تعريب المصطلحات وحوسبة اللغة.. ضرورة معاصرة لسد الفجوة الهائلة بين العلم واللغة

د. محمود خليل

13 يناير 2025

6980

 في نسخته الثانية، عقد صالون د. سعيد العيسائي، الملحق الثقافي السابق للسفارة العمانية بالقاهرة، ندوته حول «اللغة العربية لغة الوحي والمعرفة».

شهد الصالون حضورًا علميًا راقيًا من كبار العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء والإعلاميين.

واستهله د. العيسائي مرحبًا بالضيوف وملقيًا الضوء على أهمية موضوع الندوة، التي تأتي تزامنًا مع الاحتفال بـ«اليوم العالمي للغة العربية».

ثم تحدث الكاتب الصحفي عمرو الكاشف من «وكالة أنباء الشرق الأوسط» بخصوص ضرورة تحري الدقة في ترجمة الأخبار الأجنبية، وخطورة دلالات الألفاظ طبقًا لثقافة أهل كل لغة.

كما تحدث في الموضوع نفسه بسنت ماجد، والكاتب الصحفي الكبير سامي حامد، رئيس التحرير السابق بجريدة «المساء» بالقاهرة، الصحفي السابق بجريدة «الوطن» بعمان.

وكانت مشاركة العلَّامة د. صابر عبدالدايم يونس، رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة، حول مزايا وإمكانات اللغة العربية بموسيقى الحرف والكلمة والأسلوب، ومدى أهمية وخطورة التعريب لسد الفجوة العلمية بين العلم واللغة.

فيما أكد الشاعر الباحث محمد حافظ ضرورة تيسير تدريس النحو والصرف والعروض، وتخير النماذج الصالحة لهذا الغرض من القديم والحديث.

كما تناول د. رفعت خيال، ود. محمد زيدان خطورة الدلالات القانونية للألفاظ المترجمة، ضاربين مثلًا ببراعة الشيخ رفاعة الطهطاوي في الترجمة القانونية.

اللغة العربية كانت وستبقى لغة الوحي والعلم والمعرفة

ثم تحدث الفنان يوسف جلال عن أهمية تعريب الإعلانات وأسماء المحال التجارية، مدللًا على تجربته الفنية في هذا المجال، ومشاركاته في الأعمال الفنية الناطقة بالفصحى، من مسلسلات ووثائقيات، أهمها الفيلم الوثائقي عن المفكر الكبير د. محمد عمارة.

وتحدثت الإعلامية الكبيرة نهى الرميسي عن مشكلات التعريب، وأزمة المصطلح العلمي، ووسائل تيسيره وتسييره بين الناس، خاصة في وسائل الإعلام، وأهمية الإرادة السياسية في هذا الباب، كما تناولت دور الإعلام الحديث في تيسير استخدام وتعليم اللغة، وتفصيح العامية، وتعميم الفصحى على نطاق عالمي، يتجاوز اللغات الشعبية والعامية والقطرية والمحلية.

وألقت قصيدة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم:

كل الجمال مؤانس وطروب           منه استجار العاشق المغلوب

وتنزه الولهان في نسماته                كالظبي يخفق قلبه المشبوب

سطعت شموس الخير فوق سمائنا     لا يعتريها غيبة وغروب

إذ عم خير في الدنا مثل العلا          يغشي النفوس جلاله فتذوب

إن الصلاة على النبي ملاذنا          من للعصاة إذ النفوس تتوب

وإذا القلوب تغافلت عن ذكره         تأسى العيون كما بكى يعقوب

وتناول إسلام بحيري دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في إنجاز أضخم معجم مرجعي للترجمة من وإلى اللغات الأجنبية الحية، تقوم به المؤسسة التابعة للملكة العربية السعودية.

وأكد د. وائل علي السيد، الأستاذ بتربية عين شمس، ضرورة الإسناد القانوني والسياسي لقضايا التعريب وتعميم المصطلحات، ومشاركته في هذا المجال في مصر والخارج.

وتناول د. عبدالحميد شلبي، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، دور جامعة السلطان قابوس في خدمة اللغة العربية في أنحاء العالم.

كما تحدث د. صلاح عاشور، العميد السابق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، حول التعاون اللغوي والمعجمي بين الكلية وجامعة السلطان قابوس.

المشاركون يوجهون التحية لجامعة الأزهر والكراسي العلمية لجلالة السلطان قابوس

فيما ألقي الشاعر الكبير بدري البشيهي قصيدته العصماء في اللغة العربية «هي الفصحى»، ومنها:

هي الفصحى عطاء الله ذي النعم         هي الفصحى لسان الحق في القدم

فسبحان الذي جلي حقيقتها                خلوداً خطه في اللوح بالقلم!

أنا زيت وفي المصباح أوقده           أنا المشكلة ضوئي كاشف الظلم

وفي ختام الندوة، ألقى د. سعيد العيسائي كلمته حول عطاء بعض الأعلام العمانيين في مجالات اللغة العربية والنحو والصرف والشعر والعروض، كالخليل بن أحمد الفراهيدي، والمبرد، والطبيب راشد بن عميرة.. وغيرهم، ودور كراسي السلطان قابوس بن سعيد للدراسات اللغوية والعربية والإسلامية في جامعات «جورج تاون» بالولايات المتحدة الأمريكية، و«ملبورن» بأستراليا، و«بكين» بالصين، و«أكسفورد» بالمملكة المتحدة.

كما وجه الضيوف والمشاركون التحية إلى سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية؛ قيادة وشعبًا، على الدور العالمي الكبير الذي تقوم به البلدان في حماية ونشر وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

من خلال المؤسسات العلمية العربية والإسلامية العريقة في كل من البلدين.

وأدار الصالون وشارك بكلمته «قبل أن تتحول لغتنا العربية إلى لاتينية ميتة» الشاعر الإعلامي د. محمود خليل.

[caption id="attachment_351423" align="alignnone" width="300"] د. سعيد العيسائي وعلى يساره د. محمود خليل[/caption]


تابعنا

أحدث المقالات

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة