مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (24)
جلسة قرآنية

ما أجملها من
جلسة اجتمع بها جدو، وعمر، وفاطمة، وأسامة، والجميلة ريتال! حيث يرتل بها كل واحد
منهم صفحة، ويفسر جدو بعض آياتها.
كل يوم تكون هذه
الجلسة الجميلة، حيث تعم البركة والخير، وفي تدارس القرآن خير كثير، وفيه اقتداء
بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في
رمضان، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا
يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ
مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».
وفي تلاوة عطرة
تلا جدو قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء: 82).
ويوضح جدو في
تفسير الآية الكريمة أن الشفاء لا يكون فقط برقيتها للأبدان، أيضاً شفاء للقلوب من
النفاق، والشك والجهالة.
عمر، وريتال،
يستمعان بحرص شديد، وهما يقولان: ماذا أيضاً يا جدو الغالي؟
ابتسم جدو، وهو
ينظر إلى حفيديه الجميلين: ونحن الآن في شهر رمضان الذي أنزل اللّه عز وجل فيه القرآن
في ليلة القدر؛ هداية للناس إلى الحق.
وهذا إن دل فإنه
يدل على أنك في شهر مختلف عن الشهور الأخرى، فهو شهر تنزل به القرآن، فهذا يؤكد بركة
القرآن في الشهر المبارك كما يقول في كتابه الكريم عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ
فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان) (البقرة:
185).
قالت فاطمة: الحمد
لله على نعمة القرآن، فأهل القرآن لهم مكانة عظيمة.
رد جدو: نعم يا
ابنتي الغالية، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ»، قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ
وَخَاصَّتُهُ».
دخل أسامة في
الحوار قائلاً: قرن الله عز وجل القرآن بالصيام، وجعلهما شفيعين لمن التزمهما،
فعنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي
مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّرَابَ بِالنَّهارِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، ويقولُ
القُرْآن: ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، فيشَفَّعَانِ».
قال جدو: نعم يا
ولدي، ففضل القرآن العظيم كبير جداً، الحمد لله على نعمة القرآن.
ريتال بكثير من
الجمال والبراءة: يعني نحن من أهل الله تعالى وخاصته يا جدو؟!
ابتسم جدو وهو
ينظر إليها بكثير من الحب: إن شاء الله تعالى يا قلب جدو، نكون كذلك.
والجميل أن عمر
يكتب كل ما تعلمه بكل يوم بالجلسة القرآنية، ويحدّث بها أصدقاءه، فهو يعيد الجلسة
معهم.
وقبل أن تختم
العائلة الجلسة القرآنية الجميلة فلا بد من الدعاء بالخير لهم وللمسلمين، وأن يحرر
الله تعالى الأسرى والمسرى، وأن يفرج كرب غزة العزة.
كن مثل عائلة
عمر الجميلة، وهم يجتمعون على تلاوة القرآن وتفسيره، ستجد الكثير من الخير والبركة
والعلم النافع، شجع عائلتك على ذلك.