ما تبقى من رمضان في قلبي خالد وحنان

سيناريو: أمين حميد
رسوم: عصام الشرقاوي
لم تسَع الفرحة خالداً عندما أشرق صباح العيد.. حيث لبس ملابسه الجديدة وتطيب بأجمل الأطياب، ثم انطلق مسرعاً إلى غرفة أخته حنان.. وصرخ بأعلى صوته: هييييي.. وأخيراً انتهى رمضان والجوع والعطش والسهر وجاء العيد بكل أفراحه ومباهجه..
هيا بنا نسرع
برفقة والدينا إلى مصلى العيد.
قطبت حنان
جبينها، وقالت لأخيها بصوت يملأه العتب:
وهل كان رمضان
ثقيلاً عليك إلى هذا الحد؟!
ألم يكن رمضان
بالنسبة لك إلا مجرد جوع وعطش وسهر وتعب!
قال خالد: ماذا
تقصدين بقولك: بالنسبة لك؟
وماذا هو
بالنسبة لك يا أختي العزيزة؟
عدلت حنان من
جلستها وقالت لأخيها: إن لم تكن قد عرفت أسرار الصيام ودروس رمضان في رمضان فتعال
أوضحها لك حتى نعيش أخلاق رمضان في سائر الأيام.
جلس خالد وقال
لأخته: كلي آذان مصغية.. هاتي ما عندك واختصري حتى لا نفوت موعد صلاة العيد.
قالت حنان: لقد
كان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة
أشهر أن يتقبله منهم.
ملأت الدهشة
عيني خالد وقال: يا إلهي، هذا يعني أن رمضان حاضر في قلوبهم وعقولهم طوال العام!
قالت حنان:
نعم.. هو كذلك كان عندهم وكذلك ينبغي أن يكون عندنا.. وذلك لأنهم قدوتنا بعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب: 21).
قال خالد: وكيف
نصنع إذا أردنا أن نكون مثل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع
رمضان؟
قالت حنان: نبحث
في كتاب الله عن آيات الصيام ونرى ما هي الغايات التي جعلها الله للصيام فنتحقق
بها.. ثم نطالع سُنته عليه الصلاة والسلام ونرى ما الأخلاق التي ينبغي أن يتخلق
بها الصائم فنحرص قدر ما نستطيع أن نتمثلها في حياتنا طوال العام.
قال خالد: أبرز
غاية للصيام هي التقوى كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ) (البقرة: 183).. فكيف نمارس التقوى في حياتنا اليومية طوال العالم؟
قالت حنان:
باختصار شديد، التقوى أن نلتزم أوامر الله، وأن نجتنب نواهيه.
قال خالد: وهذا
يعني أن نكون على علم بهذه الأوامر والنواهي.
قالت حنان:
ولهذا يجب علينا ألا نفوت حضور حلقات العلم، سواء التي يقيمها أبي في البيت أو تلك
التي تقام في المساجد.
قال خالد: لقد
حفزتني للالتحاق بحلقة تحفيظ القرآن الكريم الموجودة في مسجد حيناً.. ففيها يتعلم
أصدقائي القرآن الكريم والسُّنة النبوية.
قالت حنان: وهذا
الذي تسمعه مني هو من فوائد التحاقي بحلقة التحفيظ التي وجدت في الالتحاق بها
الخيرية التي ذكرها رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام في قوله: «خَيْرُكُمْ مَن
تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ» (صحيح البخاري).