كارثة إنسانية تلوح في الأفق.. الاحتلال يستخدم المياه كسلاح ضد غزة

تتفاقم الأوضاع
الإنسانية الكارثية في قطاع غزة بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي بوقف إمدادات
الكهرباء والمياه والمساعدات الإنسانية، في خطوة تُنذر بكارثة غير مسبوقة تهدد
حياة 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في ظل حصار خانق ونقص حاد في الموارد الأساسية.
وبينما تستمر الخلافات
حول تمديد اتفاق وقف إطلاق النار أو الدخول في مفاوضات جديدة، تدفع غزة ثمن
التصعيد الإسرائيلي بحرمانها من أبسط حقوقها الإنسانية، في انتهاك صارخ للقوانين
الدولية.
أزمة مياه خانقة.. واحد من كل عشرة يحصل على ماء نظيف
منظمة اليونيسيف حذرت
من أن أزمة المياه في غزة وصلت إلى مستويات حرجة، حيث شخص واحد فقط من كل 10 أشخاص
يستطيع الوصول إلى مياه شرب نظيفة، مما يهدد بتفشي الأمراض والأوبئة بين السكان.
إغلاق الاحتلال لمعابر
غزة، ووقف دخول الوقود أدى إلى تعطّل محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع، والتي
كانت توفر 18 ألف متر مكعب من المياه يوميًا، مما يزيد من احتمالية تدفق مياه
الصرف الصحي إلى البحر، وينذر بكارثة بيئية وصحية غير مسبوقة.
المخابز تغلق أبوابها.. والخبز يصبح رفاهية نادرة
أدى منع الاحتلال لدخول
البضائع والوقود إلى إغلاق العديد من المخابز في القطاع، حيث كشف رئيس جمعية أصحاب
المخابز في غزة، عبدالناصر العجرمي، أن 6 مخابز من أصل 22 توقفت عن العمل بسبب
نفاد غاز الطهي، مؤكدًا على أن المخابز المتبقية قد تتوقف خلال أيام ما لم يتم
إدخال الوقود والطحين بشكل عاجل.
حتى قبل الإغلاقات
الأخيرة، لم تكن المخابز كافية لتلبية احتياجات السكان، ومع الإغلاق الحالي، فإن
الوضع يتجه نحو أزمة غذائية حادة، مما يجعل رغيف الخبز رفاهية نادرة في غزة.
الاحتلال يواصل العقاب الجماعي.. والمجتمع الدولي مطالب
بالتحرك
وزير الطاقة الإسرائيلي
إيلي كوهين صرّح علنًا بأنه أصدر تعليمات مباشرة بوقف إمدادات الكهرباء إلى غزة،
زاعمًا أن ذلك «وسيلة
للضغط على حماس»،
متجاهلًا التداعيات الكارثية لهذا القرار على ملايين المدنيين الأبرياء.
المتحدث باسم شركة
توزيع الكهرباء في غزة، محمد ثابت، أكد على أن هذا القرار سيحرم سكان المناطق
الوسطى والجنوبية من المياه النظيفة، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض.
وحذرت سلطة المياه
الفلسطينية من أن البلديات قد تضطر إلى تصريف مياه الصرف الصحي إلى البحر، مما
ينذر بتفاقم أزمة التلوث البيئي وانتشار الأمراض المعدية.
هجوم إسرائيلي يستهدف مدنيين رغم وقف إطلاق النار
رغم استمرار اتفاق وقف
إطلاق النار منذ 19 يناير، فإن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يواصل هجماته على قطاع
غزة، حيث قتل 3 فلسطينيين في مخيم البريج بعد غارة جوية إسرائيلية، في مؤشر خطير
على هشاشة الاتفاق.
الجيش الإسرائيلي زعم
أنه استهدف أشخاصًا يحاولون زرع متفجرات، في حين تؤكد الجهات الطبية الفلسطينية على
أن الضحايا مدنيون عُزّل.
إدانات دولية واسعة.. واتهامات بارتكاب إبادة جماعية
منظمة العفو الدولية
وصفت قرار الاحتلال بقطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه بأنه «قاسٍ
وغير مشروع»،
معتبرةً ذلك «سلاح
حرب»
يُستخدم ضد الفلسطينيين.
المنظمة أكدت على أن
هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وهي دليل إضافي على
جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها «إسرائيل»
في غزة.
دعت العفو الدولية
المجتمع الدولي إلى عدم السماح لـ«إسرائيل»
باستخدام المياه كسلاح حرب، مشددةً على أن الوقود والغذاء والمياه ليست أدوات ضغط
سياسي، بل حقوق أساسية لا يمكن التلاعب بها.
وأوضحت المنظمة أن الاحتلال الإسرائيلي ملزمٌ قانونيًا، بصفته قوة احتلال، بضمان توفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين، إلا أنه يواصل سياساته القائمة على فرض التجويع وإخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية مدمرة.