6 علامات تدل على أن «العادة السرية» تؤثر على الحالة النفسية

العادة السرية
من الأمور التي دائمًا ما تثير الجدل في الأوساط الدينية والطبية، حيث تتفاوت
الآراء ووجهات النظر حول تأثيرها الجسدي بشكل عام، والنفسي بشكل خاص، ومدى
مشروعيتها من الناحية الدينية، خاصة وأن الدين الإسلامي يولي أهمية كبيرة للحفاظ
على الصحة النفسية والجسدية، فالإسلام يسعى دائمًا لتطهير القلوب والنفوس من كل
مرض، وضيق، وحزن، ويوجه الإنسان إلى تحقيق التوازن في شهواته وفق الضوابط الدينية،
مستهدفًا الحفاظ على النفس، والعقل، والعرض.
وهناك 6 علامات
تدل على أن العادة السرية تؤثر على الحالة النفسية، حيث إن الاستغراق في ممارستها
يؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية كالعزلة، والشعور بالذنب، والاكتئاب، والقلق،
واضطرابات التحكم في السلوك، بينما يؤدي ضبطها وفق تعاليم الدين إلى الراحة
النفسية، وتعزيز الثقة بالنفس.
تعريف
العادة السرية
تعرف أيضًا باسم
الاستمناء، وهي عبارة عن تحفيز ذاتي للأعضاء التناسلية، بغرض الوصول إلى النشوة
الجنسية، دون اتصال جنسي مع شريك آخر، وهذه الممارسة من الأمور الشائعة بين كلا
الجنسين (الذكور والإناث) في مختلف الفئات العمرية.
فقد أكدت نتائج
دراسة أجراها عالم أحياء أمريكي أن جميع الرجال وثلاثة أرباع النساء قد مارسوا
العادة السرية في فترة ما من حياتهم.
وأشارت بعض
الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن نسبة ممارسة النساء
للعادة السرية وصل إلى 89%.
وكشفت دراسة أخرى أن ثلثي الرجال الذين شملتهم الدراسة يمارسون العادة السرية، وعلى الرغم من ذلك اعترفوا بشعورهم بالذنب حيال هذه الممارسة، ولذا تعددت الزوايا التي ينظر بها إلى هذه العادة، فهناك من ينظر إليها من زاوية نفسية؛ فيرى أن العادة السرية تؤثر على الحالة النفسية، وهناك من ينظر إليها من زاوية طبية؛ فيتناول الأضرار الصحية الناتجة عنها، وهناك من ينظر إليها من زاوية دينية؛ فيتناول الجوانب الشرعية، والأمور الفقهية المرتبطة بها.
النظرة
الإسلامية للعادة السرية
تعتبر العادة
السرية أو الاستمناء من القضايا التي أثارت نقاشًا فقهيًا واسعًا، ذلك لأن العلماء
اختلفوا في حكمها، حيث اعتمدت هذه الأحكام على تفسير النصوص الشرعية، بالإضافة إلى
تأثير هذه العادة على صحة الفرد النفسية والجسدية، إلا أن جمهور العماء من
الشافعية والمالكية والحنابلة يرى أن العادة السرية محرمة، وذلك استنادًا إلى قول الله
تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْعَادُونَ) (المؤمنون).
وسواء نظرت في
اختلاف أقوال الفقهاء، أم لم تفعل، فإن اجتناب العادة السرية أمر ينفعك في دينك
ودنياك، وقلبك وبدنك، وذلك لعدة أمور:
- لما تحدثه هذه
العادة في بدنك من إنهاك زائد.
- استدعاء
المعصية، وتخييل الصور المحرمة.
- إشعال نار
الشهوة، والإقبال عليها بشكل متزايد.
- فتح أبواب
المعصية والنظر إلى الحرام.
- إلحاق الضرر
بالعلاقة الزوجية في قابل الأيام.
ونتيجة لهذه
الأضرار؛ نقل ابن العربي المالكي عن بعض العلماء قولهم: «لو قام الدليل على جواز
العادة السرية، لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها».
انظر أيضاً: 10 أضرار خطيرة ناجمة عن مشاهدة الأفلام الإباحية
أهمية
التوازن بين الفطرة الإنسانية والضوابط الشرعية
إن التوازن بين
الفطرة الإنسانية والضوابط والمعايير الشرعية والأخلاقية من الأمور المهمة
والأساسية لتحقيق الاستقرار والاتزان في الحياة، والفطرة هي الطبيعة التي فطر الله
الإنسان عليها، حيث يقول تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا) (الروم: 30)، وتتمثل هذه الفطرة في حب الخير، والسعي نحو الجمال،
والتعاطف، والشهوة وما إلى ذلك، أما الضوابط الشرعية فإنها تتمثل في القوانين
والأحكام المستمدة من الشريعة الإسلامية لتوجيه الإنسان، وتنظيم سلوكه نحو الصواب،
أي التحكم في الشهوة، وقضائها في الحلال، وعدم اللجوء إلى المحرمات.
فالتوازن بين
الفكرة الإنسانية والضوابط الدينية يحقق السكينة والاستقرار النفسي، حيث يوجد
التوافق بين رغبات الإنسان الفطرية، وبين رضا الله تعالى، كما يحافظ التوازن على
القيم والأخلاق، فالفطرة تدفع صاحبها إلى الأخلاق الحسنة، أما الضوابط الشرعية
تعمل على تأكيد هذه الأخلاق وحمايتها من الانحراف، فمثلًا الشهوة أمر فطري، أما
الشرع يضع لها القوانين التي تنظمها، وتضمن تجنبها للمحرمات كالعادة السرية،
والزنا وغير ذلك.
علامات
تدل على أن العادة السرية تؤثر على الحالة النفسية
أكد العديد من
علماء النفس، والأطباء، أن العادة السرية تؤثر على الحالة النفسية، حيث تخلق
الاكتئاب، والتوتر، وتثير القلق، والحزن، ويوجد العديد من العلامات التي تدل على
التأثير السلبي لممارسة العادة السيئة على الصحة النفسية، ومن هذه العلامات:
1- جلد النفس،
والشعور بالذنب وتأنيب الضمير بعد ممارستها؛ ما يؤدي إلى حدوث صراع داخلي بين
قناعة الشخص، وسلوكه الفعلي.
2- استخدامها
كوسيلة للهروب من المشكلات العاطفية كالقلق، والحزن، والتوتر بدلًا من مواجهة هذه
المشكلات.
3- العزلة
وفقدان الاهتمام بالتفاعل والعلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى تراجع الرغبة في
الأنشطة الاجتماعية.
4- التأثير على
العمل والدراسة، وضعف الإنتاجية، وحدوث اضطرابات في التركيز، بالإضافة إلى التعب
الذهني الناتج عن هذه الممارسة.
5- الشعور
بالقلق والاكتئاب، حيث تزداد الحالة النفسية سوءًا بعد ممارسة العادة بدلًا من
الشعور بالراحة.
6- فقد السيطرة
على التحكم في ممارسة العادة، حيث تتحول إلى إدمان، ويصبح الشخص غير قادر على
التوقف عن ممارستها رغم رغبته في التوقف والامتناع.
على الرغم من
تعدد العلامات السابقة، فإن هناك العديد من العلامات التي تدل على أن العادة
السرية تؤثر على الحالة النفسية، ولذا؛ إذا كنت عاجزًا عن التوقف، أو تحولت هذه
العادة من مجرد ممارسة إلى إدمان، ووجدت أنها تؤثر بشكل سلبي على حياتك اليومية،
وصحتك النفسية، فمن الضروري التحدث مع أحد المتخصصين لمساعدتك في التعامل معها
بطريقة صحيحة حتى تتوقف عنها، فلا تشتري المتعة اللحظية المحرمة، بالمتعة الدائمة
المشروعة.
طرق
الوقاية والعلاج من العادة السرية
يوجد العديد من
الطرق التي تحول بين الإنسان وممارسة العادة السرية، وتتمثل في:
- المبادرة
بالزواج، وحتى لو بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد، وإن لم يكن ذلك في
الإمكان، فيجب أن يحصّن الإنسان نفسه بالصوم، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن
لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».
- الابتعاد عن
مقدمات الشهوة، وكل ما يهيجها كالنظر إلى الصور الخليعة، أو التفكير في الأمور
الجنسية.. وما إلى ذلك، وفي هذا المعنى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من
تمام اليقين والتقوى أن يدع الإنسان ما لا بأس به حذراً مما به بأس».
- تخير الصحبة
المستقيمة المعتدلة في عبادتها، وأمور دنياها، وعد الاستسلام لصحبة السوء.
- الابتعاد عن
الفراغ، والاندماج في المجتمع والأعمال المباحة والمشروعة التي تشغل صاحبها عن
التفكير في الجنس.