شهوة الشراء عبر المواقع الإلكترونية عند النساء

محرر الأسرة

27 يناير 2025

2818

 

إدمان التسوق الإلكتروني، أو يمكن أن يكون إدمان التسوق في كل وقت وحين، قلما تجد بيتاً من بيوت المسلمين اليوم إلا ويوجد به أحد هؤلاء المدمنين لعمليات الشراء بصرف النظر عن السلعة التي تستهوي ذلك المدمن شراءها، فهو يشتري على أي حال، وهو يشتري مهما كانت السلعة، ومهما كانت حاله أو هو في حاجة إليها أو لا يحتاجها، وغالباً من يكون ذلك فتاة، أو امرأة مسؤولة، تشتري السلعة، ثم تبحث إن كانت في حاجة إليها من عدمه.

واستشرى هذا المرض في مجتمعاتنا التي تعاني في الأساس من كونها سوقاً عالمية لشراء المنتج الغربي، ليضاف إليها إشكالية أخرى تخص الوعي الأسري وتتحول لمرض اجتماعي يكاد يعصف بالبيوت المستقرة، خاصة ضعيفة الحال منها.

وقد ساهم في نشر تلك الظاهرة، استخدام أجهزة الهواتف المحمولة، وانتشار الحملات المكثفة من تلك المتاجر والعرض في صور تثير تلك الشهوة، هذا غير سهولة وصول المنتج حتى البيت دون كلفة الذهاب لها في أماكن بعيدة، وهناك عدة عوامل ساهمت في تطور هذه الظاهرة وانتشارها ووقع الكثيرون في فخ عمليات نصب كبيرة.

عوامل انتشار ظاهرة الشراء عبر المواقع الإلكترونية

1- الوسائل الإعلانية القوية لإغراء المتابعين؛ حيث تستهدف الحملات الإعلانية القوية التي تستخدمها منصات البيع من أكبر أسباب شراهة التسوق عند الفئات المستهدفة خاصة بين النساء، فهي تقدم السلع مبدعة وتسهل عملية الشراء؛ حيث يصل المنتج حتى العميل دون بذل معاناة التحرك من البيت للبحث عنه أو الحصول عليه.

ومما يلاحظه مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أنه حين يبحث عن سلعة ما أو يستخدم محركات البحث للسؤال عن منتج ما؛ تنهال عليه صور هذا المنتج من شركات مختلفة وبشكل مكثف، وذلك وكما يقول خبراء الإنترنت أن تلك الشركات تحلل بيانات المستخدمين باستخدام موضوعات البحث الخاصة بهم، فتعرف أفكارهم واستعداداتهم للشراء وللسلع التي يريدون الحصول عليها، وبالتأكيد أن الكثيرين منا كانت لهم تجربة أو أكثر في هذا الخضم، ليجد نفسه مستهدفاً بصورة ما لتلك المواقع وهو ما يعرف في عالم الإعلانات بـ«الإعلانات الموجهة».

2- العروض والتخفيضات المغرية والمستمرة: وتنتشر التخفيضات (غير الحقيقية غالباً) في مواسم معينة طوال العام، ومن العجيب أنك تجد بعض النساء يسألن عن استخدامات السلعة حين يرونها، ومع ذلك تجري عملية الشراء؛ ما يعني أنها بالتأكيد قامت بشراء سلعة ليست في حاجة إليها، لكنهن يشترين لمجرد الشراء.

3- القيام باقتناء الأشياء بعمليات الشراء تشبع رغبة لدى الإنسان عموماً، فتمنحه شعوراً بالسعادة، وإن كان شعوراً مؤقتاً، كذلك تمنحه بعض الهروب من الواقع بالعيش في لذة الاقتناء والاستحواذ فيتخفف من بعض التوتر والضغوط النفسية ومشاعر القلق، فيحسب أنه قد حصل على السعادة التي يفتقدها، لكنه سرعان ما يعود لما كان عليه، ثم يعاود عمليات الشراء ليصير أسيراً داخل دائرة مغلقة.

4- غياب القناعة وعقد المقارنات؛ حيث تقع المرأة فريسة التطلع لما في يد الآخرين ولمقتنياتهم، مع حب التقليد والمنافسة على سفاسف الدنيا، فلا تكاد تراها قانعة بحالها أبداً، فهي في حالة مقارنة دائمة مع جارتها، أو قريبتها.

موقف الإسلام من الإسراف في الشراء والاقتناء

كره الإسلام الإسراف في كل شيء حتى لو كان مباحاً، فيقول الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31)، وقال تعالى: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً {26} إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) (الإسراء).

هل الإسراف في الشراء مرض نفسي؟

يعرض موقع «الكونسلتو» تحت عنوان «7 أعراض تكشف إصابتك بهوس الشراء.. إليك أسبابه وكيفية علاجه»: يعتبر هوس الشراء أو كما يطلق عليه «اضطراب التسوق القهري»، أحد أنواع الإدمان النفسي، ويصيب النساء بشكل أكبر من الرجال، ويعاني أصحابه من الحاجة المستمرة للإنفاق.

وأظهرت بعض الدراسات أن متوسط عمر الأشخاص الذين يعانون من إدمان التسوق 30 عامًا، في حين أن دراسات أخرى قد أكدت أن التسوق القهري يزداد بنسبة كبيرة في الفئة العمرية المتراوحة من 18 إلى 20 عامًا.

أعراض هوس الشراء

1- التسوق بشكل يومي أو أسبوعي.

2- متابعة تخفيضات وعروض المحلات بشكل مستمر.

3- الإحساس بالمتعة والنشوة عند التسوق.

4- الاعتماد على التسوق كوسيلة لتحسين المزاج والتخلص من التوتر.

5- شراء أشياء غير ضرورية.

6- الشعور بالندم بعد إنهاء التسوق وفقدان الرغبة الشرائية.

7- عدم القدرة على الادخار وسداد المديونيات.

علاج ظاهرة شهوة الشراء

ومما يساعد في الحد من ظاهرة الشراء المجرد عند الفرد المسلم:

1- أن ينظم الفرد مشترياته الشهرية ويحدها بما هو مطلوب وضروري ونافع، مع مراعاة الاحتياجات التي يمكن أن تجدّ أثناء الفترة الزمنية التي يحددها.

2- التريث والتفكير الجيد قبل اتخاذ قرار الشراء، وليعط الشخص نفسه فرصة للتفكير ومدارسة الاحتمالات قبل إجراء عملية الشراء.

3- الإقلال من التعرض لمواقع البيع الإلكتروني، وتمرير الإعلانات الموجهة دون الاطلاع عليها أو مناظرتها مما سيقلل من ظهورها أمام المتابع.

4- الاستعانة بأهل البيت في حال الاختيار للشراء، ومشاركتهم في الأمر كي يقرروا الشراء من عدمه وإعانته على ذلك، وإذا كان الأمر خارجاً عن السيطرة؛ يمكن اللجوء إلى معالج نفسي متخصص في الإدمان السلوكي.

 


كلمات دلاليه

تابعنا

أحدث المقالات

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة