مراحل الخروج من الأزمات بإنجازات
![](https://mugtama.com/storage/uploads/3oiJt3NCs4sHaSEpo0UF2ii6d5L0bWW6EUTDoT0c.jpg)
إن الخروج من الأزمات أمر يتطلب المرور بعدد من المراحل التي تستوجب على الفرد السعي الحثيث، للتخلص من هذه الأزمات بإقرار الأضرار الممكنة، ومن تلك المراحل الهامة التي يجب على الشخص أو المؤسسة خوض غمارها، ما يلي:
مراحل الخروج من الأزمات:
1- التعامل مع المحيط والموجودات من حولك، كما لو كنت لأول مرة تعرفها.
2- التسلح بالأمل وعدم الانهزام وقبول التحدي من أجل الاستمرار، حتى لو تكرر السقوط.
3- الدافع الروحي الذي يجعلك تؤمن أن كل ما تقوم به إنما هو عبر (ولكن الله رمى) وعليه فالبالون الغزاوي هو بالفعل أقوى أثرا من المدفع.
4- المواءمة مع الظرف المحيط أولا، ثم عبر هذه المواءمة الانطلاقة نحو الإنجاز.
5- مفهوم "الإنجاز" يكمن في الارتقاء الذي وصلت إليه حتى وإن صغر.
6- أن تؤمن أن ثمة مسارات لا حصر لها للوصول للهدف، فإن لم توفق في مسار فثمة مسارات أخرى تنتظر الاستكشاف.
7- أن تستمتع بما أنت فيه من عمل استكشافي، ولا تجعل الهم ينتزعك نحو الأسفل فتخنع.
8- حفز من حولك بقصص من تمكن من الخروج من أزمته وهو في البحر دون قارب؛ متشبثا بخشبة، أو صار في حفرة لم يتمكن من الخروج منها على مدى شهر، أو من تمكن من أن يقطع صحراء ثلجية شاسعة دون مؤونة على مدى أسبوعين، أو ذاك الذي صنع طعاما له مما هو متاح له من الكائنات من حوله.
9- أن تؤمن من أن ثمة أدوات مع كل ظرف محيط، فما عادت تلك الأدوات التي اعتدت عليها حال الرخاء حاضرة، وعليه تعرف على أدواتك الجديدة كي تستعملها في صناعة إنجازك.
10- أن تتعامل مع عامل الوقت بأسلوب مغاير عما تعلمك به الساعة والأيام، فإن كانت أدواتك السابقة تختزل لك الوقت فتنجز أعمالك في دقيقة أو ساعة، فلقد صارت أعمالك في الظرف الحالي تنجز في مدى زمني؛ الدقيقة فيه ستصبح ربما ساعات والساعة أياما بل أسابيع.
11- أن تؤمن أن الحياة مليئة بالأحجيات والألغاز، والأصل فيها هو أن تتجاوزها لتظفر بالإنجاز، فما الأزمة التي تحيط بك إلا نوع من أنواع الأحجيات، فتعامل معها برفق، واستمتع بالخوض في حلها، واحذر من أن تجعلك مضطربا أو منهزما، بل كافئ نفسك يوميا بما تعلمته ولم تكن تعرفه من قبل.
12- عزز إيمانك بما يجعلك متقدما أمام العدو الذي جعلك فيما أنت فيه من أزمة، عبر ما سيفضي إليه سعيك في الإنجاز من أنك ستسبق هذا الذي عطّل مسيرتك.
13- ليكن ضمن دافعك في الإنجاز هو سعيك لهؤلاء الذين يعيشون في الغابات، وانقطعت بهم سبل التعلم والنهوض بالصناعات، أو مع أولئك الذين يعيشون في الجبال وحرمتهم المسافات أن يطوروا ما ينجزون أو ما يصنعون.
وعليه نلاحظ أن الأسلوب الذي، بناء عليه، تمكن هؤلاء من التعامل مع أزماتهم للخروج منها بمنجزات، يتضح بشكل جليّ عبر هذا الجدول التالي:
![](https://www.mugtama.com/storage/uploads/FJDjS4zg4uqtawS6w7KfdrM7ywdvmR7EBxCMQO5u.jpg)
ولكن يجب ألَّا ننسى أن لكل إنجاز عددا من الضوابط والمسارات، ومن تلك الضوابط الحاكمة ما يلي:
1- الظرف المحيط بالأزمة
إن البيئة ونظام العمل في بريطانيا كان يسمح للتكامل كما أنه مرن في تفويض منظمات المجتمع المدني بمشاركتها في إدارة شؤون البلاد، وهذا لن نجده في بلد فقير، حيث البيروقراطية والفقر والتسلط الحكومي، أو ظرف بيئة دولة قد مزقتها الحرب.
2- جغرافية البلد
بلاد تضاريسها يغلب عليها الرمال الصحراوية سيختلف التعامل فيها مع الأزمات عن بلد باردة ويكثر فيها معدل سقوط الأمطار والثلوج.
3- شكل النظام السياسي
فالظرف المحيط بالمؤسسات الأمريكية يختلف عن الظرف المحيط بالمؤسسات في الصومال، الاختلاف يكمن في الدعم والأنظمة والتشريعات المحيطة، ومع ذلك وبالرغم من الدعم الذي تحظى به المؤسسات الأمريكية فإننا نجدها تصاب بأزمات عديدة، وهو ما يَسَّر لتشريعات وقوانين مهدت لظهور شركات مثل فيدرال إكسبرس الناقلة للطرود البريدية.
4- شكل التكنولوجيا (المتاحة)
التكنلوجيا الإسرائيلية تفوق التكنلوجيا الفلسطينية في الهجوم والدفاع، وعليه لاحظنا تعامل مختلف فيما بين الطرفين حيال ما يواجههم من أزمات.
5- موارد الدولة الطبيعية
زراعة، معادن، ..الخ، فدولة مثل الفلبين أو بنغلاديش، حيث الخضرة والغابات تختلف عن تلك التي في الجزيرة العربية، حيث المساحة الأكبر للصحراء.
6- إدراك نوع الاحتياج
ومدى إتاحة المواد، والبنية التحتية اللازمة للإنجاز.. إن عدم وجود بنية تحتية لا يعني عدم توفر عناصر الإنتاج، فالاحتياج في دول إفريقيا الفقيرة يكون للماء بالدرجة الأولى، في حين يكون الاحتياج في بنغلاديش حيث المدارس العائمة للتراب.
وإن المتأمل في ظلال معاني اللفظة النبوية «فليغرسها» إذا جاءت الساعة، في الحديث النبوي، سيجد عددا من الحقائق الهامة، ومنها:
1- أنها تشير لعمل ليس بالضرورة جماعي.
2- أن يكون الفرد مستعدا وبحوزته مشروع ما.
3- الغرس يحتاج لثلاث خطوات:
أ- منتج (مشروع)
ب- حفر (مجازي) تتعدد معانيه.
ج- مجهود للغرس.
4- ليس بالضرورة أن يكون مستوفيا للجدوى الاقتصادية.
5- أو لدراسة المخاطر.
6- التوكل على الله أصل ثابت عند الغرس والإيمان بما في يد الله عنصر أساسي في الإنجاز مع الله فيما غرست، مع علمك أنه قد لا يستفيد أحد من البشر مما غرست، لكنك تجسد علاقة استسلامك وامتثالك (في تلك الساعة).
7- ثمة علاقة مع الظرف والسرعة أي أن تكون أبدا على أهبة الاستعداد.
8- إنها فسيلة، فما هي مواصفات الفسيلة؟
أ- الصغر
ب- النمو
ج- فهو ليس مشروعا معقدا أو كبيرا.
د- في يده ما يشير إلى سهولة التناول.
هـ- متاح للجميع وليس فيه عناصر الندرة.
و- لم يقل يديه الاثنتين بل يد واحدة.
وبالتالي يتضح بشكل ملموس وواضح من هذا الطرح أنه يجب السعي للخروج من الأزمات بالتأني والسعي الدؤوب لتقليل الخسائر ولتفادي المزيد من الإخفاقات، كما أنه يتوجب على المرء الاستفادة من تجارب الآخرين الملهمة للاستفادة منها وتطبيقها، كما يجب قبل هذا وذاك فهم مدلول الألفاظ النبوية التي جاءت لترشد وتنير الطريق لصاحبها في ضوء الحث على السعي والعمل لآخر لحظة ممكنة.