مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (26)
مفاجأة العائلة!

تحركات غريبة في
المنزل، والكلام يتخذ بنبرة الهمس بين أفراد العائلة ماعدا فاطمة التي كانت تشعر
بوجود شيء لكنها حقيقة لم تدرك ماذا يحدث؟
حاولت السؤال إن
كان أحد من أفراد عائلتها يحتاج مساعدة، لكن الجميع على ذات الإجابة: جزاك الله
خيراً، شكراً، حينما نحتاج لمساعدتك بالتأكيد سنخبرك.
شعور فاطمة كان
يزداد كل يوم، لكن حرص جدو، وأسامة، وعمر، وريتال على إخفاء كل شيء كان كفيلاً بألا
تعلم ماذا يحدث.
عمر كان كثير
الخروج تارة مع والده، ومرات عديدة مع جدو، وكذلك حال ريتال.
وفي كل مرة كان
يحمل أسامة مظاريف، بدون أن يجعل فاطمة تطلع عليها، وكذلك الحال كان بالنسبة لجدو،
وعمر، وريتال.
وكانت اجتماعات
جدو، وأسامة، وعمر، وريتال كثيرة في الفترة الأخيرة.
أسامة: زوجتي
الغالية، سنذهب إن شاء الله بعد صلاة الظهر للتسوق، فهنالك بعض الأشياء البيت
بحاجة إليها.
فاطمة: إن شاء
الله، سوف أصلي الظهر وأجهز نفسي بسرعة.
افترش جدو سجادة
الصلاة، وجهز عمر أماكن والده ووالدته وريتال كذلك للصلاة جماعة.
وبعد الصلاة ما هي
إلا دقائق قليلة حتى جهزت فاطمة نفسها، وارتدت حجابها وعباءتها الفضفاضة المرتبة.
فاطمة: أنا
جاهزة يا أسامة.
فاطمة: والدي
الغالي، سوف أذهب إلى السوق، هل تحتاج من هنالك شيئاً أحضره لك؟
جدو: بارك الله
فيك يا ابنتي، أرغب في بعض المكسرات اللذيذة غير المملحة.
فاطمة: على رأسي
وعيني يا والدي.
فاطمة: عمر،
وريتال، اسمعا كلام جدو، وسوف أحضر لكل واحد منكما الحلوى اللذيذة.
عمر، وريتال،
يقفزان فرحاً: حلوى، حلوى.. حاضر يا أمي.
ما إن خرج أسامة،
وفاطمة، حتى عمل جدو، وعمر، وريتال مثل خلية النحل في حيويتها ونشاطها حيث اهتم
جدو بإعداد الإفطار، وريتال بوضع الزهور على المائدة، أما عمر فكان يساعد جدو في
إعداد الطعام.
وبعد التسوق وفي
طريق العودة، أسامة توقف عن سياقة السيارة.
فاطمة: لماذا
توقفت، لا أريد التأخر عن صلاة العصر وإعداد الإفطار؟!
أسامة: أولاً
سنذهب للجامع للصلاة العصر، وبعد ذلك سنذهب لشراء أشياء كنت نسيتها.
وبعد ما يقارب
ساعة ونصف ساعة، أرسل جدو رسالة إلى أسامة يخبره بأن كل الأمور تمام.
عاد أسامة،
وفاطمة، وهما يحملان أشياء، وبمجرد أن دخلا البيت، وقفت فاطمة مدهوشة: السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما هذه الزينة
الجميلة، ورائحة الطعام اللذيذة، في هذه اللحظة أخذت عيناها بدموع الفرح حينما
وجدت لافتة مكتوب عليها: «جزاك الله خيراً على تعبك وطعامك اللذيذ في شهر رمضان
المبارك».
مائدة الإفطار
كانت مميزة، حيث صنعت بحب وكانت تحتوي على العديد من الهدايا الجميلة التي أعدها
الجميع بمثابة رسالة حب وشكر لفاطمة لعنايتها واهتمام بهم في رمضان، فأرادت
عائلتها التعبير عن شكرهم وامتنانهم لها بهذه الأجواء الجميلة.
ما أجملها من
عائلة! هل فكرت أن تعمل مثل عائلة عمر؟ شجع أفراد عائلتك على ذلك.