وصايا للمؤمنات في رمضان

رمضان شهرٌ
معظّم، فضّل الله به أمة محمد على غيرها من الأمم، وهو نفحة ربانية؛ أنزل الله فيه
كتابه، وجعل صيامه أجلّ الصيام، وقيامه أجلّ القيام، وهو شهر الرحمة والمواساة،
والتوبة والغفران، والعتق من النيران.
وقد أوصى علماء
الأمة باستثمار أيام وليالي الشهر في التغيير النفسي والارتقاء بالذات؛ للتأثير
–من ثمَّ- في الآخرين، فيكون الشهر بذلك منهاجًا تربويًّا يتضمن أبوابًا عديدة
للخير، يستفيد منها الفرد والأسرة والمجتمع، ومن الوصايا المهمة للمؤمنات في
رمضان:
- أن يكون رمضان
فرصة لتجديد الإيمان بالله في قلبها، وتذكُّر الآخرة، ومراعاة ما أنزل الله من
أوامر ونواهٍ، من غير غلو أو ترخص، وأن تجعل نيتها معقودة دائمًا على الإخلاص لله،
واحتساب الأجر والثواب منه سبحانه.
- مراعاة آداب
الصيام، فلا رفث ولا غيبة ولا نميمة، وأن تجاهد نفسها في ذلك، وأن تجتهد في
الدعاء، فهو شهر استجابة الدعاء، وأن تحرص على الذكر في كل حال.
- أن تقوم إلى
الصلاة بمجرد سماع الأذان، وأن تحرص على صلاة الفجر خاصة، وألّا تحرم نفسها من
صلاة القيام والتهجد.
- أن يكون لها
اهتمام وشغف بالقرآن في هذا الشهر أكثر من غيره من الشهور، فهو شهر القرآن، الذي
أُنزل هدى وشفاء للمؤمنين؛ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ
الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 185).
- أن تتصدق ولو
بالقليل، وأبواب الإنفاق كثيرة في هذا العصر، فلا تبخل على نفسها فيقتر الله عليها
في الرزق، بل تلتمس الزيادة والمدد بالبذل والعطاء؛ (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ
مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران: 92).
- أن تزوّد
عقلها، وتثقف نفسها بما ينفعها في دينها، ويعينها على فهم عبادتها وأدائها على
الوجه السليم.
ثانياً: لبيتها:
- أن تكون عونًا
لزوجها على صيام رمضان وقيامه، وأن تذكّره إذا نسي، وتأمره بالمعروف وتنهاه عن
المنكر، وأن تكون روحانيات الشهر فرصة لتنقية أجواء البيت وإزالة أي منغّصات أو
تشاحنات.
- أن تحفِّز
أبناءها على الصيام والقيام وقراءة القرآن وحضور الجماعات، وإن استطاعت أن ترتب
للأسرة مجلس علم يتدارسون فيه القرآن والسُّنة والسيرة، فذلك حسن.
- أن تحرص أن
تكون قدوة لأبنائها في كل شيء، فتكون مربية ناصحة، تحرّض أبناءها على التنافس في
الخير والأعمال الصالحة.
- وكما استعدت
للشهر وأحسنت استقباله والعمل خلاله، عليها أن تنظّم حفلًا لتوديعه، مع زوجها
وأبنائها؛ لتبقى ذكراه وأُنسه عالقيْن في أذهانهم، فتنطبع نفوسهم على الإيمان
والبر سائر شهور السنة.
ثالثاً:
لرحمها وقراباتها وجيرانها:
- من المستحب
للمسلمة، وخصوصًا في رمضان، أن تصل رحمها، والوالدان على رأس القائمة؛ لما ورد في
الأخبار من فضل تلك الصلة؛ «من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره،
فليصل رحمه» (رواه البخاري)، وهناك وسائل كثيرة لذلك، منها: السؤال عنهم،
وزيارتهم، واستضافتهم للاجتماع على الإفطار أو السحور ولو بالقليل المتاح، والتصدق
على المحتاجين منهم، والدعاء لهم.
- ومن المستحب
أيضًا أن تتفقد المسلمة جيرانها في رمضان؛ فإن «خير الأصحاب عند الله خيرهم
لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» (رواه الترمذي)، فاستُحب أن تهنئهم
بقدومه، وأن تهديهم ما تيسر من طعام أو خلافه، وأن يكون الشهر فرصة للتسامح
والتغاضي عن زلّاتهنّ إن وجدت.
برنامج الأسرة المسلمة في رمضان
رابعاً:
لمجتمعها وأمتها:
- الأخت المسلمة
مكلفة كالرجل بالدعوة إلى الله عز وجل في كل وقت وحين، وفي رمضان تكون النفوس
مهيأة للائتمار بالمعروف والانتهاء عن المنكر، فلتبشِّر المسلمة –بما تستطيعه من
وسائل- بما جاء به الإسلام من بر وخير، ورحمة وعدالة، وحرية وتكافل، وتشريع صالح
إلخ، ولتعمل من خلال ذلك على إيجاد المجتمع المسلم الفاضل.
- أن تسهم في
تفريج كُرب المحتاجين، وأن تسعى لأداء حق الفقراء والمساكين، والمرضى والمستضعفين،
ولن تُعدم وسيلة عملية في هذه الناحية أو تلك، فقد يسّرت الجمعيات الأهلية وصناديق
البر هذا الأمر، بل بإمكانها أن تؤسس هي –بمفردها أو مع غيرها- الآلية التي
تمكّنها من الوصول إلى هذه الفئات وإصلاح شأنهم.
- أن تدخّر خلال
الشهر لحساب المحتاجين، لا أن تكون من اللاتي يسرفن في شهر الصوم ويكدسن الأطعمة
والأشربة، فيتحول رمضان من شهر تقوى وزهد إلى شهر تخمة وامتلاء، ولتعلم أن أمتنا
يمكن أن تكون أغنى الأمم ليس بها فقير أو محتاج إذا أخذنا بحديث النبي صلى الله
عليه وسلم: «طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة» (رواه مسلم).
- أن تهتم بأمر
المسلمين، وتتابع قضايا الأمة، وتدعمها قدر استطاعتها، وعلى رأسها قضية فلسطين،
فتقاطع بضائع الأعداء، وتفضح مخططاتهم للسطو على أراضي المسلمين وغزو ثقافتهم من
أجل إفساد عقيدتهم وهدم ثوابتهم، وأن تتعاطى مع كل فكرة تصب في صالح إخوتنا
المستضعفين المستحقين لدعائها استحقاقَهم لمساعداتها المادية والمعنوية.