مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية (27)
خلطة أم أسامة العجيبة!

غالباً تحب
فاطمة أن تسأل جدو عن الطعام الذي يحب أن تعده على مائدة الإفطار.
فاطمة: والدي
الغالي، ماذا تحب أن أطهو اليوم؟
جدو أخذ نفساً
عميقاً قبل أن يجيب، فقد حمل بذلك الذكريات الجميلة: السماقية.
فاطمة: ما
أطيبها من أكلة! كانت تعدها والدة أسامة رحمها الله تعالى.
فاطمة: كانت
كلما أعدت هذه الأكلة لا بد أن تزيد من كميتها، وتوزعها على الجيران، والأهل
والأصدقاء.
أسامة: ونحن إن
شاء الله سنفعل مثل صنيعها، ونجعلها بنية الصدقة عنها.
هذا الكلام
الطيب أسعد جدو كثيراً، فكان يحب والدة أسامة كثيراً، فكانت نعم الزوجة المخلصة
المطيعة لربها الحنونة على أطفالها.
جدو: قضيت معها
أربعين عاماً في غاية الجمال، كانت راضية صابرة لا تشتكي، كلامها طيب، صادقة لا
تعرف الكذب، تحب الخير، تحافظ على صلاتها ووردها من القرآن، وصيام الفرض والنوافل،
تقنع برزقها لا تنظر إلى غيرها، نظيفة ومرتبة، كانت مثل الفراشة في خفتها
وحيويتها.
أسامة، وفاطمة:
الله يرحمها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة.
جدو: آمين.
فاطمة: زوجي
الغالي، أحتاج إلى مكوناتها لحماً، وحمصاً، وسلقاً، وبصلاً، والكثير من السماق،
والطحينة، والبهارات.
أسامة: على عيني
ورأسي.
جدو: أرغب
بالذهاب معك إلى السوق، فكنت أحب أن أشتري هذه الأشياء، وأساعد والدتك بذلك.
وبعد عودتهما من
السوق كانت الأشياء كثيرة، الأمر الذي يحتاج مساعدة جدو، وأسامة، وعمر، وريتال،
وبالفعل الجميع ساعد فاطمة في إعدادها.
والجميل أنهم
أثناء العمل كانت ألسنتهم لا تتوقف عن الاستغفار والتسبيح.
وبعد ما يقارب 3
ساعات، تم سكبها بأطباق جميلة، وتوزيعها على الجيران، والأقارب والأصدقاء كما كانت
تفعل والدة أسامة كلما كانت تطهوها فطعمها لذيذ جداً ذات فوائد غذائية كبيرة.
هل تعلم ماذا
تحب جدتك؟! كن مثل عائلة عمر في حب الخير وإطعام الطعام.