«إسرائيل» تخون نفسها وتقتل أبناءها! (2 - 2)

وضحنا في المقال السابق أن «إسرائيل» ضربت المثل الكامل في الخيانة، وأن ما صدر منها من خيانات هو النموذج الأتم للخيانة في الوجود كله.

ولكن ما جدوى الحديث عن خيانة «إسرائيل»؟ وما الذي يفيد القضية من تسليط الضوء على هذه الخيانات؟

أولاً: لا توجد أمة بريئة من الأمراض، ولم تعرف الأرض وطناً نزيهاً من العلل، ولكن هناك فارق ضخم بين خيانة الفرد، وخيانة الأمة، والحالات الشاذة النادرة لا تمثل ظاهرة عامة في الأمة، فالحالة الأولى يمثلها «الإسرائيلي» بوضوح، والحالة الثانية مثال لخيانة الفلسطيني.

ثانياً: حين تظهر خيانة فلسطيني يحاول «الإسرائيلي» أن يروج لوسائل الإعلام أن الفلسطينيين كلهم خونة، وأن الأمور كلها في قبضته، وأنه يعرف عن الفلسطينيين كل شيء، بل ربما بالغ «الإسرائيلي» وادعى كذباً أنه يعرف الفلسطينيين أكثر من أنفسهم، وأنه لا بد قاهرهم ومنتصر عليهم بفضل امتلاكه لكل وسائل القوة، بما فيها قوة مخابراته ومعلوماته، وهذا قلب للحقائق، وتزوير للوقائع.

ثالثاً: هذه الخيانة الفجة والكاملة للصهاينة يمكن لرجال المقاومة الفلسطينية أن يستفيدوا منها في الصراع الدائر بين المسلمين واليهود لتحرير الأرض والمقدسات.


المنظمة الصهيونية العالمية (1 - 2) |  مجلة المجتمع الكويتية
المنظمة الصهيونية العالمية (1 - 2) | مجلة المجتمع الكويتية
أُسِّست المنظمة الصهيونية العالمية عام 1897م في ال...
www.mugtama.com
×


وسنواصل في هذا المقال ذكر أمثلة قليلة من خيانات بني صهيون لأنفسهم، ولأمتهم، وقتلهم لأبنائهم وإخوانهم، منها:

1– الصهيونية خيانة لليهودية:

الصهيونية حركة تهدف إلى تهجير اليهود من مختلف دول العالم، وتسكينهم في أي بقعة من بقاع الأرض، وتحويلهم إلى عنصر استيطاني قتالي يقوم على خدمة المصالح الغربية، ومؤخرًا تم تحديد هذه البقعة في فلسطين، مدعين كذباً أنها الأرض التي وعدهم الرب إياها في توراتهم المحرفة.

والمفاجأة أن الصهيونية حركة سياسية قامت على الخيانة العظمى للديانة اليهودية، وذلك في رأي قطاعات كبيرة من حاخامات اليهود، ومراجعهم الدينية الكبيرة، ومذاهبهم الدينية، مثل اليهودية الأرثوذكسية، واليهودية الحاخامية.

فالصهيونية إنما هي خيانة لمبادئ اليهودية التي تجرم وتُحرم على اليهود العودة إلى صهيون (فلسطين)، وأن الرب كتب على اليهود التيه والشتات، وأن أي محاولة لتجميع اليهود في دولة ما مخالفة خطيرة وكبيرة لأوامر الرب، بينما يرى التلمود أن أي محاولة للعودة هي بمنزلة الهرطقة والتجديف والتعجيل بالنهاية، ولذلك فلا يوجد في العصور الوسطى؛ أي في معظم التاريخ الديني لليهود، أي حديث عن العودة إلا باعتبارها حدثاً دينياً يتم بمشيئة الرب، بل اعتبرت اليهودية الحاخامية واليهودية الأرثوذكسية أن ما تقوم به الحركة الصهيونية كفر بواح.

2- تفجير السفينة «باتريا» في ميناء حيفا 1940م:

كانت السفينة «باتريا» تحمل على متنها 1800 مهاجر يهودي قدموا إلى فلسطين بطريقة سرية، ودون تصريح أو إذن من سلطات الانتداب البريطاني، التي قررت ترحيلهم إلى جزيرة موريشيوس، فثارت ثائرة العصابات الإرهابية الصهيونية، فقامت عصابة الهاجاناه الإرهابية الصهيونية في صباح 25 نوفمبر 1940م بتفجير جانب من السفينة «باتريا»؛ ما تسبب في مقتل 250 يهودياً على متنها، وذلك لإجبار السلطات البريطانية على قبولهم لاجئين في فلسطين، وعدم ترحيلهم إلى موريشيوس.

وبعد 18 عاماً من هذه الجريمة الإرهابية يكتب موشي شاريت، رئيس الوكالة اليهودية الأسبق: من الضروري في بعض الأحيان أن نضحي ببعض الأشخاص في سبيل إنقاذ الأغلبية.

فهذا الاعتراف يذكرنا بالمقولة الشهيرة للطبيب اليهودي أوسكار ليفي: نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه وجلاديه ومحركي نار الفتنة فيه.

لكن الذي فات ليفي الاعتراف به أن أول من وقع عليه ظلم العصابات الإرهابية الصهيونية هم قطاعات عريضة من اليهود أنفسهم، وتحديداً اليهود غير الصهاينة.

وهذا أيضًا ما تقوم به «إسرائيل» من حصار شامل لقطاع غزة، ومنع الغذاء والدواء والكساء والكهرباء بل حتى والماء، وهذه جريمة إبادة جماعية يرتكبها الاحتلال، ولكن الصهاينة يفعلون ذلك ولهم في داخل القطاع أسرى يهود معرضون للموت جوعاً، وإن ماتوا فالقاتل هو الاحتلال الذي فرض الحصار على الأبرياء، وهذه خيانة لأنفسهم قبل أن تكون خيانة لغيرهم.


كيف استُلِبَ الوطن الإسلامي في فلسطين؟ (1 - 2) |  مجلة المجتمع الكويتية
كيف استُلِبَ الوطن الإسلامي في فلسطين؟ (1 - 2) | مجلة المجتمع الكويتية
أ- تاريخ:البعض يرجع ذلك تاريخيًّا إلى أوّل مؤتمر...
mugtama.com
×


3– الإجبار على التهجير:

من العقبات الكبري التي واجهت الحركة الصهيونية في أوائل القرن العشرين رفض أغلب يهود العالم لفكرة الصهيونية، وبالتالي رفض فكرة الهجرة إلى فلسطين، فلجأت العصابات الصهيونية الإرهابية إلى وسائل إرهابية وحشية لإجبار اليهود على الهجرة إلى فلسطين، ومن أجل الوصول للتهجير ارتكبت العصابات الصهيونية أبشع وسائل القتل والإرهاب والعنف مع بني جلدتهم من اليهود أنفسهم.

يقول الكاتب الأمريكي توماس سواريز في كتابه «دولة الإرهاب.. كيف قامت إسرائيل الحديثة على الإرهاب؟!»: لقد بدأت المنظمات الصهيونية باستهداف اليهود أنفسهم بهدف تدمير مجتمعاتهم المحلية، وتدمير أي ملاذات آمنة يلجؤون إليها، بل وصل الأمر إلى اختطاف الأطفال اليهود ومضاعفة معاناة المهجرين في أوروبا بسبب حرب النازيين عليهم، لإجبارهم على الهجرة إلى فلسطين.

وتنفيذا لهذا الفكر الجهنمي، قامت العصابات الصهيونية الإرهابية باختطاف المئات من أطفال اليهود في اليمن والعراق لإجبار أهلهم على الهجرة إلى فلسطين، وارتكبت العصابات الصهيونية الإرهابية الكثير من العمليات الإرهابية الوحشية ضد اليهود الرافضين لفكرة الهجرة إلى فلسطين لإقناعهم بأنهم في خطر داهم، ولا سبيل للنجاة إلا بالهجرة إلى فلسطين.

ففي عام 1950م، قامت العصابات الصهيونية الإرهابية بتفجير المعبد اليهودي في بغداد؛ ما تسبب في مقتل 3 أشخاص وجرح العشرات من اليهود لبث الرعب وزرع الخوف في النفوس، لإقناعهم بقبول فكرة الهجرة إلى فلسطين كملاذ آمن من الأخطار.

إن الاستعمار الغربي حقق بتهجير اليهود من أوروبا هدفين كبيرين في وقت واحد؛ أولهما: التخلص من مجموعة من أخبث أنواع البشر، حيث كانوا مشاعل فتنة، ومسعري حروب أينما حلوا،

والهدف الثاني: هو احتلال فلسطين وتحويلها إلى عنصر استيطاني يقوم على خدمة المصالح الغربية، وحماية الأهداف الاستعمارية. 


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة