مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (10)

غزة أجمل!

حاول عمر أن يفهم معنى كلمة تهجير التي يسمعها تتردد في الأخبار لكنه لم يفهم المقصود منها، فذهب إلى جدو حيث يجلس على مقعده المفضل قرب النافذة حيث أشعة الشمس الجميلة التي تدخل بكثير من الحب إلى مكتبته.

جدو حبيبي أين أنت؟!

ضحك جدو وهو يجيب حفيده بأنه في المكتبة، لكن الكثير من الكتب التي وضعها على المكتب حجبته عن رؤية حفيده له.

نظر عمر يميناً ويساراً باحثاً عن جدو حتى وجده بعدما أزال جدو عدداً من الكتب.

بمجرد أن لمح عمر جدو حتى قفز إليه بهدوء وكثير من الحب، وهو يسأله: حبيبي يا جدو، لماذا كل هذه الكتب؟!

ابتسم جدو بعد أن أجلس عمر على حضنه ووضع الكتاب الذي كان يقرأ به على المكتبة.

الكتاب عالم من المعرفة والتعلم، ومهما قرأ الإنسان فإنه بحاجة لأن يتعلم المزيد، لكن أخبرني ماذا جاء بك باحثاً عني؟!

جدو حبيبي، كثيراً ما أسمع كلمة التهجير لأهل غزة في الأخبار، لكن صراحة لا أفهم معناها.

أخذ جدو نفساً عميقاً قبل أن يجيب: أهل غزة أهل عزة وفخر كبير للمسلمين، لقد قاتلوا بشجاعة حماية ونصرة لدينهم ووطنهم، رغم المعاناة التي عاشها أهلها لأكثر من 15 شهراً كانت فترة عصيبة منع عنهم الاحتلال الطعام وقصفت البيوت على رؤوس أهلها بدون رحمة، ودمرت المستشفيات والمساجد والمدارس.

كان عمر ينظر إلى جدو بكثير من الحزن، وهو يسأل: هل هزمت غزة؟!

بسرعة أجاب جدو: لا يا عمر، أهل غزة لم يهزموا؛ بل انتصروا انتصاراً يغبطه أشراف العالم، لقد هزموا الاحتلال وكسروا شوكته.

ورغم كل شيء فعله الاحتلال لتشريدهم وأن يتركوا غزة، فإن أهلها صامدون بإذن الله تعالى، لن يتركوا غزة، وسيدافعون عنها، فهم رغم كل شيء يرفضون التهجير والمغادرة.

لقد دمرت بيوتهم، ورغم ذلك فهم يعيشون عوضاً عنها في خيام يتحملون المعاناة للبقاء في غزة، ورغم تدمير المدارس فإن الطلبة عادوا إليها ويتعلمون داخل خيام وهم يجلسون على الأرض، هم يرفضون الاستسلام، كما يرفضون الخروج من غزة.

لكن يا جدو رأيت دماراً كبيراً في الأخبار!

نعم يا عمر، الدمار كبير جداً؛ الأمر الذي يحتاج أن تتكاتف جهود المسلمين والعرب للوقوف معهم وإعادة بناء غزة، فلا يمكن السكوت وتركهم وحدهم فهم بحاجة للوقوف معهم.

عمر، وهو ينظر إلى جدو: هل ستعود غزة جميلة؟!

بالتأكيد يا عمر، ستعود غزة أجمل من قبل، ورغم الدمار فإنها ما زالت جميلة بصمودها وثباتها، ونصرها على الاحتلال.

سمع عمر وجدو صوت فاطمة تنادي: جدو الغالي، عمر حبيبي، أذان المغرب اقترب.

أسرع جدو وعمر إلى الجلوس على مقاعدهما في مائدة الإفطار، فأخذ هذه المرة مكان جدو بالدعاء بأن ينصر الله غزة ويحفظ أهلها ويعيدها أجمل من قبل، والجميع يردد: «آمين».

هل تعلم عن صمود غزة وأهلها؟ اسأل جدك عنها لتعلم أكثر عنها.


كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة