مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية
مفاجأة جميلة تنتظر عمر وريتال!

بينما كانت فاطمة والدة عمر تعلق زينة رمضان التي صنعتها بيديها، رن جرس المنزل.
أسرع عمر لفتح الباب، لكنه قبل ذلك كان لابد له أن يتأكد من خلفه كما علمته والدته بأن لا يفتح الباب إلا بعد أن يعلم من يطرقه.
وبمجرد أن سمع صوت جدو حتى فتح مسرعا الباب، وهو يردد بصوته الجميل: الله يعطيك العافية جدو حبيبي وأخذ يده اليمنى يقبلها بكثير من الحب، فقد تعلم ذلك من والده الذي علمه احترام جدو وتقبيل يده، وأن يجعل كلماته مهذبة ذات صوت منخفض.
شاهد عمر صندوقين من الهدايا ذات الغلاف الملون الجميل، الأمر الذي جعل عقله يدور به سؤال ما هذه الهدايا ولمن؟.
كلما أراد أن يسأل تذكر نصيحة والدته بأن لا يسأل عن كل شيء فلابد أن يحترم خصوصية غيره، الأمر الذي جعله يصمت عن سؤاله.
جدو لاحظ علامات الاستفهام على عمر وكذلك شقيقته الصغرى ريتال، الأمر الذي جعله يبتسم دون الحديث عن الهدايا.
دخل جدو البيت وعلامات السعادة واضحة على ملامحه وهو يرى جمال الزينة التي صنعتها فاطمة زوجة ابنه التي يحبها كما يحب بناته فهي طيبة جدا معه وتراه بأنه والدها الثاني.
جدو أخذ يردد بسعادة: ماشاء الله لاقوة إلا بالله ما أجمل هذه الزينة والترتيب الجميل للمنزل ورائحته الطيبة، رضي الله عنك!.
هذه الكلمات أسعدت فاطمة الأمر الذي جعلها تهتم أكثر بالزينة، وأخبرت جدو أن اهتمامها هو ابتهاجا باستقبال رمضان، ومن أجل أن تعلم طفليها حب شهر رمضان المبارك، وتعبر عن سعادتها باستقبال هذا الشهر الفضيل.
والغريب أن أسامة والد عمر، أيضا في هذا اليوم قد جاء من عمله وهو يحمل الهدايا مما زاد حيرة عمر لمن كل هذه الهدايا.
حاول والد عمر أن يخفي الهدايا سريعا، ويلفت الأنظار لجمال الفانوس الذي صنعته فاطمة من القطع الجميل: ما أجمله من فانوس يا زوجتي الغالية دائما أنت مبدعة!.
كان الوقت ليس بعيدا بكثير عن سماع أذان المغرب الأمر الذي جعل جميع أفراد الأسرة يعملون مثل خلية النحل بكثير من التعاون والحب في إعداد مائدة الإفطار فهم يحبون تجهيزها مبكرا حتى يجلس الجميع ويكون وقت الدعاء الذي يسبق الإفطار.
عمر كان سرعان ما يجلس بجوار فاطمة من الكرسي القريب إلى جدو حتى يردد"آمين" لكل دعواته الطيبة للإسلام والمسلمين وأن يحرر الله-تعالى- المسجد الأقصى وفلسطين، ويغث أهل غزة، والمسلمين في كل مكان.
جدو قبل أن يجلس على كرسيه القريب من أسامة نظر إلى عدد النجوم التي أحرزها عمر وريتال فكل نجمة تضع أمام كل صلاة في وقتها،وكل صفحة قرآن تم تلاوتها، ونجمة أمام كل فعل خير، ونجمة كبيرة أمام كل يوم يصوما فيه فهذا رمضان الأول الذي يبدأ به عمر الصيام، وتبدأ فاطمة صوم العصافير.
بعد أن ردد الجميع وراء المؤذن تناول كل واحد منهم تمرة اقتداء بسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وارتفع صوت أسامة بالدعاء"ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله".
كانت فاطمة في غاية السعادة الأمر الذي جعلها تسجد سجود الحمدلله -عزوجل-بأن بلغها وعائلتها رمضان، وشهد صيام عمر الأول وتعلم ريتال الصلاة فقد علمتها بسن السابعة كما أوصى الرسول ـصلى الله عليه وسلم-.
جدو وأسامة، وكذلك فاطمة كانوا يحملون الهدايا الجميلة لعمر وريتال تشجيعا لهما على الصيام والصلاة، فكانت عائلة عمر في كل شيء يفعله عمر وريتال من صلاة أو صيام الأول لهما كانت تقدم لهما الهدايا التشجيعية حتى تربط كل هدية بمناسبة جميلة.
أخذ عمر وريتال يقفزان فرحا بهذه الهدايا الجميلة وهم يقبلان والديهما وجدو بكثير من الحب والشكر.
والجميل أن هدايا فاطمة كان يتواجد عليها بطاقة مكتوب عليها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ [أخرجه: البخاري].