسبوع المأساوي تمثل في مطالبة السلطات في ولاية أوتار براديش -التي تعد أكبر ولاية في الهند من حيث عدد السكان- من أبناء الأقلية المسلمة عدم الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة هذا الأسبوع بسبب الاحتفال بمهرجان «هولي» الهندوسي!

وقال رئيس وزراء الولاية المعروف بسياساته المعادية للمسلمين، في تصريحات صحفية: تُقام الصلاة كل يوم جمعة من كل أسبوع، لكن مهرجان «هولي» يأتي مرة واحدة في العام، لذلك يمكن تأجيل صلاة الجمعة، ومن يرغب من المسلمين في أدائها فيمكنه القيام بذلك في منزله!


 كيف استقبل المسلمون الصينيون رمضان؟



هكذا مرَّ الأسبوع الماضي على إخواننا من مسلمي الهند، حيث تأتي هذه الحوادث في إطار الانتهاك المستمر لأدنى حقوقهم التي كفلها لهم الدستور والقوانين المحلية والدولية، ولكنها ممارسات الهندوس المتطرفة تجاه المسلمين، التي لا رادع لها في ظل وجود هذه الحكومة التي ترى في المسلمين خصمًا لها يجب الخلاص منه مع الوقت.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة