دعوة للإنجاز في وقت الأزمات (6)
مراحل الخروج من الأزمات بإنجازات

إن الخروج من الأزمات أمر يتطلب المرور بعدد من المراحل التي تستوجب على الفرد السعي الحثيث، للتخلص من هذه الأزمات بإقرار الأضرار الممكنة، ومن تلك المراحل المهمة التي يجب على الشخص أو المؤسسة خوض غمارها، ما يلي:
1- التعامل مع
المحيط والموجودات من حولك، كما لو كنت لأول مرة تعرفها.
2- التسلح
بالأمل وعدم الانهزام وقبول التحدي من أجل الاستمرار، حتى لو تكرر السقوط.
3- الدافع
الروحي الذي يجعلك تؤمن أن كل ما تقوم به إنما هو عبر (وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى) (الأنفال: 17)؛ وعليه فالبالون الغزاوي هو بالفعل أقوى أثراً من
المدفع.
4- المواءمة مع
الظرف المحيط أولاً، ثم عبر هذه المواءمة الانطلاقة نحو الإنجاز.
5- مفهوم «الإنجاز»
يكمن في الارتقاء الذي وصل إليه حتى وإن صغر.
6- أن تؤمن أن
ثمة مسارات لا حصر لها للوصول للهدف، فإن لم توفق في مسار فثمة مسارات أخرى تنتظر
الاستكشاف.
7- أن تستمتع
بما أنت فيه من عمل استكشافي، ولا تجعل الهم ينتزعك نحو الأسفل فتخنع.
8- حفّز من حولك
بقصص من تمكن من الخروج من أزمته وهو في البحر دون قارب؛ متشبثاً بخشبة، أو صار في
حفرة لم يتمكن من الخروج منها على مدى شهر، أو من تمكن من أن يقطع صحراء ثلجية
شاسعة دون مؤونة على مدى أسبوعين، أو ذاك الذي صنع طعاماً له مما هو متاح له من
الكائنات من حوله.
9- أن تؤمن من
أن ثمة أدوات مع كل ظرف محيط، فما عادت تلك الأدوات التي اعتدت عليها حال الرخاء
حاضرة، وعليه تعرف على أدواتك الجديدة كي تستعملها في صناعة إنجازك.
10- أن تتعامل
مع عامل الوقت بأسلوب مغاير عما تعلمك به الساعة والأيام، فإن كانت أدواتك السابقة
تختزل لك الوقت فتنجز أعمالك في دقيقة أو ساعة، فلقد صارت أعمالك في الظرف الحالي
تنجز في مدى زمني؛ الدقيقة فيه ستصبح ربما ساعات والساعة أياماً، بل أسابيع.
11- أن تؤمن أن
الحياة مليئة بالأحجيات والألغاز، والأصل فيها هو أن تتجاوزها لتظفر بالإنجاز، فما
الأزمة التي تحيط بك إلا نوع من أنواع الأحجيات، فتعامل معها برفق، واستمتع بالخوض
في حلها، واحذر من أن تجعلك مضطرباً أو منهزماً، بل كافئ نفسك يومياً بما تعلمته
ولم تكن تعرفه من قبل.
12- ليكن ضمن
دافعك في الإنجاز سعيك لهؤلاء الذين يعيشون في الغابات، وانقطعت بهم سبل التعلم
والنهوض بالصناعات، أو مع أولئك الذين يعيشون في الجبال وحرمتهم المسافات أن
يطوروا ما ينجزون أو ما يصنعون.
ولكن يجب ألَّا
ننسى أن لكل إنجاز عدداً من الضوابط والمسارات، ومن تلك الضوابط الحاكمة ما يلي:
1- الظرف المحيط
بالأزمة: إن البيئة ونظام العمل في بريطانيا كان يسمح للتكامل، كما أنه مرن في
تفويض منظمات المجتمع المدني بمشاركتها في إدارة شؤون البلاد، وهذا لن نجده في بلد
فقير، حيث البيروقراطية والفقر والتسلط الحكومي، أو ظرف بيئة دولة قد مزقتها
الحرب.
2- جغرافية
البلد: بلاد تضاريسها يغلب عليها الرمال الصحراوية سيختلف التعامل فيها مع الأزمات
عن بلد باردة ويكثر فيها معدل سقوط الأمطار والثلوج.
3- شكل النظام
السياسي: فالظرف المحيط بالمؤسسات الأمريكية يختلف عن الظرف المحيط بالمؤسسات في
الصومال، الاختلاف يكمن في الدعم والأنظمة والتشريعات المحيطة.
4- شكل
التكنولوجيا (المتاحة): التكنولوجيا «الإسرائيلية» تفوق الفلسطينية في الهجوم
والدفاع، وعليه لاحظنا تعاملاً مختلفاً فيما بين الطرفين حيال ما يواجههما من
أزمات.
5- موارد الدولة
الطبيعية: زراعة، معادن.. إلخ، فدولة مثل الفلبين أو بنغلاديش، حيث الخضرة
والغابات تختلف عن تلك التي في الجزيرة العربية، حيث المساحة الأكبر للصحراء.
6- إدراك نوع
الاحتياج: ومدى إتاحة المواد، والبنية التحتية اللازمة للإنجاز؛ إن عدم وجود بنية
تحتية لا يعني عدم توفر عناصر الإنتاج، فالاحتياج في دول أفريقيا الفقيرة يكون
للماء بالدرجة الأولى، في حين يكون الاحتياج في بنغلاديش حيث المدارس العائمة
للتراب.
وإن المتأمل في
ظلال معاني اللفظة النبوية «فليغرسها» إذا جاءت الساعة، في الحديث النبوي، سيجد
عدداً من الحقائق المهمة، ومنها:
1- أنها تشير
لعمل ليس بالضرورة جماعياً.
2- أن يكون
الفرد مستعداً وبحوزته مشروع ما.
3- الغرس يحتاج
لثلاث خطوات: منتج (مشروع)، حفر (مجازي) تتعدد معانيه، مجهود للغرس.
4- ليس بالضرورة
أن يكون مستوفياً للجدوى الاقتصادية، أو لدراسة الأخطار.
5- التوكل على
الله أصل ثابت عند الغرس، والإيمان بما في يد الله عنصر أساسي في الإنجاز مع الله
فيما غرست، مع علمك أنه قد لا يستفيد أحد من البشر مما غرست، لكنك تجسد علاقة
استسلامك وامتثالك (في تلك الساعة).
6- ثمة علاقة مع
الظرف والسرعة أي أن تكون أبداً على أهبة الاستعداد.